فنان الوحدة الوطنية لفتح وحماس عليكم بالمصالحة (...)
غزة / سلطان ناصر /
عشقت فن الكاريكاتير ومارسته منذ نعومة أظفاري .. اتخذت من جدران المنزل
مكانا للبوح بكل ما يعتمل صدري أو يجول بخاطري،على الرغم من أنني لم أدرس
الفن , وإنما درست الهندسة الزراعية( تخصص صناعات غذائية) تحقيقا لرغبة
الأهل .
الفنان
الفلسطيني محمد سعيد النمنم المعرف (أبو النون) 30 عاماً من سكان غزة قال
:" أسعى من خلال فن الكاريكاتير إلى التميز في خدمة القضية الفلسطينية
وأطرق الأبواب التي لم يطرقها القلم الصحفي والصورة الصحفية لأنشر المخاطر
والانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها الفلسطينيين كل يوم ".
ويعتبر
أبو النون نفسه ممثل عن مجموعة كبيرة من الناس وخصوصا الذين لا يستطيعون
التعبير عما يجول بخاطرهم حيث يطرح قضياهم ويستفز أصحاب القرار تجاههم
ويضغط بريشته على الضمير الغائب .
وأوضح
أبو النون أنه قبل يومين شارك مع مجموعة من الفنانين التشكيلين برسم لوحة
جداريه تتحدث ضمناً عن المصالحة الفلسطينية وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية,
مشيراً أن هذه اللوحة كان من المقرر أن يتم رسمها قبل شهرين ولكن بسبب عدم
مقدرة الفنانين المشاركين على جمع نائبين من التشريعي واحد من حماس وآخر
من فتح لافتتاحها تم تأجيل العمل.
ويصل
حجم اللوحة إلي 20 متراً, وهي تمهيد لرسم أكبر جداريه في العالم تتحدث عن
الجدار الفاصل في مدينة بيت لحم, وستدخل هذه اللوحة موسوعة (جينيس)
للأرقام القياسية.
وعلق
أبو النون علي عدم تلبية النائبين في التشريعي للدعوة بأن رفضهما لافتتاح
الجداريه لن يثنينا عن التعبير عن أرائنا بالريشة والألوان, فالفن رسالة
نوصلها إلى كل العالم, موضحاً أن الفنانين الفلسطينيين عانوا كثيراً من
الانقسام السياسي.
وقال
أبو النون :" أن الجداريه تتحدث عن عشرة مواضيع (الانقسام والوحدة
والتسامح والمحبة وحرب غزة والأخوة والقدس..), مشيراً إلي أنه تم رسم
الجداريه بحي الرمال وسط قطاع غزة حتي يشاهدها المواطن والمسئول وقامت
مؤسسة (بال ثينك) بتقديم كل الدعم المالي لاتمام عمل هذه الجداريه.
وتوقع
أبو النون أن تكون الأيام القادمة أصعب من الأيام التي مضت بسبب انسداد
الأفق الايجابي للمصالحة الفلسطينية وعدم وجود أجواء تهيئ لإعادة اللحمة
لشطري الوطن, معتبراً أن الاحتلال الإسرائيلي استغل انقسامنا وانتهك حرمة
المدينة المقدسة فهو يهدم المنازل كل يوم ويقيم مئات البنايات الاستيطانية
لذلك كانت اللوحة الأولي في الجداريه تتحدث عن مدينة القدس.
ويقول
أبو النون إنه أقام معرضاً يدعو للوحدة الفلسطينية سماه "يا رياح الوحدة
هبي بغزة"، دعا فيه من خلال رسوماته المتعددة للمصالحة بين الفصائل، وقد
لقي إقبالا شديداً ونشر عنه كثيراً في وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وأوضح
الفنان الفلسطيني أنه شارك في عدة معارض في اليونان ومصر والأردن
والإمارات وكان في كل مرة ينقل برسوماته "صوراً من معاناة الفلسطينيين
وخاصة معاناة الغزيين المحاصرين وصورا من الصمود لشعب غزة".
وحول
ما إذا كان قد رسم شيئاً وقت الحرب قال مبتسما :" لم ارسم وقت الحرب بسبب
الأيام الصعبة التي مررت بها كأبناء شعبي فقد كان شاغلي الأكبر توفير
الماء والغذاء لعائلتي , ولكن لم تستمر هذه الحالة طويلاً فالاحتلال يحاول
أن يعزلنا عن العالم ويطمس هويتنا ولكننا بالفن نقول للعالم أننا موجودون
وسنوصل فنننا ورسالتنا العادلة لكل العالم وسننقل حضارتنا وتراثنا للعالم
عن طريق الفن والإبداع ".
وقال
:" قد أستطع كغيير من أصحاب الريشة والألوان أن نكسر الحصار من خلال
رسوماتنا المعبرة عن حالة غزة الحزينة الشاكية إغلاق المعابر وانقطاع
الكهرباء والغاز من خلال حشد الرأي العالم العربي والأجنبي اتجاه نصرة غزة
, ولقد نجحت بذلك من خلال ما يصل عبر بريد الموقع الشخصي من رسائل تضامن
".
وم
يكتفي أبو النون بنشر رسوماته على الوكالات الإخبارية الفلسطينية والعربية
وإنما أنشأ موقعاً خاصاً به تجاوز عدد الزوار له خلال الثلاث سنوات
الماضية مليون زائر مبينا أن هدفه من الموقع عرض الرسومات التي تكشف
انتهاكات الاحتلال للعالم وخدمة القضية الفلسطينية .
وعن
أحساس أبون عندما يرسم قال : " أن رسامي الكاريكاتير يتمتعون بإحساس عال
ومزاج شعبي و يتابعون مجريات الأحداث على الساحة ويعبرون عنها بالرسم،
واصفاً فن الكاريكاتير بأنه الفن الذي يأتي ليعبر عن المواقف ما بين
الكلمة و الصورة , ولكن للأسف بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل بغزة يصبح
المزاج (معكراً ) مبينا ًانه يشعر بالمسؤولية تجاه بلده لأنه حريص على
الوحدة والدقة في التفاصيل والحيادية والموضوعية والشفافية وإذا كان الرسم
بعيدا عن السياسية يكون في قمة السعادة .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/