الحياة الاجتماعية في الأسر
الأسير
الفلسطيني مُقتلع من بين أهله وأحبائه وأصدقائه، محروم من التواصل معهم،
والتعرف على أخبارهم، يقضي سنوات سجنه بعيدا عن مجتمعه وأقربائه.
لكن
مع أول دقائق له في المعتقل يبدأ بنسج علاقات جديدة مع رفاقه في الأسر ،
سواء كانوا هؤلاء الأسرى له بهم علاقة سابقه أو لأول مرة يلتقي بهم، قد
يكونوا من نفس قريته أو بلدته أو محافظته أو من محافظه أخرى بعيده لكن
الجرح واحد .
العلاقة الاجتماعية بين الأسرى قويه ومتينة حتى أن معظم العلاقات تستمر بعد الخروج من الأسر، ويبقى التواصل بين الأسرى.
أعود
لأول لحظات الأسير في المعتقل إذ يستقبله إخوانه الأسرى ويسارعون لتوفير
ما استطاعوا من ملابس له ليقوم بالاستحمام ليتخلص من بقايا التحقيق الصعبة
التي قد تستمر أشهر دون أن يستطيع الاستحمام ، بعد الاستحمام ولبس الملابس
المقدمة له من إخوته يُقدم له الطعام وبعدها تبدأ حلقة التعارف التي يتعرف
بها الأسير على من يشاركونه غرفته أو قسمه في المعتقل .
الأسرى
كالعائلة الواحدة في المشاركة في الهموم والأفراح ، فعندما تكون هنالك
حالة وفاة قريب لأحد الأسرى يقوم باقي الأسرى بتجهيز غرفة الأسير ويُعدون
القهوة السادة ويقف أقرباء الأسير أو أبناء منطقته ليتلقوا التعازي من
باقي الأسرى .
وعندما
يحين موعد الإفراج عن احد الأسرى فإن إخوته الأسرى يقيمون له حفله ليلية
يوزعون فيها ما توفر لهم من حلوى وعصائر وينشدون له الأغاني المختلفة
ويقيمون حلقات الدبكه لتكون حفلة وداع لهذا الأسير المغادر.
في
الأعياد يسارع الأسرى لإدخال السعادة إلى قلوب بعضهم البعض ، كلٌ حسب
قدرته ، فأحدهم يجهز الحلويات البسيطة ، وآخر يسارع لعمل الزينة بما توفر
من أوراق جرائد أو مجلات ،وذاك يعمل على تجهيز الخيمة أو الغرفة ، وآخر
يرسم الرسومات الجميلة أو يخط كروت التهنئة لباقي الأسرى ، وصباح العيد
وبعد أداء الصلاة يصطف كل الأسرى بشكل حلقه كبيره ويبدؤون بالسلام وتبادل
التهاني على بعضهم البعض، ويوزعون الحلوى والتمر.
قد يمرض الأسير خلال فترة مكوثه في المعتقل وعندها يجتهد إخوانه في تخفيف ألمه ووجعه ، ويسهرون على راحته وتقديم الخدمة والمساعدة له
وعندما
يُرزق احد الأسرى بمولود فإن باقي الأسرى يسارعون لتقديم التهاني له
ومشاركته الفرح ، بل إن معظمهم يسارع لشراء الحلوى ليوزعها على باقي
الأسرى وكأنه هو الذي رُزق بالطفل الجديد.
بفلم الأسيرالمحرر ثامر سباعنه
فلســـطين
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/