حسن أبو حشيش.. سلامة راسك من دوشة مسيرات الغضب للأقصى
فلسطين عبد الكريم
إن
أفضل ماكشفه الانقسام الحاصل بين غزة والضفة بسبب الانقلاب الذي أقدمت
عليه حركة حماس هو أنه أظهر الكثير من الأشخاص على حقيقتهم السوداء ، ومن
بين هؤلاء أشخاصاً اتخذوا من الكتابة ملجأ واختبئوا خلف منصب لعين ، يبثون
من خلف كراسيهم الكلمات الملتهبة والتصريحات التي تثير الفتنة وتروج لها
بين أبناء الشعب الواحد بدلا من تهدئة الأمور في ظل أزمات تعصف بحالنا
الميئوس من إمكانية الوصول إلى بر الأمن والأمان وإتمام المصالحة ومنح
الشعب استراحة على الأقل .
حسن أبو حشيش مسئول ما يسمى بالمكتب الإعلامي الحكومي
لحماس رجل وجد نفسه في منصب لا أعتقد أنه كان يراه في أحلامه ومنامه ،
وأنا هنا لست بصدد تحليل إذا ماكان يستحق هذا المنصب أم لا ، لأن الجميع
يعلم كيف وصل الكثيرون إلى مناصبهم ومواقعهم في غزة.
كل ما صدر عن أبو حشيش من تصريحات ضد قيادة السلطة وحركة فتح لم أجد فيها ولو لمرة واحده كلاما يحمل تحليلا حقيقيا لأية قضية كانت , فكيل الاتهام هو ما يميز تصريحاته وأقواله , والغريب انه يرفض أن يحاسب على كل افتراءاته التي لم تستثن احد ويريد الأدلة من الآخرين وهو لم يقدم دليلا واحدا على أي افتراء صدر عنه , ولم يتورع عن اتهام العديد من القيادات
الفلسطينية بالخيانة والتفريط وطالت هذه الاتهامات الكثير من قيادات
السلطة وحركة فتح , فهو يعتبر نفسه نبي السياسة والإعلام فمن حقه أن يخون
من شاء ويمجد من شاء تماما مثل أنبياء الدين الذين ادخلوا الجنة من شاءوا لهم ذلك واحرقوا من أحرقوا بالنار .
لازال
أبو حشيش – كعادة غيره من لونه- يشن هجومه حتى في هذه الأوقات والظروف
العصيبة التي يمر بها شعبنا من اعتداءات ضد المسجد الأقصى المبارك ومدينة
القدس المحتلة ، ومن اعتداءات مستمرة ضد قطاع غزة المحاصر جوا وبرا وبحرا
وحتى في نسمة الهواء .
لكن يبدو انه لا تدرك أن لا حركة فتح ولا السلطة ولا الرئيس بحاجة إلى شهادة منك ومن غيرك،
ومن الأفضل لك أن تعرف جيدا أن شغل الهيات والوجهنة والإدمان على الخروج
إلى وسائل الإعلام وأمام التلفزيون ليس منه فائدة ، فلا أحد يمنعك أن تخرج
وتصرح كيفما تشاء ومتى تشاء وأينما تشاء لكن عندما تخرج للحديث قل الخير
وإلا فلتصمت .
أستغرب
كثيرا عندما يقوم شخص مثل حسن أبو حشيش بمطالبة حركة فتح والسلطة بعدم
تكبيل التحرك السياسي والجماهيري في الضفة الغربية ردا على أحداث الأقصى ،
ويتهمها بالانشغال في الحرب الدعائية ضد المقاومة وفصائلها وقياداتها على حد زعمه ، وعلى
ما يبدو فإن أبو حشيش لا يرى أهمية للمشاركة في المسيرات والمظاهرات التي
خرجت دعما للقدس ونصرة للأقصى في غزة والتي نظمتها حماس والذي هو محسوب
عليها ، فالكاميرات التي يحبها كثيرا بحثت عنه طويلا فلم تجده بين
المسئولين في حكومة غزة المقالة ؛ فلربما كان قابعا في مكتبه مشغولا
بكتابة بيان ناري مليء بالاتهامات والذي لا يساوي الحبر الذي كتبه به ،
ولربما كان رأيه أنه لا تعدو كونها إلا " زيطة وهيصة ودوشة راس " ولأجل ذلك هو لم يشارك بها .
لا
ياحسن أبو حشيش إما يكون كلامك على الإعلام صادقا وداعيا إلى الوحدة
لمواجهة الاحتلال وغطرسته وإما لاتخرج لنا في مؤتمرات وتصريحات تربك
ساحتنا الداخلية وتزيد النار اشتعالا بكلماتك النارية ، وطالما انك إعلامي
فمن الأفضل لك أن تكون على قدر المسئولية لا أن تكون فوقها ، وعليك أن
ترتفع فوق الحزبية ولو قليلا ..ويكفينا مافينا ، ورغم ذلك سأقول لك سلامة
راسك من دوشة مسيرات الغضب للأقصى .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/