البناء العلمي للشباب .. سر التوازن في ثلاثة!
أكد
الأستاذ الدكتور سمير فخرو- رئيس الجامعة العربية المفتوحة في البحرين –
أن الجانب العلمي عبارة عن إنجازات يمكن رؤيتها والتحقق منها في الواقع
ولا يدعيها شخص ما، وهذه الإنجازات ينتج عنها تغييرات كبرى في حياة
الإنسان والتغييرات الكبرى هي التي تؤثر في أعداد كبيرة من الناس بصفة
مستمرة ومستديمة ويكون هذا التغيير كبيرا ومؤثرا .
وأضاف في لقائه مع الشباب خلال مؤتمر فورشباب العالمي الأول أن
المهارات والمعلومات لا تكفي، داعيا إلى تهذيب السلوك والطبائع، وكذلك
تغيير الشخصية بتغيير ملامحها وقدراتها وسماتها وصفاتها .
وأشار إلى أن البناء العلمي يقوم على ثلاثة أعمدة أو ثلاثة عوامل،
أولها العامل الرباني وهو بدوره يقوم على تقوى الله والنية الصالحة، موضحا
أن النية الصالحة تزكي العمل وكلما خلصت النوايا كان العمل نافعا، وفي ذلك
يقول المولى عز وجل " تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ "، ويقول تبارك وتعالى " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ
بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " التوبة 109.
وأوضح إن الإنسان ينبغي أن يتحلى بالتواضع لأنه إذا لم يتواضع فإن
الدنيا تجبره على التواضع وحتى رجال الأعمال يتنازلون وذلك عن طريق تقلبات
الأسواق والأزمات، والإنسان عادة ما تقل حساسيته للنصيحة وتقل استفادته من
الأحداث التي يمر بها بسبب الثقة الزائدة.
وأشار إلى أن الأذكار والتفكر والصبر والشكر أحد جوانب البناء الرباني
فهذه المجموعة مرتبطة يبعضها خاصة الذكر والتفكر، فالتفكر يعين الإنسان
على الإهتداء إلى السنن الثلاثة وأول هذه السنن هي السنن الكونية فقد خلق
الله الكون على نظام معين والمال يمشي على السنن الكونية، وعندما يفتقد
الإنسان إلى الشفافية في معاملاته يخسر احترام الآخرين ويخسر مكانته لدى
العملاء .
وقال إن السنة الثانية هي السنة الاجتماعية مثل العلاقة مع الوالدين،
صلة الأرحام، والتعامل مع الآخرين بالذوق، والإنسان صاحب المواقف
الإيجابية هو الذي يلتزم بالسنن الاجتماعية، كما أن الصبر والشكر من
العوامل المهمة فالإنسان يمتحن فإذا خرج من الفتنة شاكرا أو صابرا يخرج
أقوى ومستعدا للخطوة التالية .
وأضاف أن السنة الثالثة هي السنة الشرعية وينبغي التمسك بالجانب الشرعي
إلى جانب العلوم الكونية والعلوم الاجتماعية، فإن هو أغفل الجانب الشرعي
حدث نقص وخلل، وإن اهتم بالجانب الشرعي على حساب الجانب الكوني والجانب
الاجتماعى فإنه لا يحقق التقدم والبناء العلمي المطلوب فهذه السنن متكاملة
مع بعضها.
وأوضح أن العامل الثاني من عوامل البناء العلمي هو العامل الإنساني
ويشمل هذا الجانب الصدق والأمانة والعدل والوفاء وكذلك المثابرة والصبر
على التحصيل، أيضا خدمة الناس والتوجه إليهم، وكذا الإنفاق، فالأعمال تزكو
بالصدقة كما تزكو بالصلاة .
وأضاف إلى أن العامل المعرفي والإبداعي هو أحد أعمدة البناء العلمي
ويكون ذلك من خلال زيادة المعارف وتنمية المهارات، وكذلك بناء وتنويع
المهارات وتهذيب الطبائع، وقال أن العلم يكون حجة للإنسان أو حجة عليه كما
أن العلم لا ينفصل عن الأخلاق والتقوى .