الطاقة الإيمانية .. كنز الأعماق
أكد الدكتور سليمان العلي – خبير التنمية البشرية – أن الله عز وجل جعل
لدى أغلب الشباب طاقات وقدرات كثيرة ولكنها للأسف لا يتم استغلالها من عدد
كبير منهم كما ينبغي، وقال أن الواقع يؤكد أن الشباب العربي لا يستفيدون
سوى بنسبة 10% فقط من طاقاتهم خلال اليوم في الوقت الذي تظل فيه ال90%
الباقية معطلة.
وأضاف خلال برنامجه "عش حياتك" الذي أذيع مؤخرا على فضائية "الرسالة" أن
من أهم الأشياء الموجودة في الشباب الطاقة الإيمانية والتي تجعله يحرص على
القيام بكافة الشعائر والعبادات التي تقربه من الله.
وقال أن هذه الطاقة الإيمانية هي التي جعلت بلال بن رباح يصبر على حر مكة
ليصبح هذا الاسم الكبير في تاريخ الإسلام، رغم أنه كان مجرد عبد يرعى
الغنم، فالذي رفع مرتبة الصحابي الجليل هي الطاقة الإيمانية التي عندما
فجرها بكل ما تعنيه هذه الكلمة بداخله وصل لمرحلة يقول له النبي صلى الله
عليه وسلم "يا بلال أخبرني عن أرجى عمل تفعله فإني سمعت خطوات نعليك قبلي
في الجنة؟ قال يا رسول الله ما هممت بأمر إلا توضأت وصليت دائما أتوضأ
وأصلي ركعتين".
الطاقة الإيمانية
وأشار إلى أن الشاب عندما يؤمن بأن الرزق من عند الله سبحانه وتعالى،
ويتيقن بأنه سوف يأتي رغم أنف الجميع فإنه لن يتذلل لمديره أو يقوم
بمنافقته لأنه يعلم أن الله عز وجل هو الذي سيرزقه وليس مديره ، وكذلك
عندما يظلمه شخص ما فيتذكر أن من بين أسماء الله الحسنى "المنتقم" فهنا
يهدأ غضبه.
وقال العلي نحن في العبادات نصلي ولنا فيها حركات أمرنا ربنا عز وجل أن
نؤديها بهذه الطريقة، وحول حركات الصلاة قال رجل مسلم: دخلت إحدى الحدائق
في أستراليا وجاء وقت صلاة العصر فوقفت أصلي ومن ورائي زوجتي وأطفالي، و
بعد أن انتهيت من الصلاة جاءني رجل استرالي يقول: لماذا تفعلون هكذا؟
قلت هذه عبادتنا في الإسلام وهذا وقت صلاة العصر فصلينا.
فقال له الأسترالي: قل لي لماذا وضعت جبهتك على الأرض؟
فيقول شرحت له كيف أن السجود في الصلاة من الأمور المهمة فنضع جباهنا في
الأرض. فقال له الأسترالي أنا طبيب ومنذ أكثر من عشرين سنة لدي صداع
وعندما يأتيني الصداع أدخل في مكتبي وأغلق الباب وأضع جبيني على الأرض
فأشعر بأن كل الشحنات السالبة في رأسي تنزل، مضيفا أنه يستمر في وضع
السجود 3 دقائق 5 دقائق فيذهب الصداع من رأسه.
وقال العلي أن هذا الرجل أسلم في المركز الإسلامي في سيدني بسبب هذه
الحركة البسيطة، مضيفا أن المؤمنين أقل الناس عرضة للاضطرابات النفسية
وأقلهم عرضة للاكتئاب وللقلق، لأن المؤمن بالله عز وجل يلجأ إليه في وقت
الشدة فيشعر بارتياح نفسي، وبالعكس تجد في المجتمعات الغربية أكثر من 70%
يتعاطون الحبوب المهدئة، فتجد شاب لا يستطيع النوم إلا بالحبوب وآخر لا
يهدأ إلا بالحبوب، أما نحن فإذا ما جاءنا أرق فإننا ندعو بدعاء الرسول صلى
الله عليه وسلم في الأرق : "اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم
فنذهب في سبات عميق".
وقال الطاقة الإيمانية التي نتحدث عنها لو فعلناها في حياتنا لو فجرناها
في حياتنا، في صورة صلاة نصليها في وقتها، وفى صورة ذكر الله عز وجل، وفى
قراءة القرآن فإن كل هذا يجعلنا من أصحاب الأنفس المطمئنة على مدار اليوم.