الشباب الفلسطيني ... حالة يأس وإحباط وتمرد على الظروف ب "الهجرة"
في ظل حالة الإحباط واليأس التي تسود الأرض الفلسطينية وتلقي بظلالها على
الطفل والشاب والفتاة وحتى من تقدمت أعمارهم بالسن جراء الانقسام وتفكك
شطري الوطن وتدهور الأوضاع الداخلية إضافة إلى الممارسات والاعتداءات
المتكررة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها المتواصلة ، لا يزال ثقل
الهم يسيطر على الشباب الفلسطيني الذي بدأ يفكر بالهجرة كنوع من التمرد
على الظروف وذلك لانعدام فرص العمل وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية .
فالشاب علاء من سكان مدينة غزة واحد من بين الآلاف من المواطنيين الذين
يعتزمون الهجرة والخروج من القطاع نتيجة الوضع السياسي وضعف القدرة
الاقتصادية وعدم وجود فرص عمل حيث لاتزال جهوده منصبة تجاه تحقيق حلمه في
الخروج نحو أي بلد أوروبي يستوعبه ويستطيع من خلاله بناء مسار حياته
واستقراره .
يقول علاء لوكالة قدس نت للأنباء أن
الأوضاع العامة التي تشهدها الساحة الفلسطينية سببت حالة من الإحباط وعدم
القدرة على مواصلة العيش داخل قطاع غزة الذي يعيش الحصار والإغلاق والدمار
وسوء الظروف الحياتية . مشيرا إلى أن ما نمر به من ظروف قد تساهم في
افتقار المجتمع الفلسطيني لكفاءاته في ظل تفكير العديد من الشباب بالهجرة.
من الجدير بالذكر أن الحكومة الاسرائيلية ورغم ما تقوم به من ممارسات
يومية بحق الشعب الفلسطيني لا تزال تنفذ خططها الممنهجة والتي تهدف إلى
دفع الكفاءات الفلسطينية للهجرة القسرية في ظل الأوضاع السائدة من أجل
إفراغ الوطن من الهوية الفلسطينية وتحقيق المطامع.
من جهتها استطاعت المواطنة ديمة عمر من طولكرم وأبناؤها اللحاق بزوجها
الذي مكن نفسه واستطاع تحقيق جزء مما يطمح بعد غربة دامت أكثر من خمس
سنوات في النرويج بسبب ضيق الحال وعدم توفر فرصة عمل تمكنه من تأمين لقمة
عيش عائلته .
هذا وكان زوجها والذي يعمل مهني في مجال الألمنيوم واحداً من الشباب الذين
استطاعوا الهجرة وبظروف صعبة للغاية بعد بيع قطعة أرض ورثها عن والده
بحوالي 6آلاف دينار أردني من أجل تأمين احتياجاته ومستلزماته وزوجته
وعائلته .
ونتيجة عدم الاستقرار السياسي وانعدام فرص العمل وتدهور الأوضاع المعيشية
والاقتصادية وغياب أجواء الأمن والأمان المستقبلي خاصة بعد العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة والذي ألقى بظلاله على المواطنين وأوضاعهم
المعيشية إضافة إلى حالة التشرذم والانقسام الداخلي والتي أثرت سلبا على
الكل الفلسطيني, وأصبحت المناخات متهيئة للشباب الفلسطيني للهجرة في ظل
توفر أسباب وعوامل مقنعة ومشجعة على الهجرة .
ويبقى المواطن الفلسطيني بانتظار تعزيز صموده وتمسكه بأرضه لبناء مؤسساته
بعد خلق بيئة اجتماعية وسياسية تمنح الشباب الأمل في حياة أفضل ، إضافة
إلى تحقيق الوحدة الوطنية بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني وحل الأزمة
السياسية وتحسين الأوضاع الاقتصادية وخلق بيئة اقتصادية داعمة لبقاء
المواطن الفلسطيني وثباته .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/