تصر قيادات ذات
شأن في حماس على احتكار وكالة الدفاع عن الشيطان، في محاولة مستميتة
لتبرئة من تحوم حوله شبهة تنفيذ جريمة اغتيال القيادي فيها محمود المبحوح،
ولتعمية نظر الجمهور العربي والفلسطينى بقصد إخفاء واقع الاختراقات
الأمنية التي طالت الصف الأول من قياداتها، والتي كان من دلائلها اغتيال
قيادات مفصلية ومركزية لم يكن يعلم بتحركاتها إلا رأس الهرم القيادي في
حركة حماس نظراً لطبيعة المهام السرية التي كانت تنفذها، فتحركات القيادات
التي تم اغتيالها وآخرها محمود المبحوح ما كان ليعلمها إلا المحيطون
واللصيقون به مباشرة وكذلك قيادته العليا صاحبة الأمر بالمهمات.
لا
بد من وضع الحقائق التالية أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي ليكتشف كل
متتبع ومهتم بهذه القضية تساوق حماس مع الدعاية الإسرائيلية الهادفة
لتبرئة ' الاحتلال ' باعتباره صاحب المصلحة الأولى والأخيرة في ضرب أهداف
نوعية والمبحوح نموذجاً عليها.
أولاً:
أن شرطة دبي مانعت منذ البداية اشتراك حماس في التحقيق، وهذا يؤكد أن كل
ما تنشره قيادات حماس ووسائل إعلامها من اتهامات لا صحة لها ومشكوك فيها
ولا تبدل من واقع الأمر شيئاً، لأنها مجرد محاولة لقذف كرة النار بعيداً
عنها، فشرطة دبي التي نثق بقدراتها المهنية هي مالكة المعلومات وصاحبة
القرار بنشرها واطلاع الرأي العام على تفاصيلها.
ثانياً:
تصريحات رئيس شرطة دبي لوسائل الإعلام تؤكد بما يقطع الشك باليقين بأن
اختراقاً أمنياً ما لدائرة الشهيد المبحوح قد حصل قبل وصوله دبي إذ قال :'
كي أكون صادقاً فأن مقدم المبحوح في 18 جان في لتأتي فرقة القتل من أوروبا
وتسبقه في الوصول هذا يعني أنهم في انتظاره ويعرفون معلومة سفره عن طريق
خبر تسرب من شخص مقرب مطلع على قدومه لدبي..ولذلك فهو مخترق أمنياً قبل
دخوله إلى دبي'.
ثالثاً:
كلنا نعلم بأن رحلة محمود المبحوح من دمشق إلى دبي لم تستغرق إلا ساعات
محدودة. وهذا يعني أن الذين سربوا المعلومة كانوا في دمشق أصلاً حيث علموا
جهة المبحوح النهائية، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أنه كان يتعمد في حركته
أثناء مهماته النزول في محطات غير الوجهة الأصلية النهائية للتمويه، هذا
حسب إفادات شهد بها مقربون منه، وهذا ما يؤكد بأن أقرب المقربين للمبحوح
كان على علم بمحطته ( دبي) وبالمدة التي كان سيمكثها هناك. ويتوافق مع
تصريحات رئيس شرطة دبي بأن القتلة كانوا قد سبقوه بانتظار وصوله.
رابعاً:
تناقض روايات قيادات حماس حول القضية، وإقرار الناطق باسمها أيمن طه
بالتسرع في اتهام السلطة الوطنية في قضية الاغتيال في برنامج صباح الخير
ياعرب في فضائية mbc يكشف بوضوح عن صراعات بين مركزي قوة في قيادة حماس
أحدهما متمركز في دمشق يحاول مع فريقه بغزة استباق نتائج التحقيق الذي
تجريه شرطة دبي بمهنية عالية وتوزيع الاتهامات يميناً وشمالاً في محاولة
يائسة لتضليل التحقيق وإبعاد الشبهة عن مجموعة قيادة حماس بدمشق باعتبارها
الدائرة الضيقة اللصيقة العليمة بتحركات الشهيد المغدور.
خامساً:
إعلان حركة حماس وفاة المبحوح بنوبة قلبية، ثم اضطرارها إلى إعلان
استشهاده أثر عملية اغتيال ينسف مصداقية قيادات حماس، ويثير الشكوك حول
نواياها الغامضة في التعامل مع هذه القضية، خاصة وأنها تعاملت بكثير من
التكتم، وبأسلوب طي الملفات في محاولات اغتيال سابقة لم تقدم فيها للرأي
العام أية إجابة عن التساؤلات المشروعة حول من ينفذ عمليات الاغتيال هذه
وحيثياتها، فوعود حماس بإعلان نتائج التحقيق في اغتيال عز الدين الشيخ
خليل في دمشق. ومحاولة اغتيال أسامة حمدان في بيروت، ومن قبل اغتيال عماد
عقل ذهبت أدراج الرياح، فيما الجمهور الفلسطيني ينتظر حتى هذه الساعة
إعلان حماس عن نتائج التحقيق.
إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح'
تعتبر أن الاحتلال وسلطاته هو المسئول الأول وصاحب المصلحة الأولى
والأخيرة في تصفية محمود المبحوح، وتؤكد بأن رفض حماس الإقرار بالاختراقات
الأمنية التي تثبت الاغتيالات أنها وصلت المستوى القيادي وأصحاب القرار
فيها يعني الإصرار والعناد على إبقاء البوابات الخلفية لتسهيل مهمة نفاذ
أجهزة المخابرات العالمية إلى مركز دماغ عمل القوى الفلسطينية. كما تؤكد
بأن السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية القانونية هي الجهة
الوحيدة التي يحق لها متابعة ملف التحقيق مع دولة الإمارات العربية
باعتبار الشهيد المبحوح مواطناً فلسطينياً، فالحركة ترفض بشكل قاطع أية
معلومات لا تصدر عن جهة التحقيق وعن السلطات المختصة في السلطة الوطنية
الفلسطينية. وإننا إذ ندعو قيادة حماس الترفع عن قصف حركة 'فتح' والسلطة
الفلسطينية بقذائف اتهاماتها الباطلة، والكف عن التشويش على مسار
التحقيقات في هذه القضية فأن ذلك نابع من فهمنا لمعنى وحدة الهدف والمصير
الوطني. ولإيماننا بحق الشعب الفلسطيني في الاطلاع على نتائج التحقيق بدون
أي تأثيرات.
إن حركة 'فتح'
تعيد التأكيد بأن اهتمامنا الرئيسي والمحوري هو في مواجهة اختراقات
واسقاطات أمنية ندرك أن الاحتلال يسعى لتسجيل نقاط متقدمة في جولات
الاختراق الأمني لأشخاص ضعاف النفوس، فأدبياتنا الأخلاقية والوطنية لا
تجيز لنا اتهام فصيل أو قوى فلسطينية لأن من شأن ذلك استجلاب التهمة لجزء
أصيل من شعبنا وهذا يتنافى تماماً مع مبادئنا الوطنية.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/