الحراك السياسي النشط في المنطقة.هل يحمل بداية سلام أم مؤشر لحرب جديدة؟
- تشهد المنطقة العربية منذ بداية العام 2010 حراك
سياسي غير مسبوق , وتسريبات إعلامية متواترة عن خطط سلام جديدة , وتدريبات
عسكرية إسرائيلية مكثفة , وصفقات سلاح أمريكية وإسرائيلية وعربية بمليارات
الدولارات, مقابل جمود في العملية السياسية وتوترات أمنية بعدد من بلدان
المنطقة .
السؤال المطروح من قبل المحللين السياسيين هل تحمل كل هذه التحركات
والصفقات دفعة جديدة بعملية السلام وبدء مفاوضات حقيقية تحمل إطار زمني أم
مؤشر لبداية حرب إقليمية أم محاولة عربية لبلورة رد عربي موحد على خطة
سلام أمريكية مرتقبة قد يطرحها الرئيس أوباما خلال الأيام القادمة.
الحراك العربي تمثل في قيام الرئيس محمود عباس بزيارة عربية بدأها كما قال
ياسر عبد ربه بلقاء سياسي هام لم يكشف عنه حتى الآن , ليتبعه زيارة لمصر
الشقيقة ولقاء قمة مع الرئيس مبارك , ليغادر الرئيس عباس بعدها إلى الدوحة
ثم الكويت ثم تركيا بالتزامن مع زيارة للملك الأردني عبد الله الثاني إلى
مصر ولقاء مبارك , وزيارة وزير الخارجة السعودي سعود الفيصل إلى القاهرة
للقاء مبارك.إضافة إلى زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى
الرياض قبل يومين.
إضافة إلى زيارة يقوم بها وفد من مصر " وزير الخارجية ووزير المخابرات"
إلى واشنطن في المقابل زيارة مرتقبة وصفت بالمهمة وقد تكون حاسمة لجورج
ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط للمنطقة.
وجميع هذه التحركات سبقتها زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو إلى القاهرة قبل أيام وكشف صحيفة معاريف لخطة أمريكية للسلام
وتدريبات مكثفة للجيش الإسرائيلي وصفقات سلاح أمريكية لعدد من الدول
العربية.إضافة إلى أنباء عن جلسة قريبة لمجلس الأمن لإقرار الحدود للدولة
الفلسطينية ويعقب كل ذلك تساؤل هل يسعى كل هذا الحراك العربي إلى إقناع
واشنطن بضرورة تحريك عملية السلام وتحديد موقف عربي موحد لثنيها عن
استعمال الفيتو في مجلس الأمن والضغط على إسرائيل لبدء عملية سلام حقيقية.
صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال الليلة أن
المنطقة العربية وعملية السلام ليست بحاجة إلى مبادرات جديدة وخطط سلام
لأنه فعليا هناك العديد من هذه المبادرة ولكن إسرائيل لم تلتزم بها وإن
قرار منظمة التحرير الفلسطينية الثابت هو رهن استئناف المفاوضات بوقف شامل
تام للاستيطان وإعلان مرجعية واضعة لعملية السلام.
من جانبه أكد حسن أبو طالب الخبير المصري في العلاقات الدولية على حق
العرب بإيجاد هذا التحرك في مثل هذه الظروف من أجل وضع المطالب العربية
ضمن الخطة الأمريكية التي يدور الحديث عنها بحيث يكون العرب مكون أساسي
ضمن هذه الخطة مشيرا في نفس الوقت إلى وجود مبادرة عربية لم تتعامل معها
إسرائيل إضافة إلى أن الحديث عن الخطة الأمريكية هو تسريبات إسرائيلية.
المحلل السياسي السعودي وحيد حمزة قال :" قد يكون هذا الحراك هو استمرار
لتحرك عربي سابق للعودة إلى الأمور والوضع العربي إلى مجاريها وخلق موقف
عربي موحد اتجاه إسرائيل وحشر إسرائيل في الزاوية وحفظ ماء الوجه العربي
وسط تلك المتغيرات المتتابعة في المنطقة.
وأضاف في نفس الوقت:" حتى الآن لا يوجد أي جديد في الموقف العربي المعلن
لأن المطالب العربية والفلسطينية كما هي ولكن السؤال إلى متى ستستمر هذه
المطالب ويقابلها الرفض الإسرائيلي والجمود الدولي.
ويضيف صالح رأفت حول ما يمكن أن تحمله الأيام القادمة :" إن الجانب
الفلسطيني لم يتسلم حتى الآن أي وثيقة أمريكية وميتشل سوف يزور المنطقة
خلال أيام وسنرى ما إذا سيقدم شيء أم لا.
أما المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري فقد أكد أن المسؤولين المصريين،
سيحاولون بلورة صيغة فلسطينية مصرية ،لإقناع الإدارة الأمريكية فيها حول
المفاوضات، لوجود خشية من استمرار الجمود، والضرر الذي يلحقه بكل الأطراف
المعتدلة في المنطقة.
وأشار المصري إلى أن الإدارة الأمريكية غاضبة من موقف القيادة الفلسطينية،
من رفض المفاوضات، مما يصعب على إدارة اوباما حشد الدعم العربي لجهة
مجابهة إيران ،فواشنطن تعتبر الموقف الفلسطيني فشلا لها في المنطقة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/