علم النساء ...
حينما بلغ الشاب سن الزواج إستأذن والده، غير أن الوالد اشترط على قبوله
الزواج أن يتعلم علم النساء ..
لم يكن الشاب سمع يوماً ما بهذا العلم ،طلب من أبيه أن يخبره عن علم النساء
..
رفض الوالد إخباره لكنه نصحه أن يشد الرحال بحثا عن هذا العلم ،،
طال غيابه ،،ولم يجدالذي يبحث عنه عند اي شيخ من شيوخ العلم الذين سالهم ..
وذات يوم وهو جالس إلى ظل شجرة أمام بئر حيرانا ، دنت منه عجوز جاءت لتسقي
من البئر غنمها ،واستفسرته عن حاله وقصته ..
فتنهد وقص عليها قصته ..
ضحكت العجوز وقالت له في صمت وهدوء:العلم الذي تبحث عنه ياولدي عندي .
تفاجأ من كلام العجوز وظن أنها ربما تسخر منه ، لكن نظرة العجوز لم تكن توحي
بذلك ..
فقال لها بلهفة وشوق: فاخبريني يا أماه عنه...
عندها قامت العجوز برمي نفسها على حافة البئر، وصرخت مستنجدة بأبنائها تطلب
منهم أن ينقذوها ..
لم يفهم شيئا من حركة العجوز،، وأصيب بالذعر والخوف الشديد وهو يرى أبناء
العجوز العشر قد جاؤوا مسرعين يحملون الفؤوس والخناجر والعصي ..
فاقترب من العجوز والخوف يتملكه :أماه ماهذا ماذا فعلت لك ، سيقتلونني
أبناؤك ..
هنا قامت العجوز من حافة البئر وطلبت من الفتى أن يسكب عليها دلو من الماء
..
لم يفهم شيئا من طلب العجوز الغريب ، لكنه فعل كما طلبت منه ..
ولما وصل أبناء العجوز العشرة ورأوا أمهم مبللة بالماء ، سالوها عن الخبر ..
فقالت لهم بهدوء : الحمد لله ياأولادي، سقطت في البئر وقام هذا الشاب الطيب
النبيل بإنقاذي وإخراجي منه ..
فرح أبناء العجوز بما فعله الفتى حسب ظنهم، فضيفوه وأكرموه أيما إكرام ..
لكنه ظل حائرا دهشا من حكاية العجوز، فانتظر حتى الفجر حينما هم بتوديعها
سالها وفي إلحاح عن حكاية البئر وماذا تعني ..
فردت عليه بهدوء وثقة : ألم تسالني عن علم النساء ..
فرد بسرعة: نعم ، نعم ولازلت
فأجابت العجوز في إبتسامة عريضة: هذا هو علم النساء ياولدي
" بقدر ماتستطيع المرأة أن تقتلك تحييك "