يا مرسال المراسيل::
من غزة الى دمشق.. حماس ومضيعة الوقت بحجة التجسس
انعقدت جلسات حوار وتفاوض لم يعد للمرء قدرة على حصرها ،
ونامت ليالي في دمعة الأسرى وذويهم حتى خرجت نهارات تقطر ألما على حبل
الانتظار ، ولو قيد لعّادٍ أن يعد أسم شاليط في السنوات الأخيرة ، لدخل
موسوعة غينس بتكرار اسمه ، وهذا بفضل حركة حماس التي تعجن بطحين الاسرى .
وليس
من المستغرب أن تحمل وفود حركة حماس مقترحات الوسيط الالماني تارة او
الاشقاء المصريين مرات ، من غزة الى دمشق ، حتى اصبح الطريق كمن يمشي بين
الشجاعية شرقي غزة وحي الصبرة الملاصق له ، بالنسبة
لقادة حماس وحصرا عليهم ، بينما المواطن العادي والمريض منهم يموت في
مكانه ولا يسمح له أنيقترب من بوابة عبور كي يخرج منها لضرورة مهما كانت
صارخة .
والجميل
عند قادة حماس الذين استهوا المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ولو عبر وسيط
عربي واقليمي ، وقد حاولت تركيا أن تتوسط ذات مرة كما فعلت قطر مرات ،
استهوتهم الحكاية وتمسكوا بمقاومة ' السفر' واعتبروا ذلك جهادا في سبيل ما
ليس المرء يعرف له تصنيف ، كما هو الحال في مرحلة رفضهم اطلاق الصواريخ
والرصاص على العدو المغتصب ، بحجة أنهم في مقاومة التجهيز والإعداد !!.
وليس
من المقنع وهو عند حركة حماس فلسفة نازلة من كيس الفهم ، تكرار الترحال
الى دمشق عبر القاهرة لمناقشة المكتب السياسي بما وصلهم عبر الوسطاء بخصوص
صفقة شاليط ، ولم يعتبروا هنا للوقت الذي يفقده الاسرى وذويهم وعموم الوطن
،وهم في حالة شد اعصاب وعصب ، ولو سألتهم لماذا السفر وصرف الايام مقابل
أن تحصلوا على رد او توافق مع قيادة حماس دمشق ، لقالوا نخشى اجهزة التنصت
الامريكية والاسرائيلية ولضمان سر الصفقة ، وختم ردنا بالشمع الاحمر
وتسليمه للوسيط ، حتى لا نعطي اسرائيل معلومة تتعامل وكأنها حاضرة أمامها
قبل أن يصل ردنا الرسمي اليهم ، هذا في زمن الشفرة و التكنولوجيا الحديثة
والبريد الإلكتروني والاتصالات برقم خاص وغيرها من وسائل يمكن أن يمارسها
طفل النت مع من يريد ويحصل على ما يريد دون أن يغبر قدميه في طريق مهما
طال .
ولو
اتفقنا أنها تريد توافقا مع قيادتها بدمشق ، لا لبس البدلات الرسمية
والسفر بالطائرات وجولات بسوق الحميدية والتبضع بما اعتاد بعض قياداتها
والرجوع بحقائب منفوخة ومدفوعة الاجر من دم الشعب الفلسطيني وإيعانته
ومساعدته التي تحجز بمخازن ومستودعات حركة حماس وتباع للمرسل اليه الفقير
والمغلوب على امره ، كم مرة اشتريت أيها المواطن في غزة سلعة مكتوب عليها
( تبرع للشعب الفلسطيني من دولة ..) ، وسأل المواطن نفسه من يقبض ثمن
مساعدتي هذه ؟
السفر
الى دمشق يحتاج الى أيام ومصاريف باهظة وانتظار على جمر من قبل الاسرى
وذويهم ، ومط بلا نط في ملف شاليط الذي كلف الشعب الفلسطيني ما لا يمكن
تصديقه ، هذا الجندي الأسير الذي ذاع صيته وما نفد له حضور عند
الفلسطينيين الذين يتمنون أن ينتهي أمره ويخرج مئات الاسرى ويقطع الطريق
على العدو ، كي يفقد ذرائعه بالتضييق على الشعب المحاصر حد الموت .
لا
بد أن حركة حماس تدرك أن المماطلة ليست لصالح الاسرى وذويهم ، ولكنها
لصالح قيادات تحمل الحقائب الدبلوماسية وتحضر ما تشتهي في طريق سفرها ،
وتبقي حضورها الاعلامي في بهرجة يضيق بها المرء ذرعا ،وكأن القضية
الفلسطينية كلها ' شاليط ' .
كان
على قيادات حماس أن يختصروا الوقت بدون دمشق فمن يعيش الحصار أهل قطاع غزة
وليس خالد مشعل الذي يتجول في البلدان كما يشاء ، او محمد نزال الذي يدخل
ويخرج من اي حدود كما يحلو له ، كان على قيادات حماس في غزة الذين يعرفون
أكثر من غيرهم أن سكان القطاع عموما وذوي الاسرى خصوصا يعانون المر المرير وهم ينتظرون فرجا ولو متواضعا .
نرجو
أن يكون مقر التفاوض والتوافق على صفقة التبادل المكتب السياسي لحركة حماس
وليس مكتب قائد الحرس الثوري في السفارة الايرانية بدمشق !!
وعلى الأسرى وذويهم وعموم الوطن البقاء على حبل الانتظار لعله يقطع ويصل الجميع الى مراده .