معادلة .. في ذكرى انطلاقتها 22 ... حماس في مأزق !! .. بقلم : حمدي فراج
بقلم : حمدي فراج ...
في الذكرى السنوية الثانية والعشرين على انطلاق حركة «حماس»، والتي تأخذ
على السلطة منعها من القيام باحتفالاتها في الضفة، وهي نفسها مارست هذا
المنع الذي وصل ذروته في منع اعضاء المؤتمر العام لحركة «فتح» الوصول الى
بيت لحم قبل اربعة أشهر وكذا منع الاحتفالات بانطلاق حركة «فتح»، نقول، ان
«حماس» تعيش المأزق اياه الذي كابرت «فتح» طويلا في انها لا تعيشه، حتى
نزلت نتائج الانتخابات البرلمانية على رأسها كالصاعقة. ربما كان يحق لحماس
ان تنتشي بالنصر، وان لا ترى المأزق، لكن هذا لم يمنع من وجوده و من
دخولها اياه بقصد او بدونه .
اول تجليات المأزق، هو انعدام الديمقراطية في غزة، وهذا لم يقتصر فقط على
منع المهرجانات الوطنية والتي كان آخرها منع مهرجان انطلاق الشعبية في
ساحة الكتيبة ، بل التدخل في لباس الناس (المحاميات) وتصنيف درجات الضحك
(الصحفية التي ضحكت عند البحر بصوت عال) وسياسة التأنيث (منع توظيف اي
ذكور في مدارس البنات، والاختلاط في مدارس الوكالة)، بل لقد وصل بها الحد
بعد اقل من اربع سنوات على تسلمها الحكم اقتحام مسجد وقتل 27 شخصا بداخله.
المأزق الثاني، يتجلى في انها تكاد تكون محظورة في الضفة، وتكاد تكون
مستأثرة بالقطاع، وكأن الشعب في الضفة ليس شعبها، وهي بقصد او بدون قصد،
انما تعمق هذا الفهم المغلوط، لأن الاستئثار بالقطاع ليس صافيا لها، فهناك
جماهير غير حمساوية، بل جماهير مسيسة فتحاويا وشعبيا وديمقراطيا، بل ان
الجماهير المتدينة ليست خالصة لها، وهناك خلافات حادة تنفجر احيانا مع
الجهاد الاسلامي، يتداعى الطرفان وينجحا في تذليلها، ولكن هذا الى حين .
المأزق الثالث هو مقاومتها المحتل والذي كان كلمة سر فوزها الساحق في
الانتخابات، الآن هي تميط اللثام عن هذه الكلمة، او عن هذا السر وتتنصل
منه، ويا ليتها تفعل، بل هي تتنصل منه فعلا وتتمسك به بالكلام، وهذا لا
ينطلي على الشعب في الضفة، بينما في القطاع يراه الناس بأم عيونهم كذبا
مكشوفا، ولكم من مرة تم مطاردة المقاومين وملاحقتهم، ولكم من مرة اشادت
اسرائيل بانضباط «حماس» .
أما المأزق الاخير، فهو ما تأخذه على الرئيس ابو مازن من عدم شرعيته لأن
ولايته قد انتهت، في حين ان ولايتها تنتهي بعد ثلاثة اسابيع، وبالتالي
شرعيتها، فهل ستعيد الامانات الى أصحابها. كل الناس يعرفون ان هذا لن
يحدث، وهذا ليس مطلبا شعبيا ، لأن الشعب يريد ان يذهب الى صناديق الاقتراع
كإجراء دوري يدوم مدى الحياة، لكن على «حماس» ان تدرك ان هذا بحد ذاته
درجة دنيا من المأزق، فقد قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "كبر مقتا
عند الله ان تقولوا ما لا تعملون" .
** نقلا عن صحيفة القدس
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/