sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32984 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: في حضرة الموسيقى بقلم : عدلي صادق الثلاثاء 8 ديسمبر - 16:00 | |
| في حضرة الموسيقى بقلم : عدلي صادق سأكمل من حيث بدأ أمس، صديقي حافظ البرغوثي، عن الشيخ إمام المسجد، الذي أصدر ألبوماً غنائياً بواسطة روتانا. كانت السطور الأولى، من مقالة حافظ، تتناول موضوعاً لم يأخذ حقه من البحث، لكن زميلي انعطف سريعاً، الى وجهة أخرى، ليقدم إسقاطات طريفة ـ حلوة ومُرة ـ وذات دلالة!
وفي الحقيقة، هناك إشكالية في مسألة فهم علاقة الدين الإسلامي بالموسيقى. ويبدو أن أمر هذه الموسيقى، بات يُحيّر دعاة إسلاميين كُثر، متحدثين وشارحين معاصرين، ومن أبرزهم شيخ مرموق من السعودية، هو علي بن حمزة العُمري، رئيس جامعة مكة المفتوحة، ومن أبرز رجال الرأي والقياس. فقد أنتجت له روتانا نفسها، برنامجاً مصحوباً بالموسيقى، بثته في شهر رمضان الفائت، عنوانه: 'مذكرات سائح'. وربما يكون مفيداً، أن نتأمل موقف الشيخ حمزة، الذي بدت عليه الحيرة أو بدا الحرج، في موضوع الموسيقى، ووعد بإصدار كتاب عن بعض الضوابط التي ذكرها المبيحون للعزف والغناء، كأن لا يكون هناك، في الصوت الغنائي المصحوب بالعزف الموسيقي، كلام باطل، أو استرسال يُشغل عن واجب، أو ألفاظ يصحبها نظر أو فعل أو فكر محرم. في الوقت نفسه، وقبل أن يتسرع الشيخ، فيما هو يواجه موجة عاتية، من هجمات السلفيين عبر منابر الانترنت، رتب أخونا دفاعاته الأولى، على قاعدة قول وسطي، حول الموضوع، للإمام الفقيه ابن تيمية (1263 ـ 1328م) الذي فرّق بين السماع والاستماع، باعتبار أن السماع، هو ما كان عارضاً، أو غير مقصود لذاته، كموسيقى نشرات الأخبار، أو برامج ذات خلفيات موسيقية، لا تُسمع لذاتها، في حين أن الاستماع هو المقصود للتلذذ والإمتاع، وهو المنهي عنه. وكان المحدث العربي السعودي، يريد إنقاذ موقف برنامج 'مذكرات سائح' ولم يُعن بأي أمر آخر، أو بأي عزف آخر، كموسيقى السلام الوطني ـ مثلاً ـ الذي كنا نحن، وحركة حماس، نستمع اليه معاً، وكان وما زال مقصوداً في حد ذاته!
* * *
غير أن موجات التدفق الموسيقي، لم تغب عن دنيا العرب والمسلمين، منذ صدر الدعوة الإسلامية الى يومنا هذا. ففي موازاة ما سماه الأولون بـ 'المجون' وجلسات المنادمة والمؤانسة، عرف السياق التاريخي لأمتنا، علماء موسيقى مسلمين، أثروا الألحان العالمية، كالكندي في القرن التاسع، والفارابي في العاشر، والغزالي في الحادي عشر، وصفي الدين الأرموي، الخطاط المبدع والفنان الموسيقي، في القرن الثالث عشر. ولم ينقطع التدفق، ويمكننا أن نجزم، من خلال الروايات التاريخية، أن المجتمع الإسلامي، وبصرف النظر عن اجتهادات الفقهاء، كان يُبجل الفنانين والموسيقيين، وكنت أتمنى أن تقدم التلفزة، حكايات شخصيات فنية مركزية وتاريخية وذاع صيتها ، لاقت كل تكريم من المجتمع الإسلامي في أشد مراحله ورعاً، كالفنانة جميلة، في العصر الأموي، التي عندما ذهبت الى الحج، خرج أعلام المدينة في استقبالها. أما في عصرنا هذا، ومع صعود الأصولية الإسلامية؛ فقد برزت في بريطانيا، وفي الولايات المتحدة، بين المسلمين المتمسكين بدينهم، فرق مسلمة موسيقية، متشبهة بالهيب هوب، وبالراب الغربي، اشتهرت منها فرقة لآليء الإسلام Pearls of Islam وفرقة الفتيات 'مكة 2 المدينة' Mecca2Medina التي كتب أغنياتها الشيخ عبد الكريم، وتناول فيها قضايا المسلمين، ليسمعها الغرب ويتاثر بها، إذ تعالج نصوص هذه الأغنيات، قضايا مثل التمييز العنصري، وختان الإناث، والإرهاب الذي يُراد إلصاقه بالمسلمين، والزواج الإجباري، والصورة النمطية المغلوطة عن المسلمين، وتعالج المزيد من هذه الظواهر التي تسيء إلى سمعة ديننا الإسلامي الحنيف، ويعتبرها الفقهاء، ظواهر غير إسلامية، أو ظالمة، أو ليست من الدين!
* * *
لسنا بصدد القول إن أخينا الشيخ عبد الكريم، مؤلف الأغنيات، غير صحيح الإيمان. فهو ولد لأبوين مسيحيين إفريقيين، وتحول إلى الإسلام بعقله طوعاً، منذ خمسة عشر عاماً. وكان عبد الكريم، عامل تشغيل وسائل سمعية في أحد المراقص، لكنه هرب من أجواء الفجور، واعتنق الإسلام، ليؤسس فرقة تبدأ بأغنية صوفية بعنوان 'الحياة بعد الموت'. إن لهؤلاء جميعاً، بالطبع، واقع حياتهم الاجتماعية، وحينما يعبرون، فإنهم يفعلون ذلك بوسائل واقعهم، باعتبار أن الفن، من أقدم أشكال التعبير عن الواقع الاجتماعي. وكتب الشيخ عبد الكريم للفرقتين كلمات اجتذبت المستمعين، وانتشر هذا النمط المتمرد، ليفرض نفسه على الذوق الموسيقي الغربي، وسرت في الأرجاء أغنيات ساحرة، إحداها ذات العنوان المتشكل من تقطيع الكلمة التي معناها 'الأصولي' بالإنجليزية، لينطقها المغنون مقطعة: فان ـ دا ـ مينتال، مع موسيقى تخلط ببراعة اللحن الآسيوي أو الهندي تحديداً (باعتبار أن الأولاد الذين يؤدون اللحن، من مسلمي الجيل الثالث للمسلمين الآسيويين البريطانيين) بأيقاع موسيقى الراب الغاضبة، وإيقاع موسيقى الهيب هوب، ذات الجذر الإفريقي بالآلات الكهربائية. وعندئذٍ تكون الكلمات بمثابة صرخات احتجاج ضد التمييز، وزفرات قلق على العدالة، وتثبيتاً لروح الإيمان ومعانيه، لكي يفهمها الشباب من مواطنيهم في الغرب. وفي الأغنيات، يكون الاستشهاد بعبارات سريعة كبرقيات شديدة الاختصار والبلاغة، للمهاتما غاندي ومالكولم إكس والزعماء الثوريين للأمريكيين السود!
إن للموسيقى دورها، ولا يعيب الشيخ أن يعانق الآلة، طالما اطمأن الى صحة المعنى، وسيكون جوابي عن سؤال يتعلق بحلال الموسيقى أم حرامها، كجواب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، عندما سأله حائر: هل الخل حرام أم حلال يا سيدي؟ أجاب الشيح: لا أعرف يا بُني، لكنني والله، أحبه على السَلطة، وليغفر لنا الغفار الكريم، إن كان الخلُ حراماً!
www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com _________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|
ملكة الفراشات
عدد الرسائل : 598 العمل/الترفيه : رسسسسسم مطالعة والتنقل من زهرة الى اخر المزاج : ششششش نقاط : 6489 الشهرة : 3 تاريخ التسجيل : 04/08/2009
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رد: في حضرة الموسيقى بقلم : عدلي صادق الثلاثاء 8 ديسمبر - 16:57 | |
| | |
|