هل الـ "فيس بوك" في خدمة "الموساد"!؟
بعد أقل من أربعة أشهر من كشف صحيفة «الحقيقة الدولية» لخفايا موقع الـ «فيس بوك» والجهات الصهيونية التي تقف وراءه، نشرت صحيفة فرنسية ملفاً واسعاً عن هذا الموقع مؤكدة بأنه موقع استخباراتي صهيوني مهمته تجنيد العملاء والجواسيس لصالح الكيان الصهيوني. في الوقت الذي أُعلن فيه عن مشاركة فاعلة لإدارة الـ «فيس بوك» في احتفالات الكيان الصهيوني بمناسبة اغتصاب فلسطين. وتضمن الملف الذي نشرته مجلة «لو ماغازين ديسراييل» معلومات عن أحدث طرق للجاسوسية تقوم بها كل من مخابرات الكيان الصهيوني "الموساد" والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة. إن هؤلاء يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحياناً تافهة أيضاً ولا قيمة لها...
ونقل تقرير مجلة «لو ماغازين ديسراييل» اليهودية التي تصدر في فرنسا الكثير من المعلومات السرية والهامة عن موقع الـ (فيس بوك) بعد تمكن المجلة من جمعها عبر مصادر صهيونية وصفتها المجلة بـ "الموثوقة".
وأفزع الكشف عن هذه المعلومات حكومة كيان العدو الصهيوني ودوائره الدبلوماسية، حتى أن سفير الكيان في باريس اتهم المجلة اليهودية بأنها "كشفت أسراراً لا يحق لها كشفها للعدو".
إلا أن الموضوع لم ينتهِ عند هذا الحد، بل بدأ الجميع في البحث عن وجود جهاز مخابراتي اسمه "مخابرات الإنترنت".
ويطرح تقرير المجلـة اليهوديـة المزيد من الشـكوك حول اسـتفادة الكيان الصهيوني من الكم الهائل من المعلومات المتاحـة عن المشـتركين من العالمين العربي والإسـلامي وتحليلها وتكوين صورة إسـتخباراتيـة عن الشـباب العربي والمسـلم.
والخطير في الأمر هو أن الشـباب العربي يجد نفسـه مضطراً تحت اسـم مسـتعار ودون أن يشـعر إلى الإدلاء بتفاصيل مهمـة عن حياتـه وحياة أفراد أسـرتـه ومعلومات عن وظيفتـه وأصدقائـه والمحيطين به وصور شـخصيـة لـه ومعلومات يوميـة تُشـكل قدراً لا بأس به لأي جهـة ترغب في معرفـة أدق التفاصيل عن عالم الشـباب العربي.
ويقول (جيرالد نيرو) الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة (بروفانس) الفرنسية، وصاحب كتاب "مخاطر الإنترنت": "إن هذه الشبكة تم الكشف عنها، بالتحديد في شـهر مايو 2001؛ وهي عبارة عن مجموعة شبكات يُديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصاً المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي إضافة إلى أمريكا الجنوبية". ويُضيف: "ربما يعتقد بعض مسـتخدمي الإنترنت أن الكلام مع الجنـس اللطيف مثلاً، يُعتبر ضمانـة يُبعد صاحبها أو يُبعد الجنـس اللطيف نفسـه عن الشـبهـة السـياسـيـة، بينما الحقيقـة أن هكذا حوار هو وسـيلـة خطيرة لسـبر الأغوار النفسـيـة، وبالتالي كشـف نقاط ضعف من الصعب اكتشـافها في الحوارات العاديـة الأخرى، لهذا يسـهل "تجنيد" العملاء انطلاقاً من تلك الحوارات الخاصـة جداً، بحيث تُعتبر السـبيل الأسـهل للإيقاع بالشـخص ودمجـه في عالمٍ يسـعى رجل المخابرات إلى جعلـه "عالم العميل" ".
وبدأ موقع الـ "فيس بوك" الذي ينضم إليه أكثر من مليون عضو شهرياً، في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علناً على محركات البحث على الإنترنت مثل "غوغل" و"ياهو"، بهدف الدخول المبكر في السباق لبناء دليل إلكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية مثل السيَر الذاتية وأرقام الهواتف وغيرها من سبل الاتصال بالشخص، وهوايات الأعضاء وحتى معلومات عن أصدقائهم، وينضم حالياً نحو 200 ألف شخص يومياً إلى الـ "فيس بوك" الذي أصبح يستخدمه 42 مليون شخص، طبقاً للموقع ذاته.
العدو الخفي
وتتوافق المعلومات التي نشرتها الصحيفة اليهودية الصادرة في فرنسا مع المعلومات التي كانت صحيفة «الحقيقة الدولية» نشرتها في عددها (111) الصادر بتاريخ 9 نيسان 2008.
وأكد تقرير «الحقيقـة الدوليـة» الذي كان تحت عنوان «العدو الخفي» أن الثورة المعلوماتيـة التي جعلت من عالمنا الواسـع قريـة صغيرة رافقتها ثورات أخرى جعلت من تلك القريـة محكومـة من قبل قوة غير مركزيـة أقرب ما تكون إلى الهلاميـة، تؤثر بالواقع ولا تتأثر بـه.
وأضاف تقرير الصحيفة أن «الإنترنت التفاعلي» شكل بعد انتشاره عالمياً واحداً من أهم أذرع تلك القوة اللامركزية التي بدأت بتغيير العالم بعد أن خلقت متنفساً للشباب للتعبير من خلاله عن مشكلات الفراغ والتغييب والخضوع والتهميش، والتمدد أفقيا وبصورة مذهلة في نشر تلك الأفكار والتفاعل معها عربياً ودولياً.
كما أن اللجوء إلى تلك القوة بات من المبررات المنطقية لإحداث التغيير الذي يُلامس الواقع الشعبي وربما السياسي، كما حصل في مصر بعد دعوات للعصيان المدني نُشرت على موقع الـ «فيس بوك» ومحاولات الشاذين جنسياً في الأردن لتنظيم أنفسهم من جديد من خلال اجتماعات تُجرى على ذات الموقع بعناوين واضحة وأفكار معلنة.
والمُثير في هذه المتسلسلة العنكبوتية أن المتلقي العربي الذي ما تعوَّد على مثل هذه التحركات التغييرية، انساق وراء الدعوات التي أطلقتها جهات لا تزال مجهولة لإعلان «العصيان المدني» في مصر يوم السادس من نيسان، وحدث الإضراب من دون قوة مركزية تُديره وتُشرف عليه وتتبنى أفكاره وسياقاته التغييرية في داخل المجتمع.
أدوات تحكم جديدة
وتحولت أدوات الاحتلال والتغيير التي كانت تملكها القوى العظمى من تلك التي عرفها العالم طوال السنوات الماضية إلى أدوات جديدة تجعل من تلك القنوات التفاعلية على الشبكة العنكبوتية وسيلة مؤثرة تتحكم بها في الوصول إلى التغييرات المطلوبة، وبات الأمر لا يحتاج إلا إلى أفكار ودعوات تُنشر عبر موقع مثل الـ «فيس بوك» تُديره الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية.
كما أن هناك شـعوراً جمعياً عربياً باسـتفادة الكيان الصهيوني من الكم الهائل من المعلومات المتاحـة عن المشـتركين من العالمين العربي والإسـلامي التي توجد في موقع الـ «فيـس بوك» وتحليلها وتكوين صورة اسـتخباراتيـة عن الشـباب العربي والمسـلم يسـتطيع من خلالها تحريك الشـارع العربي.
ولا تُخفى تجربة الكيان الصهيوني في الاسـتفادة من التكنولوجيا المعلوماتيـة على أحد؛ فأجهزتها الأمنيـة والمخابراتيـة صاحبـة باعٍ طويلٍ في هذا المجال وثريـة بطريقـة تجعلها قادرة على جمع ما تريد من معلومات في أي وقت عن الشـباب العربي الذي يُشـكل النسـبـة الأكبر ويُعد الطاقـة الفاعلـة في أي مواجهـة مسـتقبليـة.
ونتيجة لذلك، بات الشباب العربي والإسلامي "جواسيس" دون أن يعلموا، ويُقدمون معلومات مهمة لمخابرات الكيان الصهيوني أو المخابرات الأمريكية دون أن يعرفوا، لا سيما وأن الأمر أصبح سهلاً حيث لا يتطلب الأمر من أي شخص سوى الدخول إلى (الإنترنت)، وخاصة غرف الدردشة، والتحدث بالساعات مع أي شخص لا يعرفه في أي موضوع حتى في الجنس معتقداً أنه يُفرغ شيئاً من الكبت الموجود لديه ويُضيع وقته ويتسلى، ولكن الذي لا يعرفـه أن هناك من ينتظر لتحليل كل كلمـة يكتبها أو يتحدث بها لتحليلها واسـتخراج المعلومات المطلوبـة منها دون أن يشـعر هذا الشـخص أنـه أصبح جاسـوسـاً وعميلاً للمخابرات الصهيونيـة أو الأمريكيـة.
ويُشار إلى أن هناك العديد من الجهات في كيان العدو الصهيوني التي تقوم برصد ومتابعة ما يحدث في العالم العربي.
وفي الماضي استطاعت من خلال تحليل صفحة الوفيات في الصحف المصرية خلال حروب (56 و 67 و 73) جمع بيانات حول العسكريين المصريين ووحداتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما أدى إلى حظر نشر الوفيات الخاصة بالعسكريين في فترة الحروب إلا بعد الموافقة العسكرية.
وكانت مصادر في الكيان الصهيوني قد أشارت بأن تحليل مواد الصحف المصرية ساهم في تحديد موعد بدء حرب 1967 عندما نشرت الصحف تحقيقاً صحافياً ورد فيه أن الجيش يُعد لإفطار جماعي يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباح يوم 5 يونيو1967.
اللافت للنظر في العدو الجديد، أو الشبح العنكبوتي المعروف الأهداف والذي يتنامى تأثيره في ظل المخطط المسيحي المتصهين الذي يُشرف عليه قادة البيت الأبيض في واشنطن ويهدف إلى تحقيق النبوءة التوراتية المزيفة بإقامة الدولة اليهودية الخالصة من خلال تفجير "الفوضى الخلاقة" في المنطقة العربية وصدام الحضارات بين الشرق والغرب بتصعيد الحملات المسيئة إلى الإسلام ورموزه، أنه تمكن من دارسة واقع الشباب العربي والإسلامي من خلال دخولهم اليومي على شبكة (الإنترنت)، ورصد التناقضات التي يعتقد أنه سيتمكن من خلالها تفجير الخلافات والصراعات الداخلية في الدولة الواحدة وتفتيت المنطقة إجتماعياً وإقتصادياً وسياسياً وإضعافها وصولاً إلى المبتغى "المشبوه".
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/