قلق في أوساط فقراء اللاجئين من تأثير الأزمة المالية لـ'الأونروا' على حياتهم
- لم يخف السواد الأعظم من فقراء اللاجئين في قطاع غزة مخاوفهم الشديدة من إمكانية انعكاس الأزمة المالية التي تتعرض لها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'أونروا' على أحوالهم وأوضاعهم المعيشية، التي تتدهور يوما بعد يوم جراء الحصار الإسرائيلي .
ويعتمد الكثير من اللاجئين في القطاع على ما تقدمه الوكالة من مساعدات نقدية وعينية بشكل مستمر وثابت، ويخشى كثير منهم من تقليص هذه المساعدات في ظل الظروف الصعبة، وانعدام البدائل وفرص العمل.
ورغم الأزمة المالية التي تتعرض لها الوكالة، إلا أن فروعها التموينية لا تزال تسلم اللاجئين حصص التموين، لكن هذا لم يبدد مخاوف المسنة أم جمعة التي استلمت حصتها من المواد التموينية، مؤكدة أن انقطاع تموين ومساعدات 'أونروا' يعتبر كارثة.
وقالت أم جمعة في الخمسينات من عمرها 'لجريدة الايام الفلسطينية' إنها تعودت منذ عشرات السنين على استلام المساعدات من الوكالة لعائلتها الفقيرة التي تسكن مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مشددة على أنه لا يمكنها الآن الاستغناء عنها لعدم وجود معيل لها خصوصا بعد وفاة زوجها وبقائها هي وبنتين.
أما الشاب إسماعيل الدهري في أواخر الثلاثينات من عمره فبدأ أكثر قلقاً خصوصاً أنه ينتظر اعتماد دورة بطالة له من قبل مكتب الأونروا.
ويشير الدهري المتعطل عن العمل منذ سنوات إلى أنه يراجع مكتب الوكالة بشكل يومي للاطمئنان على فرصته في الحصول على الدورة الذي يعلق آمالاً عليها لإنقاذهم من براثن الفقر والعوز.
وبالإضافة إلى قلقه على فرصة العمل المؤقتة فإن الدهري قلق أيضا على ضمان حصته التموينية التي يستلمها عن عشرة أفراد، والتي توفر عليه شراء الأصناف والسلع الرئيسة كالدقيق والسكر والأرز وزيت الطهي والزيت وبعض أنواع الحبوب.
ويترقب اللاجئ أسامة العفي بقلق شديد أخبار أزمة 'الأونروا'، معتبراً أن استمرار الأزمة سيفاقم أوضاعه الاقتصادية والمادية خصوصاً أن أسرته الكبيرة تعتمد على ما تقدمه الوكالة من مواد تموينية ونقدية.
وتوقع أن تكون الأزمة هذه المرة جدية، ما يتطلب من الجميع وقفة للتصدي لما أسماه بالمؤامرة التي تحاك ضد الوكالة.ولا يعرف العفي الذي يعاني من إعاقة جزئية في قدمه ماذا سيحل به وبالكثير من اللاجئين إذا ما توقفت أو تقلصت خدمات الوكالة التي تقدم خدماتها لهم منذ أكثر من ستين عاماً.
وفي الوقت الذي يخشى الشاب أمجد الحملاوي تقلص خدمات الوكالة وضياع فرصته في العمل ضمن برنامجها التشغيلي المؤقت فانه ينتقد بشدة هذه البرامج التي ابتدعتها الوكالة والتي عودت آلاف الشباب على انتظار فرصة عمل مؤقتة لا يستفيدون منها إلا مئات دولارات، مؤكدا أن الوكالة بسياستها عودت هؤلاء الشباب على الكسل وعدم البحث عن فرص عمل أخرى حتى لو لم تكن مناسبة.
وقال الحملاوي الخريج منذ سنة إن اللاجئين سيدفعون ثمناً كبيراً لقاء اعتمادهم الأعمى على ما قدمته وما تقدمه لهم الوكالة من مساعدات جعلت الكثير منهم يستنكفون عن البحث عن عمل، مشيراً إلى أن الكثير من اللاجئين يظنون أن خدمات الوكالة ستدوم لهم.
ودعا الحملاوي اللاجئين إلى التنبه من مخاطر الاستمرار الاعتماد على ما تقدمه 'الانروا' مشيراً إلى أن الأزمة الحالية إذا ما أثرت على خدمات الوكالة فان حال الكثير من عوائل اللاجئين ستتدهور إلى مستويات خطيرة.
وبالرغم من الأزمة المالية التي تتعرض لها الوكالة فان العديد من القائمين على المؤسسات المحلية لا يتوقعون إقدام الوكالة على تقليص خدماتها بصورة فورية، على الأقل نظراً لاهتمام العالم بالحفاظ على الهدوء القائم في القطاع والذي قد ينهيه أي مساس بحقوق لاجئيه الذين يمثلون ثلثي عدد سكانه.
ولا تقتصر الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث على المساعدات التموينية والعينية بل تمول العشرات من المراكز الصحية والتعليمية التي تتبع لها ، كما تدير العديد من مدارس ومعاهد الدراسات التطبيقية وغيرها من المرافق الحيوية التي تخدم شريحة واسعة من لاجئي القطاع.
وكانت 'أونروا' أعلنت قبل عدة أيام أنها تعاني عجزاً مالياً غير مسبوق يهدد، في حال استمراره، بتقليص بعض خدماتها المقدمة لأكثر من 7ر4 مليون لاجئ فلسطيني.
وقالت 'الأونروا' إن الأزمة المالية التي تواجهها غير مسبوقة، وإن ميزانيتها وصلت إلى صفر لأول مرة منذ إنشائها قبل 60 عاماً.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/