ابو عمار في المنتدى حكايات المكان والبحر والناس الطيبين - الحلقة الاولى

ابو عمار في المنتدى حكايات المكان والبحر والناس الطيبين

- الحلقة الاولى- ابتداء من اليوم سنتشر "معا" وعلى حلقات،
محطات مهمة في حياة الشهيد الراحل ياسر عرفات، ولا سيما في قطاع غزة الذي
ارتبط بعلاقة حميمية معه، فتأثر بالمكان واثر فيه، وذلك من خلال شهادات
رصدها مراسلنا احمد عودة ممن عملوا الى جانبه وتعرفوا عن قرب على خصاله
وسجاياه الحميدة.

غزة هذه المدينة المحاصرة بأقدارها كانت على موعد
مع الزمن الجميل كانت قبلة مشاهير وزعماء العالم، كان شاطئها الاكثر شهرة
في شواطئ الدنيا أبنيتها أزقتها شوارعها الجديدة كان لها يوم مطار وتحلق
في سمائها طائرات فلسطينة غير الطائرات الورقية لاطفالها وغير المقاتلات
الاسرائيلية كان يقف أمام بحرها يتأمل قوارب الصيادين فيها ويحلم بانشاء
الميناء، كانت أيام عزة أيام عيد في زمن ياسر عرفات تزينت بأعلام الدنيا
اصطف أبنائها بكرم الضيافة الكنعاني لاستقبال زوارها غزة المكان كيف أثر
وتأثر بصاحب الكوفية.

وصل أبو عمار الى القطاع عبر بوابة معبر رفح
كان الحشد الجماهيري مصطفا على جانبي طريق صلاح الدين وصل الرئيس الى مقر
المجلس التشريعي احتشد الناس ليروا زعيم ثورتهم وقائد نضالهم للمرة الاولى
في حياتهم وعلى ارضهم.

توجه الرئيس ليقيم في المحطة الاولى في
بلاده في فندق فلسطين على شاطئ البحر... أمضى اول لياليه في غزة مكث في
الطابق العلوي وكانت صالة الفندق هي المكتب الذي استقبل فيه رجالات غزة
وقادتها ومخاتيرها وأعضاء المجلس الوطني المقيمين فيها طيلة فترة الاحتلال.

"المنتدى"
مقر الرئاسة الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية المكتب الاول واللبنة
الاولى لتأسيس السلطة .. "معا" التقت بأسرة الرئاسة الفلسطينة في غزة ممن
عملوا بجانب أبو عمار وكانوا ضمن طاقمه الاساسي وهم د.عبد الله النجار
وسمير نصار وصبح المصري.

يقول د.عبد الله النجار ان أصحاب منتدى
غزة قدموا المكتب هدية للرئيس ليقيم فيه مكتبه، كان المكتب بسيطا وهو
عبارة عن غرفة وصالتين على شاطئ البحر وبالقرب من ميناء الصيادين.

وبالرغم
من وجود قصر الحاكم في غزة ومقر السرايا الحكومي الا ان الرئيس لم تكن
لديه رغبه في الاقامة بقصر الحاكم لانه كان مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي
لغزة.

فقبل ابو عمار بالمنتدى مقرا للرئاسة لانه أيضا كان زاهدا...
ويضيف النجار ان مكتب ومنزل الرئيس في تونس كانا متواضعين جدا وقد يقارن
البعض بين بيوت مرافقيه وبيت قائد الشعب الفلسطيني فيرى ان بيت المرافق هو
أفخم وأجمل من بيت الرئيس المتواضع.

لهذا لم يختر مقرا حكوميا
فاخرا وعندما توجه الرئيس عرفات للمقر أنشأنا القواطع الخشبية بين
الموظفين في الصالات وكانت توجد غرفة صغيرة تطل على شاطئ البحر استخدمها
الرئيس للنوم وكنا نحدد اماكن العمل بين الطاقم بعدد البلاطات فتلك
البلاطة لي والاخرى لك.. يقول النجار مازحا لا احد يتعدى على بلاطة الاخر.

جهاز كمبيوتر واحد:
من يصدق أن مكتب الرئاسة عرفات لا يوجد فيه الا جهاز كمبيوتر واحد وهو ملك شخصي لعبد الله النجار.

قال
النجار كان هذا جهازي معي من تونس وظلت الرئاسة تستخدمه لعدة سنوات كنا
ننجز المراسلات والطباعة لقادة دول العالم على هذا الجهاز، كما كنا نعمل
بأدوات مكتبية تكاد تكون معدومة.

كان أبو عمار لديه كرسي مكتب بسيط
ظهره قصير وطاولة بسيطة وبعفش لو قارنا مكتب أبسط جمعية لعرفنا ان مكتب
الرئاسة كان بعفش ابسط وبأدوات مكتبية بسيطة للغاية.

وأضاف نصار من
طاقم الرئاسة، كان أبو عمار وقت الغذاء ينادي على الجميع ليتناول الاكل
معه، كنا نعمل على مدار الساعة ولا نريد ان نذهب لبيوتنا كان لدى ابو عمار
عادة يومية انه بآخر الليل يريدنا ان نصطف ليس من أجل اعطائه التحية بل من
أجل أن يحي طاقمه على العمل الشاق، فنراه يضع يده على كتف زميل ويداعب اخر
ويقبل زميل ثان، العمل مع أبو عمار متعة ومن أجمل أيام عمرنا أن تشرفنا
بالعمل معه لم يكن الختيار رئيسا علينا كان ابا لكل مرؤوسيه".

في حلقات قادمة:
"معا"
ستروي عن أسرة الرئاسة ذكريات من حياة الرجل الذي أنشأ غزة المعاصرة
بشوارعها وأبراجها السكنية ومقرات الحكم ومدارسها ومستشفياتها والاهم هو
تأهيل جزء كبير منها ليصبح الكادر البشري المؤهل للسلطة الوطنية.

سنتحدث
عن علاقته بمرؤوسيه وطاقمه والمعاملات والكتب والبريد اليومي للراحل
الكبير، وعن لحظات السعادة اليومية وأجمل لحظات العمر لعرفات في قطاع غزة.

سنتحدث عن علاقته مع البحر مع الموج وعن ساعات الصباح الاولى التي كان يشمر فيها بنطاله ليمشى حافيا على رمل شاطئ البحر.

وعن
السيدة التي أوقف أبو عمار موكبه من أجلها وعن زياراته المفاجئة لبيوت
العزاء وكيف كانت طواقم الرئاسة تعمل في أيام العيد عندما كان العيد في
غزة عبارة عن صلة رحم والتقاط صورة مع الختيار.

تابعوا في الحلقات القادمة...

مشكووووووووووووووووور

العفووووووووووووووووو

ومشكورة كثير برنسيسة على مرورك وردك

ومشاركتك العطرة