في الذكرى الخامسة لإستشهاده
" أبو عمار" الأب الروحي للحركة الأسيرة وهو أكثر من حرر منهم
ال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد
الناصر عوني فروانة ، بأن الشهيد القائد الرمز " أبو عمار " رحمه الله ،
كان على الدوام يشكل الأب الروحي والقدوة للحركة الوطنية الأسيرة ،
ومبعثاً للعزيمة والإصرار وشحذ الهمم وتعزيز الصمود والأمل لديهم ، وكان
دائم التواصل معهم والوقوف بجانبهم ، وهو أكثر القادة الفلسطينيين تحريراً
للأسرى على مدار التاريخ ، وهو القائد الفلسطيني الأوحد الذي نجح في الجمع
ما بين المقاومة والتفاوض في تحرير الأسرى ، فتمكن من تحرير ما يقارب من
سبعة عشر ألف معتقل فلسطيني وعربي من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف
: بأن الشهيد " أبو عمار " منح قضية الأسرى ومنذ انطلاقة الثورة
الفلسطينية المعاصرة جل اهتمامه ، وردد مراراً " خيرة أبناء شعبي في
السجون والمعتقلات الإسرائيلية " ، وسعى دائماً قولاً
وفعلاً لضمان حريتهم واطلاق سراحهم بكل السبل الممكنة ، وهو أكثر القادة
الفلسطينيين انجازاً لعمليات التبادل من حيث عددها ومن حيث عدد الأسرى
الفلسطينيين والعرب الذين أطلق سراحهم بموجبها .
" أبو عمار " جمع ما بين المقاومة والتفاوض في تحرير الأسرى
وأوضح
فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان مؤمناً بضرورة تحرير الأسرى بأي وسيلة
كانت ، فعمق ثقافة الأسر والخطف لجنود الاحتلال ومواطنيه ومستوطنيه ، داخل
حركة " فتح " وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، ومع الوقت تجذرت هذه
الثقافة لدى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة ، .
وبيّن
فروانة : بأن الشهيد " أبو عمار " قد أشرف وبشكل مباشر على تنفيذ وانجاز
العديد من صفقات تبادل الأسرى وبنجاح ، بالإضافة إلى محاولات عديدة أخرى
لم يكتب لها النجاح لأسباب عدة ، ومن تلك الصفقات الناجحة كانت بتاريخ 28
كانون ثاني / يناير 1971 والتي تحرر بموجبها الأسير محمود بكر حجازي وهو
أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وكانت هذه العملية بمثابة رسالة
واضحة للاحتلال وللعالم أجمع بأننا شعب لن يترك أسراه في سجون الاحتلال
وأن الثورة ستبقى وفية لمناضليها وستسعى دوماً لتحرير أسراها .
وأشار
فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " قد أنجز بتاريخ 23 تشرين ثاني / نوفمبر
1983 أضخم عملية تبادل في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي حيث أجبرت
بموجبها " إسرائيل " على إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب
اللبناني وعددهم ( 4700 ) معتقل فلسطيني ولبناني وعربي ، و( 65 ) أسيراً
من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين كانوا مأسورين لدى ( حركة فتح ) .
ونوه
فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " وبالإضافة لما حققه من انجازات للحركة
الأسيرة من خلال المقاومة عبر مسيرة الثورة الفلسطينية ، فانه نجح أيضاً
في تحرير أكثر من عشرة آلاف أسير ( 11250 ) من خلال المفاوضات السلمية منذ
أوسلو ولغاية بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، وهذه الإفراجات لم تكن
شكلية كما يحاول البعض تصويرها ، بل كانت جوهرية كماً ونوعاً ، شملت
أحكاماً عالية ومؤبدات وأسرى دوريات ..الخ بالرغم مما يمكن أن يُسجل هنا من اخفاقات وانتقادات واكبت مسيرة المفاوضات .
لغة الأرقام لا تكذب ..
وكشف
فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " وبلغة الأرقام والحقائق هو القائد
الفلسطيني الوحيد الذي تمكن من تحرير أكبر عدد من الأسرى وصلت إلى قرابة (
17 ألف معتقل ) فلسطيني وعربي من سجون الاحتلال الإسرائيلي ، من خلال
المقاومة والعمل المسلح ، وأيضاً عبر " العملية السلمية " .
وزارة الأسرى والمحررين .. الحدث الأبرز
واعتبر
فروانة وهو أسير سابق ، أن قرار الشهيد " أبو عمار " في أغسطس عام 1998
القاضي بتشكيل وزارة تعنى بشؤون الأسرى والمحررين ، إنما يعكس مدى اهتمامه
الفائق ووفائه للأسرى وقضاياهم العادلة وبالمحررين أيضاً ، ، الأمر الذي
انعكس ايجابياً ونوعياً وبشكل تصاعدي على الخدمات القانونية والمادية
والإجتماعية والسياسية المقدمة للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين أيضاً .
ورأى
فروانة بذلك القرار بالحدث الأبرز خلال العقود الماضية بالنسبة للأسرى ،
حيث أحدث نقلة نوعية في التعامل مع الأسرى والمحررين على كافة المستويات ،
وشكلت سابقة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي ، حيث لم
يسبق لأي رئيس عربي أو اسلامي أن اتخذ قراراً كهذا .
وكشف
فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان دائم الحضور في الفعاليات المساندة
للأسرى والمطالبة بحريتهم ، حيث حضر وشارك في العديد من الفعاليات
والإضرابات عن الطعام التي نفذها أسرى محررين ومتضامنين ، وزار مقر
الوزارة بغزة وتجول فيها ، وأشرك ذوي الأسرى في اجتماعات عدة جمعته برؤساء
دول عديدة منهم " بيل كلنتون " الرئيس الأمريكي الأسبق .
وأضاف
: بأنه كان سنداً قوياً للأسرى المحررين من خلال قرارات الإعفاء في مجالات
كثيرة وأهمها التعليمية والصحية ، بالإضافة للمساعدات المادية وتخصيص نسبة
ثابتة لهم في الوظائف الحكومية ، وإنصافهم في التعيينات والترقيات ومنحهم
درجات تليق بتضحياتهم ونضالاتهم وتكفل لهم حياة كريمة .
الوفاء للرمز ..
وأكد فروانة على أن الشهيد " أبو عمار " ورغم
مرور خمس سنوات على رحيله لا زال وسيبقى يحتل مكانة راسخة وثابتة في أفئدة
الأسرى والأسرى المحررين ويشغل مساحة واسعة في ذاكرتهم وعقولهم جميعاً ،
وأن الأسرى في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي يحيون اليوم ذكرى
استشهاده الخامسة بكل فخر وعزة ، وفاءاً لمن كان وفياً لهم ولقضاياهم
العادلة طوال مسيرته النضالية الطويلة والعريقة ،.
أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/