ابو مازن من رئيس إلى قائد
بقلم حيدر كايد
لم
يفكر الفلسطينيون يوما برئيس غير ياسر عرفات ، لأنهم لم يعتدوا على رئيس
أو زعيم أو قائد غيره ،وبعد استشهاده وبعد أن تجاوزوا محنهم ومصابهم عملو
بوصايا أبو عمار، الذي كان قد قال عندما اشتد به المرض قال عبارته الشهيرة
أبو مازن للراسه ، فمنذ ان تم انتخابه بدا يقطع بالوعود على نفسه بأنه
سيحقق كل ما ورد بالدعاية الانتخابية وانه سيعمل على عقد مؤتمر فتح بانه
سيجري الانتخابات اللبدية والتشريعية وسيرسخ الامن والامان وسيعمل على
اطلاق سراح الاسرى، خمس سنوات من حكمه و انقضت سريعا وعظمت حكمته ، ومن
تلك الفترة يومان مررن على الفلسطينين ببطء شديد يوم الانقلاب ويوم ان
اعلن عدم الترشح .
ابو
مازن أحببناه رئيسا ورجلا حكيما ونراه اليوم قائدا شعبيا تتمسك به جميع
فئات الشعب لتقاطعه مع مصالحهم ، الفلاحون والعمال والتجار والموظفون
والفصائل الوطنية وأبناء الفصائل الإسلامية وتحديدا حماس بعيدا عن راي
قيادتهم ، فقد قال لي صديقي الحمساوي يجب على ابو مازن العدول عن قراره
والترشح لفترة ثانية استغربت كثيرا لأني لم اعتد أن اسمع من احد أعضاء
حماس يخالف رأي قيادته وتحديدا فيما يتعلق بموضوع هام و حساس كهذا سالته
باستغراب عن السبب وبكل بساطه قال لانه عاملنا ضمن القانون رغم انقلابنا
وقال" بصراحه كان حنون علينا " وآخر من احد الفصائل عظيمة الفكر قليلة
العدد علق وببساطه بنحبه لأنه يعاملنا كما كان ابو عمار، بشعرنا باننا
أكثر من سكان الصين واقوى من كل الدنيا ، اما صديقي التاجر فقد تغنى
بالنظام وحالة الأمن والأمان وحرية الحركة ومنع التهريب والتجارة بالمسروق
فلا تكسي مسروق ولا سيارة مشطوبة ، أصبحت لا أخاف
على أموالي اقبل شيكات من جميع الناس اعرف اليوم ان البلد بها قانون وحقي
لن يضيع ، امي وفور سماعها خبر عدم ترشح الرئيس لفترة راسية ثانية راتبها
التقاعدي كان أول همها ، وقالت إن شاء الله يتراجع وبيضل الرئيس ،( وبتضل
سالكه امورنا ) ،
لقد
أشعرنا أبو مازن بأنه ضروريا لحياتنا فإطلالته من خلال خطاب متلفز ليوجه
رسالة لأبناء شعبه كان يحبس الأنفاس في الشارع الفلسطيني مؤيدين ومعارضين
، وكان الخطاب الأكثر جدلا خطاب عدم الترشح ،
وأثناء توجهي إلى عملي في صباح اليوم التالي سألتني عجوز جلست بجانب
الطريق مين الرئيس ( الي بدو ييجي بدل ابو مازن ) فقلت لها ابو مازن فقالت
" ان شاء الله والله انو امنيح وما في أحسن منه " بأيامه الشؤون "
بيساعدونا وبيجيب مساعدات الله ايخليلنا إياه " ، أما الموظفون الذين
خرجوا بالآلاف بالامس إلى دوار المنارة برام الله
من جميع أنحاء الضفة الغربية مدنها وقراها ومخيماتها للتضامن مع سيادته،
يقول صديقي الموظف في عهد أبو مازن الجميع بأمان وظيفي ، عليك واجبات لك
حقوق ، هناك شفافية إداريه لم نشهدها من قبل في خلال فترة حكمه كان
التوظيف بناء على الكفاءة بدلا من الواسطة ، ولم يعد شاب في الخامسة
والعشرين من عمره ومن يوم دوامه الاول يعين مدير C .
اما
الحديث في مجال السياسة والصمود والتقدم بخطوات واثقة باتجاه المصالحة
فكانت علامات فارقة امتاز بها ، شكل الحكومة من حماس وتمسك بها زار غزه
رغم علمه بان حماس تحاول اغتياله ، جلس معهم وحاور كان حياديا لحد اثار
سخط الفتحاويين عليه ، أصر على وحدة الدم والقضية ولم يصدر القرار بمهاجمة حماس رغم توصيات القيادات العسكريه كان
ذلك لإيمانه بحرمة الدم الفلسطيني ، وقع اتفاق مكة دون رضا العديد من
الأطراف الغربية والعربية وغاب عن قمة الانقسام العربي التي عقدت في قطر ،
لم يعلن غزة إقليما متمردا ، موازنة السلطة ينفق أكثر من نصفها على القطاع
الحبيب ، عمل وبجهد لوقف العدوان على غزه ، موقفه من الاستيطان والمفاوضات
موقف غز لم يقفه الكثيرون في هذا الزمن ، كان ياسر عرفات حكيما عندما قال
أبو مازن للراسة ، الم يقل الرئيس الأمريكي كلينتون لابو عمار في كامب
ديفد الثانية ان عرض باراك غير مسبوق ولن يتكرر رفض التوقيع او التنازل
ولايوم نحتفل بذكرى استشهاده الخامسه ، وتاتي وزيرة الخارجية الأمريكية
لتقول لابو مازن عرض نتنياهو غير مسبوق بشان الاستيطان ورفض وتمسك
بالثوابت ، أحببنا أبو مازن رئيسا اما اليوم فنبايعه قائدا وطنيا ، ليبرهن
للجميع صدق دعايته الانتخابية عندما قال على خطى الرئيس الراحل ابو عمار .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/