حين يفقد نبيذ حماس مفعوله
نزار الغول
وضعت الحرب على غزة أوزارها ونجحت إسرائيل في فرض تهدئة من حماس دون مقابل
إسرائيلي، انفض مؤتمر حركة فتح السادس وخرجت الحركة ممأسسة اكثر من
السابق، سرى تقرير غولدستون في القنوات الأممية عبر كاسحة ألغام
الدبلوماسية الفلسطينية ، وذهبت بيانات حماس ومن لف لفها أدراج الرياح
وكأنها سحابة صيف عصفت بها رياح الحقيقة الفلسطينية.
كما
يقول المثل الشعبي الفلسطيني " راحت السَّكرة وأجت الفكرة "... فقد أفاق
الناس من ثمالة شعارات حماس وفضائياتها وصُدموا بالحقيقة المُرّة بأن
النصر الإلهي في الحرب على غزة الذي حاولت حماس تصويره ما هو إلا " أصبع
أفيون " خدّر الناس وأعمى بصيرتها عن الثمن الهائل الذي دفعه الشعب
الفلسطيني لتفرض حماس هدنة من جانب واحد دون مقابل ولتوقف صواريخها
التنكية دون أن تفتح إسرائيل معبر رفح والمعابر التجارية ودون أن تنال
حماس اعترافا بحكومتها الربانية، فبات الناس حائرين أمام تساؤل : " مقابل
ماذا سقط ألف وخمسمئة شهيد "؟
وكما
يقول المثل الشعبي " اتمنى الشر لجارك، ارجع بتلاقيه في دارك " ... فبعد
أن خرجت فتح من مؤتمرها أكثر وحدة عَكْس تمنيات حماس و"الاخوان المسلمون"،
تصدعت جماعة الاخوان على مستويين .. الاول .. مستوى الوطن العربي ككل ..
إذ فقدت جماعة "الاخوان المسلمون" حالة الترابط العالمي لتتفرق في جماعات
قُطرية ولم تعد هنالك علاقات تنظيمية تربط تلك الجماعات بعضها ببعض.
والمستوى
الثاني الذي أصيبت به جماعة الاخوان بتصدع هو مستوى اكبر جماعتين في مصر
والأردن .. ففي الأردن دب الخلاف بين صقورها وحمائمها بسبب العلاقة مع
حماس فيما دب الخلافة في جماعة مصر بسبب سكوت الجماعة عن الحرب على غزة "
ضد حماس ".
فالتصدعات التي تمنتها حماس لفتح أصابت التنظيم الأم لحماس.
كما
يقول المثل الشعبي الفلسطيني " يا حافر جورة السو لأخوك المسلم يا واقع
فيها " .. فقد أرادت حماس من خلال تأجيل طرح تقرير غولدستون أن تُألّب
الرأي العام ضد منظمة التحرير وقيادتها الشرعية،ونجحت في ذلك جزئيا.
تأليب
الرأي العام ضد منظمة التحرير دفع المنظمة إلى طرح التقرير بقوة في
القنوات الأممية، لتقف حماس حائرة امام مستحقات التقرير الذي يدين إسرائيل
وحماس ويساوي بين " الجلاد والضحية ".. فماذا نجد حماس فاعلةًُ؟
أرى
أن على حماس وبعد أن أفاق الناس من نبيذها المعتق " خطابها المخادع
القديم" ان تحرص في المرة القادمة على صنع نبيذ اكثر تأثيراً في عقول
الناس،أو ربما عليها أن تستخدم أفيوناً اكثر تأثيراً ، مع يقيني أن شعبنا
بات يمتلك حصانةً ضد خمور وأفيون حماس... وربما لهذا تخشى حماس
الانتخابات.. فالناخب سيتوجه إلى صناديق الاقتراع اكثر يقظة من ذي قبل.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/