في المكان الخطأ !!
يذهب
أحدهم إلى محلّ تجاريّ لشراء " قطعة صابون لزوم الاستحمام " ، وبعد أن
يعبر إلى داخل المكان ، يحاول البحث عن ضالته … يضحك التاجر والمتسوّقون
والعابرون … يفهم صاحبنا
أن
ّ ( الصابون إيّاه ) لم يعُد متداولا ً في الأسواق ، ومنذ زمن ٍ بعيد ،
فيرى نفسه في المكان الخطأ ، وبخاصة حين يسمع همساً : هذا الرجل (
والمقصود هو ذاته ) لم يدر ِ أنّ دنيا الأجساد تغيّرت وصارت قطعة
الصابون فعلاً ماضياً !
· تخرج
الفتاة من منزلها غاضبة بسبب نقص مصروفها اليومي ّ أو لأن ّ ضيق ذات يد
والدها تسببت في خفض مصروفها المقرّر ، تسعى لشراء ( مزيل رائحة العرق )
فترى نفسها في مكان ٍ مخصّص لبيع الدواجن … تكتشف أنها ولجت مكاناً خاطئاً
!
· يتوقف
سائق تاكسي لنقل فتاة من مكان ٍ على آخر ، بعد دقائق يكتشف أنه دخل ومن
غير وعي ٍ إلى مسرب ٍ بعيد وفي طريق ممنوعة … يصادفه شرطيّ سير ، فيعتذر
السائق عن وجوده في المكان الخطأ … وتضحك الفتاة ولا تنقلب على قفاها !
· تذهب
امرأة طاعنة في العمر لشراء خبزها اليوميّ ، فتدخل محلاً لبيع الخضار
والفواكه ، تظنّ أن المخابز أغلِقت ْ أو أن الخبز لم يعد لقمة الفقراء !
· يذهب
ولد ٌ إلى ( حاكورة منزله ) ليتفقّد دجاجته و يسحب بيضها ، كما هي
العادة ، فيجد الدجاجة قد هربت وباضت عند الجيران … وتبدأ الحكاية : لمن
تكون الدجاجة ؟ وما الحلّ إن ْ جاءت البيضة في المكان الخطأ ؟
· يضغط
مواطن على زرّ ( مفتاح ) تشغيل محطة فضائية اعتاد على مشاهدتها ، فيرى أن
المحطة انتقلت إلى رحمة الإلغاء أو أنّ أصحاب المحطة حوّلوا بوصلة بثهم
إلى ( مسابقات وطرب وانتشاء ) ، فيعتقد صاحبنا أنّ ( جهاز التلفاز )
تم استبداله أو أنّه كان غائباً عن الدنيا منذ زمن طويل !
· وقد
تكتمل الحكاية ، بأنّ يعود الرجل متعباً إلى منزله ، ومن شدّة قهره وغيابه
، يقرع باب الجيران … فيظهر له جاره … فيتلعثم ، ويكتفي بالاعتذار عن
وجوده في المكان الخطأ !
□
كثيرا ً ما نسمع عن أشخاص ، اعتذروا عن وجودهم في غير مكانهم ، أو
أنهم اعتقدوا باعتدائهم على أماكن غيرهم … ولكن : كم منّا من يجد نفسه في
المكان الخطأ ؟ وكم منّا من تلزمه محاولات العودة إلى صحوته والبحث عن
مكانه الصحيح ؟
■
هؤلاء وأولئك ، الذين يخرجون من منازلهم بلا أذهان صافية لسبب أو آخر ،
وأولئك الذين اعتدوا على أماكن غيرهم ، وكثيرون ممن يصرخون في احتفالات
ليس لهم ، أو يهتفون في خطابات تشتمهم ، أو يرقصون في أعراس الآخرين … كل
هؤلاء وأولئك : هل من فرصة للصحو أو العودة إلى أماكنهم ؟
· تلك حكاية المكان الخطأ … فالنائم في سرير غيره سيحلم بالكثير من الكوابيس والمشاهد المزعجة !
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/