هذا ما حدث بأحد أنفاق مدينة رفح قبل عدة أسابيع ...حي يسرق.. ميت ... !!
أحد ضحايا انهيار الانفاق الحدودية مع مصر |
قبل عدة أسابيع تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاة المواطن " ب " والبالغ من
العمر 24عاماً والأب لــ أربعة أطفال من سكان مدينة غزة، جراء انهيار أحد
الأنفاق عليه بمدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية جنوب القطاع .. ،
ولم يدم الخبر طويلاً حيث أندثر بعد ساعات كغيره من الأخبار المتعلقة
بالأنفاق وغيرها.
أصحاب النفق حينها لم يكونوا يفكرون بشيء سوى انتشال جثة المتوفي من داخل
النفق بأي طريقة واستكمال اجرائتة القانونية ، ومحاولة إنقاذ ما يمكن
إنقاذه من العاملين بالنفق الذي انهار عليهم وبلغ عددهم أربعة أشخاص
أصيبوا بجراح متفاوتة.
لم يكد ينقشع سواد اليوم الثالث من عزاء المتوفي إلا وبادرت زوجة المتوفي
بطلب هاتف زوجها وهويته الشخصية المليئة بالنقود " فئة دولار " التي فُقدت
بالنفق عقب الحادثة المؤلمة ، حتى تضعه ذكرى بقلبها الذي لم يندمل بعد من
هول الفاجعة ..
وما كان من أصحاب النفق إلا تلبية رغبتها بالبحث عن الهاتف والهوية داخل
النفق وتحديداً المنطقة المنهارة ، فاستمرت عملية البحث لأكثر من يوم ،
حيث لم يجدو الهاتف لكنهم عثروا على هويته وهي خالية من النقود تماماً
...!!!
وأكد أحد مالكي النفق والذي روى القصة لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء "
بمدينة رفح ، بأنهم كانوا يتصلون بالهاتف المفقود وهو من نوع " نوري "
حسبما يعرف بالأسواق الفلسطينية ، وكان الهاتف يعطيهم " لا يمكن الوصول "
، لكنهم تفاجؤ أثناء عملية اتصالهم بالهاتف بأنه تغير وضعه ليعطيهم " مغلق
حالياً " ...!!! ، فحينها أثيرت الشكوك ببعض العاملين بالنفق بأن يكون
احدهم قد أقدم على سرقته .
وأضاف بأنه وقع بين ناريين ، نار اتهام العاملين بسرقة الهاتف والنقود
التي لم يتسن معرفة عددها بعد ، وبين إبلاغ زوجة المتوفي بأنه لم يتم
العثور عليها.
وأوضح بأنه أثار الشك بشخص يدعى " ح " من سكان مدينة غزة ، لأنه الشخص
الوحيد الذي نجا من عملية الانهيار ، وهو من شهد الحادثة يومها ، في حين
كان زملائه جميعهم مصابين وهو يبكي ويشاهدهم يموتون أمامه ،مشيراً بأنه
وبعد عدة أيام تم إلقاء القبض عليه لدى جهاز المباحث بالشرطة وتم التحقيق
معه ليتبين بأنه قام بالسرقة .
في حين أكد مصدر أمني خاص لــ "
وكالة قدس نت للأنباء" ، بأنه تبين من خلال التحقيق مع الشخص المذكور ، بوقوفه خلف عملية سرقة
النقود والهاتف من زميله المتوفي ، مستغلاً الحالة الصعبة التي كان يمر
بها زملائه والعاملين بالنفق فور سماعهم نباء وفاة زميلهم بالعمل .. جراء
انهيار النفق ... ، ملفتاً بأن الشخص المذكور قام ببيع الهاتف بمبلغ "
200شيكل " .
هذا ولا زال المتهم موقوف لدى جهاز الشرطة حسبما علمنا من المصدر قبل أيام
، إلا انه تم الإفراج عنه في وقت لاحق شريطة أن يستعيد الهاتف من الشخص
الذي باعه له .