كلاب الرؤساء والملوك.. رسائل سياسية ودعايات انتخابية

كلاب الرؤساء والملوك.. رسائل سياسية ودعايات انتخابية
تخطف كلاب الرؤساء الأضواء من الرؤساء
أنفسهم في أكثر من مناسبة، ولاغرو في ذلك أذا أخذنا في الاعتبار أن الكلب
صار بضاعة سياسية تتداولها الآلة الانتخابية للنخب طمعا في كسب الأصوات
إثناء الانتخابات أو لتلميع صورة رئيس أو ملك ما، ليصبح الكلب جزءا مكملا
لشخصية الرئيس أو الملك أو الوزير، ومن ذلك ما تداولته وسائل الإعلام من
أن كلب الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، يعاني من الاكتئاب بعد تركه قصر
الإليزيه، مما دفعه إلى عض شيراك ثلاث مرات، وفي ذلك مغزى بحسب صحيفة
الفيغارو الفرنسية فخصوم شيراك يريدون أن يمرروا للجمهور شعور شيراك
بالمرارة من تركه الإليزيه. وفي أميركا تحولت قضية عدم امتلاك الرئيس
الأميركي باراك اوباما كلبا إلى قضية سياسية، ووصلت الأمر إلى ممارسة
الضغوط عليه ليقتني كلبا فما كان منه إلا أن فعل ذلك. وفي الدانمارك طالب
برلمانيون بالحد من تصرفات كلب الامير هنريك التي تتصف بالعدوانية، وقالوا
أن القانون لا يميز بين كلب العائلة المالكة وكلب آخر، بعد أن تسبب الكلب
في عض مواطنين.

ففي
باريس أودع جاك شيراك كلبه 'سومو' لدى عائلة تملك حديقة واسعة اثر إصابته
ب' الكآبة ' مما دفعه إلى عض الرئيس الفرنسي السابق ثلاث مرات لأنه لم
يعتاد بعد على العيش خارج قصر الاليزيه. ونقلت صحيفة 'لو باريزيان' عن
السيدة الفرنسية الأولى السابقة برناديت شيراك قولها أن الكلب خضع للعلاج
وقد أعطي حبوباً مضادة للاكتئاب بعدما واجه صعوبة في الاعتياد على الحياة
خارج بيته والحديقة التي كان يمرح فيها في قصر الإليزيه. وقد عض الكلب
الرئيس السابق ثلاث مرات، كانت آخرها في بطنه ما تسبب للرئيس بنزيف أخاف
زوجته. وقد أودع 'سومو' مع عائلة تملك حديقة واسعة في منطقة 'سان إي مارن'
في الريف الفرنسي، وأشارت السيدة شيراك إلى أنه سعيد هناك ولم يعضض أحداً
بعد.

وفي
الدانمارك طالب برلمانيون بالحد من تصرفات كلب الأمير هنريك التي تتصف
بالعدوانية، وطابوا بان يتصرف بشكل جيد، وحذروا من أن القانون لا يميز بين
كلب العائلة المالكة وكلب آخر، وقال بيارني من الحزب الاشتراكي الديمقراطي
المعارض 'إذا كان ذلك الكلب يتصف بالعدوانية، فمن الأولى معالجة الأمر.
أما زميله كارينا من حزب اليمين المتطرف في الحزب الشعبي الديمقراطي،فقال
انه يتوجب وضع 'كمام' على فمه بعد أن اعتدى على جنديين.لكن مصدر في
العائلة الملكة صرح أن الكلب تحت السيطرة. وكان الكلب عض حارسا في ساقه في
حديقة قصر فرينبورغ مما استدعى نقله إلى المستشفى حيث تلقى حقنة التيتانوس.

وحُبست
أنفاس الكثير من الأميركيين بعدما تبين أن عائلة الرئيس الأميركي باراك
اوباما لا تمتلك كلبا، حتى جاءت الخاتمة السعيدة حين تسلمت العائلة الجرو
' بو ' هدية من السناتور تيد كينيدي لابنتي الرئيس ساشا وماليا.
والكلب
'بو' من سلالة كلاب الماء البرتغالية التي تتميز بان شعيرات فرائها غير
قابلة للسقوط بسهولة، وهو ما يناسب كبرى بنات اوباما ساشا، التي تشكو من
الحساسية. وأخضع الكلب لتدريبات مكثفة على يد متخصصين، وبات بإمكانه حتى
اللحظة الانصياع لأوامر البشر بالجلوس أو القيام، وعدم قضم البساط والكف
عن الشقاوة. كما تعلم الجرو تمييز سيده ومالكه، حيث تزعم 'ذا واشنطن بوست'
أنه ظل يتبع اوباما طوال فترة وجوده بالبيت الأبيض. وكان اوباما قد وعد
طفلتيه بشراء كلب لهما خلال خطبة فوزه في الانتخابات الرئاسية. وبحسب
صحيفة الواشنطن بوست فان أميركيين ابدوا قلقا لان رئيسهم لا ينتمي لدائرة
مقتني الحيوانات الأليفة.

ويصف
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلبه بالمدلل، حتى أن تشذيب شعره يكلفه 300
يورو في كل مرة. وبحسب الحلاق أوريكا المتخصص في قصّات الكلاب بموسكو فإنه
يهذب شعر الكلب توسيا مرتين في الشهر، وأن قصة شعره المفضلة هي 'قصة
الاسد'. ويبدو مبلغ تهذيب شعر توسيا خياليا في روسيا إذا ما عرفنا أن
متوسط ما يحصل عليه الشخص المتقاعد شهريا 60 يورو.

لكن
كلب بوتين المدلل هذا سرعان أوقع مالكه في الكثير من المواقف المحرجة
أشهرها، حين التهم طعاما خاصا أعد لرؤساء الحزب الحاكم في روسيا عام 2009.
فبينما كان بوتين يناقش سبل دعم صناعة الأغذية المحلية تسلل كلبه إلى غرفة
في مقر إقامته وأكل من الأطعمة المعدة لزعماء حزب روسيا المتحدة، وبدا
الكلب سعيدا وهو يلتهم من المعجنات والبسكويت والحلويات، مما أوقع بوتين
في حرج حقيقي.

وحين
رحل بوتين الى القارة القطبية الجنوبية، حيث شارك في اختبار جلوناس. زود
كلبه بأجهزة ملاحة و شبكة نظام تحديد المواقع. لاسيما وانه أي الكلب غالبا
ما يبحث في الغابة المحيطة بمقر الرئيس الروسي.

وانتاب
نائب الرئيس الأميركي السابق تشيني الفخر وهو يرى كلبه يعضض بطة بأسنانه
إثناء رحلة صيد مع سكاليا الذي التفت إلى تشيني قائلا له : يا له من كلب
ماهر... أين حصلت عليه؟. فرد تشيني قائلا: انه بارني كلب الرئيس بوش...
سلفني إياه لمدة أسبوع.

واقتناء
كلب في البيت الأبيض صار أمرا مألوفا بل عادة يتبعها أغلب رؤساء أميركا
إلى الآن منذ أن قدم هاري اس. ترومان نصيحة بسيطة ذات يوم وهي 'إذا أردت
صديقا في واشنطن عليك بشراء كلب'.

ولا
يكاد يخلو البيت الأبيض من أصدقاء يمشون على أربع حتى صاروا سمة من سمات
الحياة في مركز اتخاذ القرارات التي تغير وجه العالم، حتى أن خادمة في
البيت الأبيض قالت أن سماع النباح عبر ردهات البيت الأبيض أمر مهم للغاية،
واختفائه يعني الشيء الكثير.

ونادرا
ما تتخطى كلاب البيت الأبيض قواعد النظافة والأعراف، عدا أن كلب الرئيس
السابق بوش اخطأ ذات مرة فتبول على مقعد في غرفة الرئيس اعد لاستقبال ضيوف
الرئيس لكن الأمر تم تداركه بسرعة. والعائلات الغربية مهووسة بالحيوانات
الأليفة ولا يكاد يخلو بيت منها، وفي الولايات المتحدة فان ثلثي الأسر
الأميركية تقتنيها في بيوتها.

واشتهر كلب هيلاري كلينتون بانصياعه للأوامر، أما الجمهوري البارز جون ماكين فله كلب يمتاز بالرشاقة وخفة الحركة وممازحة رئيسه.

لكن
السيناتور أريزونا يربي قطة وسلحفاتين وابن عرس و ببغاء و13 حوض سمك إلى
جانب كلبيه. وغالبا ما تحدث مشاجرات بين هذين الكلبين والقطة مما يستدعي
تدخل السيناتور لفض الاشتباك. والطريف أن مقتنيات متحف الحيوانات الأليفة
في انابوليس بولاية ميريلاند يوثق مقتنيات رؤساء أميركا من الحيوانات
الأليفة حيث يحتفظ ببصمة قدم كلب الرئيس رونالد ريجان 'لاكي' وجرس البقرة بولين وين التي كان يقتنيها الرئيس وليام هوارد تافت.

ويذكر
التاريخ القريب أن الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف أهدى كارولين الابنة
الصغرى للرئيس الأميركي كنيدي 'كلبة' فضائية هي بوشينكا التي كانت أمها
ستريكا قد طارت إلى الفضاء على متن سفينة الفضاء سبوتنيك 5. وكانت بوشينكا
أو 'فلوفي' بمثابة عرض للسلام بعد أزمة الصواريخ الكوبية. وقبل كنيدي
وقتها الهدية مسرورا بعد أن تم تفتيش جسمها بدقة بحثا عن أية أجهزة تنصت.

و
للرئيس فورد عادة اتبعها خلال فترة رئاسته، فعندما كان كلب الرئيس فورد
يدخل إلى المكتب البيضاوي للعب كان زائرو الرئيس يعرفون أن مقابلتهم مع
رئيس الدولة قد انتهت.

ولاغرو
في أن ينال الكلب هذه الحظوة في مجتمع كالمجتمع الأميركي إذا ما عرفنا أن
90٪ من نساء مشاركات في استطلاع تمنين لو أن رجالهن يتمتعن ولو بخصلة
واحدة فقط من الخصال الحميدة التي تتمتع بها كلابهن.

مؤسسة Herpen Hulphond تعنى بتسخير الكلاب لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أو البصر، أو الصرع.

ويتيح المشروع تدريب المزيد من الكلاب على الأعمال الإنسانية لمساعدة المعاقين.

أما كلب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فقد نال نصيبه من الشهرة عبر وسائل الإعلام وكان بوش يهتم به جدا، مما جعل صحافيا يكتب..

أن الكلب كان المعيل الوحيد للرئيس في واشنطن. وفي حفلة عيد ميلاد بوش كان الاهتمام ينصب على الكلب بدلا من الرئيس.