حواديت ...دولة في حارة

حواديت ...دولة في حارة

د. أسامه الفرا

لعل فكرة المدينة الدولة تجسدت بشكل واضح في المدن الإغريقية في
العصر القديم، إذ نشأت دولة إسبرطة من تحالف لخمس قرى صغيرة على أثر
اجتياح الدورويين لها، وصاغت لها دستوراً ينظم الحياة فيها ونصبت ملكين
لحكمها، وتحول الدورويون إلى الطبقة الحاكمة المسيطرة على مقاليد الأمور
فيما تحول السكان الأصليين إلى طبقة العبيد التي تقوم على خدمة مصالح
الدورويين، واعتمدت اسبرطة على نظامها العسكري في فرض نفوذها وتحلفاتها مع
المدن والقرى المحيطة بها مشكلة بذلك حلفاً عرف بحلف البلوبونيز، وفي
المقابل كانت مدينة أثينا هي الأخرى قد وضعت نظاماً لحكمها مختلفاً، تميز
بإعطاء هامش من الديمقراطية لسكانها، وبدأت تنسج هي الأخرى تحالفاتها مع
المدن والقرى والجزر المحيطة بها مشكلة بذلك حلف ديلوس، وتمتعت أثينا بقوة
اقتصادية غابت عن اسبرطة التي عانت كثيراً من الفقر، ومع تنامي قوة
الحلفين بدأ الصراع بينهما والذي استمر لعدة عقود، وإن لم يدخل الصراع
بينهما حيز المواجهة المباشرة إلا في سنواته الأخيرة، إلا أن الحرب بينهما
كان أدواتها حلفائهم من المدن والقرى الحليفة لهما، وخلال سنوات الصراع
بينهما تمكنت المدينتان من إبرام اتفاقيات هدنة سرعان ما كانت تنهار بسبب
'طوشة' مع هذه القرية أو تلك، ولم تقتصر المواجهة بينها على جانبها
العسكري بل لجأت كل منهما إلى إضعاف الآخر بكافة السبل، بما فيها حرق
المحاصيل الزراعية كما فعلت إسبرطة بالأراضي الزراعية التابعة لأثينا،
ولعل من المفيد قوله أن الانعزال الجغرافي ساعد وقتها في بروز المدينة
الدولة، إلا أن ثقافة السكان المستمدة من نزعة الانفصال والتفرد بحكم
الذات كرست الفكرة وحولتها إلى أمر واقع، وكان من البديهي أن يؤدي التناحر
بينهما إلى إنهاكهما حتى أثينا باقتصادها القوي عانت كثيراً منه، إلى أن
جاء الغزو الفارسي للمدن الإغريقية فتبدلت الأمور وتغيرت خارطة التحالفات،
وبات أعداء الأمس حلفاء اليوم، حيث اتفقت أثينا وإسبرطة على مواجهة
العدوان الخارجي وتمكنتا من هزيمته وإعادته من حيث أتى، إلا أن العدوان
الخارجي لم ينه النزعات الانفصالية كلياً حيث واصلت بعض القرى والمدن
البعيدة توجهاتها نحول الانفصال بتشجيع من أصحاب المصالح الشخصية.
إن كان المجتمع الإغريقي جسد فكرة المدينة الدولة قديماً، ومن خلال
صراعاتها الداخلية نمت فكرة الديمقراطية التي تحولت فيما بعد إلى نهج
للحكم اعتمدته غالبية دول العالم، وتطورت خلالها أيضاً الفلسفة الإغريقية
التي قادتهم إلى تفهم عوامل فشل المدينة الدولة، مما دفعهم إلى القفز
عنها، إلا أننا في محيطنا العربي عامة ما زلنا نؤمن بها ونعمل على تكريسها
ضاربين بعرض الحائط العوامل الجامعة لنا من عقيدة وتاريخ ولغة مشتركة،
وحالنا الفلسطيني بالخصوص أكثر مأساوية، فالعدو المتربص بنا لم يمنعنا من
الانفصال والانعزال، وبأيدينا جزأنا الوطن المجزأ، وشطرناه إلى قسمين،
والانشطار الرأسي لا بد وأن يتبعه إنشطارات أخرى، ولعل ما لمسناه مؤخراً
في إعلان الإمارة الإسلامية في رفح يأتي ضمن هذا السياق الطبيعي لما
للمنتج الإنقسامي، ويبدو أننا لا نطمح فقط لبناء المدينة الدولة بل سنجد
أنفسنا مرغمين بهذه الثقافة التي تغلغلت إلى مكوناتنا الداخلية لبناء
الدولة في كل حارة من حاراتنا، ويمكن لنا أن ننصب على كل منها خليفة أو
ملكاً أو مختاراً أو سمه كما شئت، إلى أن يأتي اليوم الذي نستشعر فيه بأن
لنا عدواً صاغ يوماً ما فلسفته في حكمنا على تمزيق وطننا وتحويله إلى
كانتونات متناثرة ومبعثرة.

هههههههههههه
شكلك قربت الجنون
هههههههههههه
عادي معطينك العذر

شو في يا جماعة مالنا نت اقل مزحة بنحرق وبنبطل نجمع

الرجاء الوقوف الى هنا

وعدم الانجرار وراء السفاهات

امممممممممم


ما هازا الهراء

مراد بحيات ابو الساهر خليك الكبير

وما تلاحق هالبشريه ههههههههههههههههههههههههههههههههه


منور حج ابو اسلام
....

وبعدين هي بالفعل مع مين جاي؟؟

بينها جايه مع الاسف

هههههههههه

........