أيهما أهون تأجيل تقرير ... أم دفن صواريخ المقاومة ؟؟
سددت
العديد من أبواق حركة حماس ضربات عنيفة ومتواصلة للسلطة الوطنية
الفلسطينية في الاسبوع الأخير ، وبشكل غير مسبوق ، والسبب تأجيل تقرير
لإدانة جرائم اسرائيل ، والعجب في الأمر كما تكرر وكتب سابقا، مفكري
الحركة الاسلامية قاطبة وكتابها ومعهم بعض الكتاب ' الاعداء جدا ' للسلطة
ومنهم الذين تخلوا عن جذورهم في الداخل الفلسطيني وهرب الى الاضواء
والقاعات الاعلامية ومنابرها ليحلل ويفسر ويتفلسف بعيدا عن معاناة شعبه ،
وينصاع كما انصاع كتاب لندن الموسوميين الى اتباع هوى حركة
حماس بتفشيل المصالحة ، و أن تضغط على مصر والعرب بضرورة تأجيل الحوار ،
بعد أن أججت الساحة الداخلية الفلسطينية ، واخرجت النسوة والمعاقين وكل من
تقدم له ' كابونة ' وطرد غذائي ليشتم ويسب ويحرق ويضرب الرئيس محمود عباس
، ولم تكتف حماس التي انقلبت على الشرعية ، ونفذت حدثا دمويا ، لو أراد
غولدستون أن يكتب عنه تقريرا لكتب بالعريض والواضح أن هذه الحركة ليست
حركة سياسية انما هي حركة دموية ، حتى على ابناء شعبها .
وليس
الغريب في اصطياد اخطاء السلطة الوطنية وتضخيمها من قبل حركة حماس ، ولكن
الغريب في طريقة تبديد فرصة المصالحة ، وغضب ايران من مشعل على تسميته
للخليج بـ(العربي) بدل ( الفارسي ) قبيل ايام من اجراء المصالحة ، واظهاره
الى العلن ، وارتفاع اصوات ايرانية تريد معاقبته ومحاسبته ، لهو دليل واضح
وصريح أن ايران غير راضية على مصر وموقفها من اجراء المصالحة الفلسطينية ،
وتعجل سوريا في رفض استقبال الرئيس عباس الثلاثاء الماضي لهو دليل آخر على
عدم رغبتها في اتمام المصالحة الفلسطينية ، وكتاب ' الهشك بشك ' في ميدان
التناحر لا يختفون بل هممهم تزيد وحبرهم المسموم يجري ، كما صورهم تخرج
للفضاء وكأنها نايزك حارقة تسقط في صدر كل فلسطيني يسعى ويرغب في انهاء
معاناته .
أجل
التقرير الذي كان لو تم التصويت عليه لوصل الى مجلس الأمن ، وبعدها لعرض
على المحاكم الجنائية الدولية ، وربما طالبت الولايات المتحدة ومن خلفها
العالم براك وزير الحرب الاسرائيلي واولمرت المريض وليفني ورئيس اركان
الحرب الاسرائيلي لهذه المحاكمات ، وربما رفضت اسرائيل الضغوط ، وربما
اتحد العالم كله وقرروا شن حربا ضروسا ضد اسرائيل على غرار حربهم على
العراق وتمزيقه ، وكل ذلك نصرة لعيون سكان قطاع غزة !!! هل يتوقع
المتفلسفون هذا الامر الذي لا يصدقه مجنون ولا باهت في السياسة ؟
لا
نظن أن حماس تصدق نفسها عندما تصرخ في الدنيا كلها عن عباس بأنه خائن
وعميل ، كما لا يصدق فقراء غزة انفسهم وهم يخرجون من بيوتهم ليبصقوا على
صورة رئيسهم ، كما لا يصدق كتّاب التفريق والتمزيق الفلسطيني من عزمي
بشارة حتى ياسر زعاترة مرورا بعبد الباري عطوان وغيرهم ممن لا يدفعون
بالامور الى اتجاهها الصريح والصحيح ، بل يذهبون بشعبنا من مأساة الى
مأساة أكبر ، وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، هؤلاء الذين يعيشون
خارج برك المياه العادمة في غزة ، وبعيدا عن اكوام القمامة ، وركام
المنازل المدمرة ، وخارج اسوار الجوع والعوز ، حري بهم أن يغلقوا أفواههم
لتمر مرحلة حرجة من تاريخنا لتعود الاوضاع الى طبيعتها ، وعلى حماس التي
تتباكي ليل نهار وتندب كأرملة تعتقد أن صراخها سيعيد لها زوجها من قبره ،
أن تقول للعالم كله أين صواريخها اليوم واين مقاومتها في ظل الهجمة
الاسرائيلية المسعورة ضد القدس والأقصى ,
تأجيل
تقرير يدين اسرائيل سيذهب الى قرارات الادانة المحشورة في غرف واراشيف
الامم المتحدة ، لهو اهون بكثير من تجريم مقاوم واعتقاله وكسر ركبتيه ،
وكل ذنبه أنه يريد أن يقاوم ، وقتلهم عبد اللطيف موسى ومن
معه لأنهم اعلنوا الجهاد ضد اسرائيل ، خزي في جبين حماس كما هو الخزي الذي
ترتديه ليل نهار بقتل لا يقل عن 500 فلسطيني في احداث دموية جاءت بها
لتسيطر على قطاع غزة ، وحري على العالم أن يعرف أن السجون في قطاع غزة
ليست لعملاء اسرائيل لا والله انما اليوم لكل من يخالف حماس ويريد أن
يقاوم ، ليس عارا أن يؤجل تقرير ادانة فبعد حين سيصوت عليه ، والعار كل
العار في دفن صواريخ المقاومة واعتقال رجالها ومطاردتهم ليل نهار من أجل
سلطة باردة ونفوذ تافه .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/