مش ع رمانة
نزار الغول
فور
صدور تقرير اليهودي المناصر للصهيونية ريتشارد غولدستون ( حسبما عرّفته
حماس ) رحبت السلطة الوطنية بـ "حذر" بما جاء في التقرير سيما وأن به
فقرات تتهم الجانب الفلسطيني بارتكاب " جرائم حرب وربما جرائم ضد
الانسانية " .. في إشارة إلى حركة حماس وقيادتها كونها أطلقت الصواريخ على
إسرائيل واتخذت من المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية...
وكان رد فعل حماس على التقرير متوقعا وطبيعيا : " فهو غير متوازن ويوازي
بين الجلاد والضحية " بل إن حماس ذهبت إلى أبعد من ذلك حين قالت إن " سلطة رام الله " كان لها دور في صياغة التقرير.
في
تقرير "الصهيوني غولدستون" هناك ما يشير إلى ضرورة إجراء الجانبين
الفلسطيني والاسرائيلي تحقيقين داخليين ( كل فيما يخصه ) وتسليم تلك
النتائج .. وفي حال لم يُجر طرف هكذا تحقيق فإنه سيُصار إلى تثبيت اتهامات
بعينها ضده.
على الفور إسرائيل شرعت في إجراء تحقيق " شكلي " للهرب من أية استحقاقات قانونية دولية .. فيما حماس لم تفكر حتى في إجراء هكذا تحقيق رافضة التعاطي معه حتى لا تضفي عليه شرعية.
اليوم
وبقدرة قادر تدافع حماس عن شرعية التقرير وتشن هجوما عبر فضائياتها
كالجزيرة وعبر صحافييها المتعصبين مثل خالد عمايرة هجوما كاسحا على السلطة
الوطنية لدرجة أن عمايرة كتب تقريرا
يتحدث فيه عن أبو مازن وصورة التقرير " شهداء أطفال غزة " في أسلوب خبيث
لإستغلال دماء الشهداء الذين تنكرت لهم حماس بعد أن فرضت بقوة السلاح
تهدئة من جانب واحد مع إسرائيل بعد ألف ومئتي شهيد...كل
ذلك كون السلطة الوطنية " خلّصت " قادة إسرائيل من العقاب ... وكأن
الصهيوني غولدستون سيجر قادة إسرائيل مقيدين بالأغلال إلى محاكم دولية ..
فجاءت السلطة الوطنية وسحبت التقرير فأنقذت قادة العدو ... وكأن حماس لا
تعلم أنه حتى لو تحققت هذه الرؤية .. فإن قادتها وأمراء حربها سيُساقون
كالنعاج قبل إرهابيي إسرائيل إلى ذات المحاكمة ... وهنا ستفقد فلسطين " حق
المقاومة " والدفاع عن النفس الذي شطبه تقرير غولدستون الصهيوني كما تقول
حماس نفسها.
حين
رحبت السلطة بتقرير غولدستون .. قامت حماس بتخوينها ... وحين سحبت السلطة
أو أجلت عرض التقرير .. قامت حماس بتخوينها ... صدق المثل القائل ... : " مش ع رمانة بس القلوب مليانة".
NIZAR ALGHOUL
journalist
Palestine...
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/