-الايام الفلسطينية-فوجئ العشرات من أصحاب البسطات
المؤقتة وعربات 'الكارو' بقيام مايسمي بشرطة البلديات التابعة لحماس بطردهم من محيط الأسواق ومنعهم من التواجد فيها، حفاظاً على النظام،
كما قال أحد أفراد القوة التابعة لهم.
وعادت حماس لتمنع هؤلاء من التواجد
بالقرب من الأسواق بعد أن سمحت لهم مؤقتاً بالتواجد فيها طيلة شهر رمضان،
نظراً لخصوصية هذا الشهر.
وأطرق البائع أبو محمود عيد في الأربعينات
من عمره، واجماً، بعد أن أمره أفراد حماس بالقوة بمغادرة المكان
هو وعربة 'الكارو' في الساعة التاسعة من صباح أمس، ثم لم يجد أمامه إلا
الانصياع لهم، ومغادرة المكان لتجنب التعرض لمخالفات مادية قد يتم تحريرها
له، كما أخبره أحد أفراد مليشيا حماس
.وأبدى عيد امتعاضه الشديد لاستئناف قرار
منعه وأمثاله من الباعة من التواجد في الساحة الخلفية لسوق الشيخ رضوان
المخصصة للسيارات، مؤكدا أن وجودهم في الساحة لا يضايق أحداً ولا يتسبب في
أزمة مرورية، خاصة أن السوق بعيدة كثيراً عن الشوارع الرئيسة.
ودخل عيد في مشادة كلامية مع عدد من أفراد
حماس قبل مغادرته المكان، وأكد لهم أن قرارهم خاطئ ولا يراعي ظروفه
وظروف العشرات من نظرائه الباعة الذين لا يجدون مصدر رزق آخر.
والتقط عيد الذي أوقف عربته على بعد نحو
150 متراً من السوق، أنفاسه برهة، فكر أثناءها في مستقبله ومستقبل أبنائه،
لاسيما 'والبلد خالية من أي عمل آخر'، حسب قوله، والتف العديد من الباعة
المتجولين حول عيد وراحوا يتداولون حول ما يمكن فعله لإقناع المسؤولين
بالسماح لهم بالبيع في محيط السوق، إلا أن البائع نافذ مصلح بدا متشائماً
من إمكانية حل المشكلة، بقوله إن الأزمة ليست جديدة وهي قائمة من قبل شهر
رمضان، وإن حماس مصممة على اقتلاعهم من المنطقة.
وقال مصلح إن اللجوء إلى مدراء
حماس والبلدية أمر لن يجدي لأن الأخيرة اتخذت قرارها بإبعادهم عن السوق
منذ أشهر، وانتقد القرار بشدة ووصفه بالجائر، متسائلاً عن المشاكل التي
يسببها وقوف عشرات الباعة في ساحة مغلقة خلف السوق.
وأضاف بحدة أن الأولى بحماس توفير مصدر رزق للباعة قبل اقتلاعهم من الأماكن التي يبيعون فيها منذ سنوات.
ولم يقتنع الشاب مصعب عبد الرؤوف
بالمسوغات والحجج التي ساقتها حماس لإقناعهم بمغادرة المكان، مؤكدا
أن توفير العمل لأشخاص متعطلين عن العمل هو أفضل من أي عمل آخر.
وقال إن الوضع الاقتصادي لهؤلاء الباعة
المطرودين صعب جداً ولا يمكن الاستهانة به، خصوصاً أن غالبية الباعة من
المعيلين لأسر كبيرة كعيد الذي يعيل أسرة من عشرة أفراد.
ويقول عيد إنه إذا لم يعمل يوماً واحداً
فإنه يضطر إلى الاستدانة لتلبية الحد الأدنى من متطلبات أسرته، واصفاً
أوضاعه بعد قرار الطرد بالمأساوية والكارثية.
وفشلت محاولة يائسة من الشاب ماهر عوض
للتسلل بعربته إلى أحد أركان السوق، بعد أن شاهده أحد أفراد مليشيا حماس
وقام بحجز ميزانه، لكن عوض وعد بالاستمرار في التسلل وعدم مغادرة السوق
لأنه موقع رزقه الوحيد ولا يمكنه التخلي عنه.
أما محمد صبحي (25 عاماً) فقد قرر مغادرة
المكان والتجول بين الأحياء السكنية، آملاً بيع عشرات الصناديق المعبأة
بالخضراوات، التي اشتراها على أمل بيعها في السوق.
وتحسر صبحي على أيام شهر رمضان حين كان
مسموحاً لهم البيع بحرية داخل السوق ومحيطها، مضيفا أنه بالرغم من تواجد
مئات الباعة في محيط السوق إلا أنهم لم يتسببوا في إثارة فوضى أو عرقلة
النظام وحركة المرور.