قلق فلسطينى لتزايد حالات الانتحارومحاولته
غزة-ماهرابراهيم
يبدي
علماء النفس والشريعة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية قلقا كبيرا من
الازدياد الملحوظ في حالات الانتحار أو الشروع فيه، وبعضهم يخشى ان تتحول
هذه الجرائم في قطاع غزة والضفة الغربية إلى ظاهرة، وفي الشهرين الأخيرين
سجلت الجهات المختصة حوالي 95 حالة انتحار أو الشروع فية وهى مرشحة
للازدياد باعتبار استمرار الدوافع والأسباب. وسجلت نسبة
محاولي الانتحار من الإناث أعلى من الذكور، وتشير الإحصاءات إلى أن أصغر
محاولة انتحار سناً بلغت أربعة عشر عاماً، فيما بلغت أكبرها سناً سبعة
وخمسين عاماً. وحسب تحقيقات الشرطة الفلسطينية فإن اغلب الدوافع نفسية
بسبب المشاكل الاجتماعية والأسرية نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية. وأيضا
التحصيل الدراسي السيئ لدى طلبة المرحلتين الثانوية والجامعية، بالإضافة
إلى الأزمات المالية، كما أن الوضع الراهن في القطاع وإغلاق المعابر كان
سببا لمحاولتي انتحار طالبتين تدرسان بجامعة في غزة لم تتمكنا من الالتحاق
بأسرتيهما خارج القطاع.
وأما
أدوات الانتحار فتنوعت بين تناول سموم شديدة وحبوب مخدرة وعقاقير شديدة
الخطورة وآلات حادة والسقوط من علو، والحرق. وحسب تقارير الشرطة
الفلسطينية ففد توفيت فتاة (35 عاما) من سكان بلدة سنجل بمحافظة رام الله
والبيرة، بعد شربت مادة سامة «الديتول» التي تستخدم في تعقيم المنازل
الشهر الماضي بقصد الانتحار، وفي جنين شاب دخل المستشفى للعلاج متأثرا
بسموم الفئران التي تناولها لغرض الانتحار. وفي حالة أخرى فإن امرأة دخلت
إلى المستشفى متأثرة بسموم ناتجة عن تناولها مادة «البنزين» مما أدى إلى
حالة تسمم، كما قامت شابة أخرى بتناول مادة «الكلور»، وفي نابلس تمكنت
الشرطة في سابقة تحدث لأول مرة من منع وإفشال محاولة انتحار، فقد ألقت
القبض على مواطن من إحدى قرى جنوب المحافظة متهم بقتل ابنته البالغة من
العمر سنة واحدة، ونجحت الشرطة في منعه من الانتحار. وشهد قطاع غزة عشرات
المحاولات للانتحار في الآونة الاخيرة وهذا يعتبر ارتفاعا كبيرا، ينظر
إليه المختصون بقلق، مؤكدين انه مؤشر خطير يهدد النسيج الاجتماعي في قطاع
غزة وذلك بالقياس إلى أن جريمة الانتحار لم تكن معروفة من قبل، وكانت تسجل
حالات محصورة تماما خلال الأعوام الماضية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها
الفلسطينيون أبرزها الاحتلال والأزمات التي يخنق بها المجتمع الغزي ومنها
الحصار والحرب الأخيرة على القطاع وما خلفته من آثار مدمرة. والملاحظ أن
الانتحار أقدم عليه أشخاص من مختلف الأعمار، أطفال وفتيات ورجال، ويرجع
الدكتور درداح الشاعر أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بغزة، ظاهرة
الانتحار إلى عدة أسباب، أبرزها ضعف الإيمان، ويقول «الشاب أصبح عندما
يواجه مشكلة ما ولا يقدر على مواجهتها، يعتبر الأمر أنه نهاية الحياة
وبالتالي يلجأ للانتحار». وأوضح الشاعر أن هناك بعض الشخصيات مبنية على
بعض المفاهيم المادية، وفي ضوء الظروف المادية الضاغطة لا يستطيعون إشباع
حاجاتهم. الأمر الذي يدفع بهم للشعور بالفشل والاكتئاب ومن ثم محاولة
الهروب من المشكلة عبر الانتحار. فيما طالب الدكتور ماهر الحولي عميد كلية
الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة الشباب بعدم اليأس والتشاؤم من الحياة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/