ضرير يبصر بنور القرآن في تراويح الدار البيضاء
بنور القرآن يَرى وببصيرة الذكر الحكيم يُبصر.. يطرب بجمال كلام الله
ويصدح بجلال آيات الكتاب المعجز.. إنه الشيخ "مصطفى الغربي" الذي يرى بنور
القرآن رغم ضعف بصره الشديد، حيث استطاع بصوته الجميل وتلاوته العطرة أن
يحشد خلفه آلاف المصلين في صلاة التراويح هذا العام بمدينة الدار البيضاء،
العاصمة الاقتصادية للمغرب.
فقد استطاع المقرئ الضرير مصطفى الغربي، الذي يوصف في المغرب بـ"شيخ
القراء"، خلال رمضان هذا العام، أن يسترجع أجواء صلاة التراويح الجميلة
التي ارتبطت باسمه طيلة سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي
خاصة في مسجد الشهداء بالعاصمة الاقتصادية.
تراويح تحاكي الذكريات
وفي تراويح هذا العام، يتوافد حوالي 15 ألف مصل يوميا على مسجد الشهداء
للاستمتاع بقراءة الشيخ الغربي وذلك من مختلف مناطق العاصمة الاقتصادية
ومن المدن المجاورة كالمحمدية والسطات وبرشيد والجديدة.
ولأن المسجد، الذي تبلغ مساحته 3 آلاف متر مربع، يمتلئ عن آخره بقاعتيه
المخصصتين للرجال والنساء، يضطر غالبية المصلين إلى الاصطفاف للمناجاة
والتبتل في تراويح رمضان بالساحات المجاورة للمسجد والتي تصل مساحتها إلى
نحو ثمانية آلاف متر مربع.
وأمام هذا الإقبال الذي تلمسه الجميع وذيوع خبر عودة "مصطفى الغربي"
لتراويح رمضان 1430 بعد أن غاب عنها السنة الماضية، رأى كثير من المصلين
أن تراويح هذه السنة تذكرهم بصلاة التراويح في السنوات الخالية خلال
العقدين الماضيين.
وأجمع عدد منهم في تصريحات خاصة لـ"شبكة إسلام أون لاين" أن الصلاة وراء
الشيخ الغربي تذكرهم ببداية الصحوة الإسلامية والإقبال الكثيف للشباب على
المساجد.
ومن بين هؤلاء "حسن بدر" الذي يقول إن "تراويح رمضان 1430 تحاكي تراويح
ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لأنها مختومة بصوت الغربي، ونحن نستحضر
معها ذكريات جميلة من قبيل: حلاوة التوبة والخطوة الأولى نحو المسجد
والدمعة المنسابة".
ويبلغ الشيخ مصطفى الغربي من العمر 49 سنة وارتبط اسمه بمسجد الشهداء
بمنطقة الصخور السوداء منذ عام 1982؛ حيث كان يؤم المصلين بتراويحها ويقيم
حلقات حفظ وتدارس القرآن.
واستطاع الغربي أن يستقطب عشرات الآلاف من المصلين في تراويح السنوات
الماضية قبل أن يبرز "القراء الجدد" وأصحاب الأصوات الجميلة في الدار
البيضاء والمغرب.
ورغم ضعف بصره الشديد فقد تمكن "الغربي" من حفظ القرآن عن طريق السمع في
ظرف أربع سنوات وفي سن مبكرة حيث لم يتجاوز وقتها الثانية عشرة من عمره،
وبنفس الطريقة ساعد الشيخ ابنه "يونس الغربي" على إتمام حفظ القرآن الكريم
وهو ابن الحادية عشرة.
شيخ القراء
ومصطفى الغربي في نظر الكثيرين هو "شيخ قراء" المغرب؛ لأنه الأسبق في
إمامة تراويح المغاربة بالصوت الشجي، قبل أن يظهر مشاهير الشباب القراء
أمثال عمر القزابري وعبد العزيز الكرعاني وعبد الهادي كنوني.
ويحفظ المغاربة -وأبناء الدار البيضاء خاصة- للشيخ مصطفى الغربي أنه كان
من أوائل الأئمة والقراء الذين حشدوا الآلاف من المصلين في تراويح رمضان،
حيث أثر صوته الشجي بشكل قوي في إقبال الشباب على القرآن والمساجد وخاصة
في رمضان، كما أن كثيرا من المغاربة ارتبط عندهم سماع القرآن بصوت الغربي
الذي يندر أن يخلو بيت من شريط مسموع له.
كما ارتبط الغربي بمدرسة تحفيظ وتجويد القرآن الكريم التي يحتضنها مسجد
الشهداء والتي تخرج فيها العديد من الحفاظ والقراء وأساتذة علم التجويد
ودروس الوعظ والإرشاد.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/