ابو المعتصم المقدسي .. قيادي سابق في القسام .. يهدد بالأمارة والثأر من حماس
/ الشرق الأوسط / كفاح زبون : ربما بات محمود طالب، القيادي السابق في
كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المطلوب الأول لهذه الحركة،
وتضيق الخناق عليه وتلاحقه من بيت لبيت، بعد ان اصبح أحد أبرز قادة
الجماعة السلفية الجهادية في قطاع غزة. وأكدت عدة مصادر في غزة أن أمن
حماس يشن حملة تفتيش واسعة لاعتقال طالب، واعتقلت عددا كبيرا من المقربين
منه، بينما تقوم من آن لآخر بالتحقيق مع ذويه حول مكان وجوده.
واشتدت
الملاحقة بعد التفجيرات الأخيرة في غزة، التي طالت مقرات أمنية لحماس، ردا
على أحداث رفح التي قتلت فيها حماس أحد أبرز زعامات السلفية. وبحسب مصادر
سلفية، فإن حكومة حماس تعتقد أن طالب يقف خلفها.
وكشف
طالب لـ«الشرق الأوسط» بعد أسبوعين من محاولة الوصول إليه، أن الجماعات
السلفية في غزة، تخطط لمبايعة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ولا ينفي
أن جماعته تنوي القصاص من حماس بعد أحداث رفح، معتبرا «إقامة الإمارة
الإسلامية وعد من الله».
وفي
الحديث كشف طالب أن جماعته حاولت اغتيال الرئيس الأميركي السابق جيمي
كارتر، في غزة، ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير، لكن حماس أحبطت
المحاولتين.
وفي ما يلي نص الحديث الذي تم عبر البريد الالكتروني.
* بداية، كيف تعرف بنفسك؟ وإلى أي الجماعات تنتمي؟
ـ أنا العبد الفقير إلي الله أبو معتصم المقدسي، محمود طالب، وانتمي للجماعة السلفية الجهادية أو ما يسميه العامة بـ«جلجلت».
* هل فعلا كنت أحد قادة القسام، ومتى تركت؟.
ـ نعم عملت مع كتائب القسام، وكنت أعمل في الوحدة الخاصة، وتركت العمل بداية دخول حماس في الانتخابات الشركية.
*
قصدك الانتخابات التشريعية؟ ـ قال العلامة في الحديث النبوي، نعيم بن
حماد، إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت
وحدك فأنت الجماعة حينئذ.
* لماذا اخترت السلفية الجهادية؟
ـ
قال صلى الله عليه وسلم: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ
عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم ما عرفتم
في سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ»، فأنا أرى
أن السلفية الجهادية هي ما على سنة الله ورسوله ومن بعده من السلف الصالح.
* هل من راع أو مؤسس لفكرة السلفية في غزة؟
ـ السلفية ليست فكرة بل منهج.
* ما هي الظروف التي ساعدت على نشأة وانتشار هذا الفكر؟ ـ دخول حماس في الانتخابات الشركية.
* كيف ترد على وصفكم بالتكفيريين؟
ـ
دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم عندنا حرام، لا يباح منها إلا ما أباحه
الشرع وأهدره الرسول صلى الله عليه وسلم. ونكفر من كفره الله ورسوله، وكل
من يدين بغير الإسلام فهو كافر ـ سواء بلغته الحجة أم لم تبلغه.
* هل تخططون فعلا لمبايعة أسامة بن لادن؟
ـ نعم فالشيخ أسامة أميرنا وولي أمرنا.
* لماذا بن لادن تحديدا؟
ـ
اعرف الحق تعرف أهله، فالشيخ أسامة عرفناه من أهل الحق، وهذا ما دلت عليه
أقواله وأفعاله وعقيدته الصحيحة ومنهجه الصافي، فهو الشيخ المجاهد الزاهد
العابد، ولو أني من أهل الشعر لأثنيت عليه سرا وجهرا وشعرا ونثرا
* هل تتبعون «القاعدة» إذن؟
نحن
لا نتبع «القاعدة» تنظيميا ولكن نتبعهم في المنهج، وتربطنا بهم العقيدة
الحق. ونسأل الله أن نكون جزءا منهم، ونكثر سوادهم فهم إخواننا ووجبت
علينا نصرتهم وموالاتهم.
* هل بايعتم حتى الآن أيا من المشايخ في الخارج؟
ـ
لم نبايع أي أحد من المشايخ بالخارج مع أننا نعتقد أن المشايخ في الخارج
أمثال أبو محمد المقدسي، وأبو يحي الليبي، وأبو قتادة الفلسطيني، وحكيم
الأمة الشيخ أيمن الظواهري، هم مشايخنا ونتزود من علمهم.
* من أين تتلقون دعما ماليا، وهل هو كاف؟
ـ أقول كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وجعل رزقي تحت ظل رمحي
* هل هناك خطط للتوحد مع بقية الجماعات السلفية؟
ـ
نرى وجوب اجتماع الأمة ـ والمجاهدين خاصة ـ تحت راية واحدة لقوله تعالى:
«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّا
كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ». ونسعى لتوحيد الجماعات في أكناف بيت
المقدس وهذا ما دعا إليه شيخنا أبو محمد المقدسي، ونسأل الله أن يكون ذلك
قريبا جدا.
* هل هناك عدد واضح لعناصر السلفية في غزة؟
ـ
لقد أجبت على السؤال سابقا، ولكن لن أحدد الآن في ظل هذه الهجمة الشرسة
على أبناء التيار السلفي الجهادي، وأقول كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة
بإذن الله.
* كيف أصبحت علاقتك بحماس؟
ـ أصبحت المطلوب رقم واحد في نظر حكومة حماس وأشكل خطرا على الأمن القومي.
* قيل إنهم اعتقلوك مرة لكنك نجحت بالهرب؟
ـ
لم يعتقلني أحد، ولكن كانت هناك مفاوضات لكي أسلم نفسي وننهي النزاعات
الموجودة، ففعلت ذلك حرصا علي حقن الدماء، ولكن لم توف حماس بشروطها فقررت
الهرب وهذا ما حصل بفضل الله.
*هل ستنتقمون لما حل بجماعة جند أنصار الله؟
ـ نحن لن ننتقم، ولكن سنفعل ما يمليه علينا الشرع في القصاص لدماء إخواننا من جند أنصار الله، وشيخنا أبو النور المقدسي.
* هل تعتقد أنكم تشكلون قوة يمكنها مواجهة حماس؟
ـ
إن القوة لله جميعا، فنحن لا نسعى لامتلاك القوة من أجل محاربة حماس
والتنظيمات الفلسطينية، ولكن نسعى لامتلاكها لتكون كلمه الله هي العليا
وكلمه الذين كفروا السفلى، ويكون الدين كله لله. ونحن لن نبدأهم بقتال إلا
بحق الله وسنستخدم سياسة الألف جرح.
* ماذا عن المواجهة مع الاحتلال؟
ـ
إن اعتدى صائل من الكفار على حرمات المسلمين فإن الجهاد عندئذ فرض عين، لا
يشترط له شرط، ويدفع بحسب الإمكان، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا
لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه.
* هل واجهتم مشكلات مع حماس بسبب عمليات ضد الاحتلال؟
ـ
نعم، واجهنا الكثير من المشكلات، وصودرت منا الكثير من الأسلحة والعتاد
والعدة، واعتقل الكثير من مجاهدينا أثناء عودتهم من مهمات جهادية
* قيل إنكم تقفون وراء محاولة استهداف الرئيس الأميركي الأسبق في غزة، جيمي كارتر؟
ـ نعم لقد عملنا على اغتيال الكافر جيمي كارتر والكافر توني بلير.
* لماذا أردتم اغتياله؟
ـ
هذا فرض علينا من الله لقوله: «فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ
إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ»، أي لا عهود لهم. فتوني بلير وكارتر
أيديهم ملطخة بدماء المسلمين، وكان لزاما علينا قتلهم، ولم نجد لهم مخرجا
في الشرع من أن يكونوا أهل صلح أو عهد أو ذمة أو غيرها من أحكام الكفار،
وهذا قول الله فيهم: «كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ
فِيكُمْ إِلا وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى
قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ».
* هل فعلا أحبطت حماس العملية؟
ـ نعم، وحرصت علي أن لا يصاب الكفار بأذى، وتم اعتقال الإخوة المجاهدين الذين خرجوا للمهمة.
* ما هو الرأي الشرعي من وجهة نظرك بحكم حماس في غزة والسلطة في رام الله؟
ـ
نحن نؤمن بأن الجماعات الإسلامية التي تدخل الانتخابات والمجالس التشريعية
هي جماعات بدعية نبرأ إلى الله من أفعالها، كما نؤمن أن العلمانية على
اختلاف راياتها ومسمياتها وأحزابها هي كفر بواح مخرج من الملة، فمن
اعتقدها أو دعا إليها أو ناصرها أو حكم بها فهو كافر مشرك، مهما تسمى
بالإسلام وزعم أنه من المسلمين.
ونؤمن
أن الحاكم بغير ما أنزل الله وطائفته المبدلين للشريعة هم كفار مرتدون،
والخروج عليهم بالسلاح والقوة فرض عين علي كل مسلم، ونؤمن أن الديمقراطية
فتنة العصر تكرس ألوهية المخلوق وحاكميته، وترد له خاصية الحكم والتشريع
من دون الله، فهي كفر أكبر مخرج من الملة فمن اعتقدها بمفهومها هذا أو دعا
إليها أو ناصرها أو حكم بها فهو مرتد مهما انتسب إلى الإسلام، وزعم أنه من
المسلمين.
* اتهمتكم حماس بأنكم على علاقة بسلطة رام الله؟
ـ
نقول لهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. فهذه اتهامات باطلة تريد حماس
منها تبرير قتل إخواننا المجاهدين واستباحه دماء ونحن براء من هذه التهم
كبراءة الذئب من دم يوسف، ونقول لحماس لسنا نحن من يتواصل ويزور ويوالي
الطواغيت والكفار والمرتدين والروافض.
*
ووصفتكم بأنكم ضالون ومفسدون وتأخذون القانون باليد عبر تفجير مؤسسات
ومحال؟ ـ هل أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضلال وفساد، وهل تفجير
أماكن الفساد والرذيلة حرام شرعا، وتفجير المساجد وقتل المسلمين حلال شرعا
عند حماس.
* والآن هل انتهى حلم الإمارة الإسلامية؟ وهل يمكن فعلا إقامتها؟
ـ
هذا ليس حلما، ولكنه وعد من الله ورسوله في الحديث الصحيح، إنه ستكون فيكم
خلافة راشدة علي منهاج النبوة. أما حول إقامتها، فبإذن الله سنقيم الخلافة
بعز عزيز أو بذل ذليل، عزٍ يعز الله به الإسلام وأهله، وذلٍ يذل الله به
الشرك وأهله وكانت بداية ولادة هذه الإمارة ما قام عليه شيخنا أبو النور.