البشر حيوانات تجارب في مفاعل ديمونة!
( كتب / أيمن عبد العزيز) هذه
الفضيحة الجديدة كشفت عنها النقاب منذ أيام صحيفة هآرتس الإسرائيلية,
حيث أعلنت أن عاملا سابقا بمفاعل ديمونة النووي بصحراء النقب, رفع دعوي
قضائية منذ أربعة أشهر أمام محكمة العمال الإسرائيلية ببئر سبع اتهم فيها
إدارة المفاعل بإجباره مع4 آخرين من زملائه عام1998 علي التطوع بشرب
اليورانيوم في إطار تجربة للكشف عن كيفية تخلص الجسم من اليورانيوم عن
طريق البول. ووفقا لأوراق الدعوي فإن العامل جوليوس ماليك والحاصل علي
درجة الماجستير في الكيمياء من جامعة بار ايلان, ويحمل درجة علمية أخري
في الهندسة والإدارة الصناعية من جامعة بن جوريون كان يعمل بالمفاعل
لمدة15 عاما ــ قبل أن يتقاعد عام2008 كشف أن تلك التجربة أجريت بدون
موافقة كتابية من العاملين ودون تحذيرهم من المخاطر أو التأثيرات الصحية
الجانبية للتجربة, وهو ما يخالف إعلان هلسنكي الخاص بإجراء التجارب
العلمية علي البشر.
وتشير
أوراق الدعوي إلي أن العاملين الخمسة الذين شملتهم التجربة تم إعطاؤهم
عصائر تحتوي علي اليورانيوم ليشربوها وطلب منهم بعد ذلك عينات من البول
لتحليله لمعرفة كيفية تخلص الجسم من اليورانيوم من خلال البول. وقد أجبر
جوليوس ماليك علي التقاعد بعد أن هدده المدير السابق للمفاعل إسحاق
جوريفيتش ومدير الموارد البشرية جاري أمال بالفصل ما لم يتقدم
باستقالته. ويطالب ماليك منشأة ديمونة بتعويض قدره1,8 مليون شيكل لأنه
اجبر من قبل إدارة المفاعل علي المشاركة في التجربة هو وزملاؤه الاربعة
دون أية ايضاحات للمخاطر الصحية للتجربة عليهم, وبدون أي إشراف طبي,
وقد اضطر ماليك للمشاركة حرصا علي وظيفته ومستقبله بالمفاعل.
ورغم
أن ماليك وزملاءه من العاملين لم يتلقوا أية نتائج للتجربة إلا أن مقالة
بحثية عن التجربة تم نشرها بالمجلة العلمية فيزياء الصحة بإشراف مجموعة من
الباحثين برئاسة د. زئيف كارباس ود. آفي لوربر مديري معمل التحليل
الكيميائي بمفاعل ديمونة وتضمنت المقالة أسماء العاملين الخمسة الذين
اخضعوا للتجربة بدون اخذ موافقتهم أيضا. ووفقا لأوراق الدعوي فإن د.
كارباس ود. لوربر اخبرا ماليك بعد وقت طويل من إجراء التجربة أنه لم يكن
مفترضا أن تكون خطرة, كما أنهما خدعاه وافهماه أنهما بدورهما قد شاركا
في التجربة نفسها, وبالتالي لاداعي لإثارة زوبعة في فنجان...
كما
تشير الدعوي أيضا إلي أن ماليك شكا من أن رؤسائه بالمفاعل لم يسجلوا أية
بيانات عن مشاركته بتلك التجربة في سجله الطبي, ولم يشر سجله كذلك إلي
الحرق الذي أصيب به عام1998 مازال ظاهرا في يده ــ نتيجة ملامسته كمية
صغيرة من اليورانيوم وغيره من المواد, وتلقي ماليك علي اثر ذلك علاجا
غير كاف, كما انه اكتشف بالمصادفة أن تلك المواد الخطرة لم يتم ذكرها في
التقرير الطبي لإصابته. وكشف ماليك أيضا انه وبحكم عمله السابق في معمل
التحليلات الكيميائية بمفاعل ديمونه, ومسئول عن تقييم الأضرار المحتملة
علي العاملين في حالة تعرضهم لمواد خطرة, قد حذر في مذكرة داخلية لإدارة
السلامة بالمفاعل من أن العاملين الذين يتعرضون للمواد المشعة نتيجة حوادث
بالمفاعل لا يتلقون علاجا طبيا مناسبا.
وأوضحت
أوراق الدعوي أيضا أن ماليك أخبر محاميه أن تلك الممارسات هي عملية
منهجية, وأنه نتيجة لمحاولاته لتحسين مستوي السلامة والخدمة الصحية
بالمفاعل اعتبر مثيرا للمشكلات, وتم نقله إلي وظيفة أخري لا تتناسب مع
مؤهلاته, ونتيجة التهديد بفصله اضطر في النهاية للاستقالة, ووقع علي
اتفاق يفيد بأنه لم يحدث معه أي شيء يختلف عن غيره من المتقاعدين
بالمفاعل. لجنة الطاقة النووية في إسرائيل أصدرت بيانا أوضحت فيه أن
التجربة أجريت طوعا علي العاملين بالمفاعل, وأن منشأة ديمونة تعتبر
سلامة وصحة العاملين فيها علي قمة أولوياتها.