يعيش الإنسان شعورا بالغربة في بعض الأحيان ...
فهو و إن كان محاطا بالكثير من الناس...بالكثير من مظاهر الحب...
بالكثير من النجاحات...إلا أنه يظل يشعر بأنهوحيد في هذا العالم...
وحيد في التفكير...وحيد في الإحساس...وحيد في الدنيا...فالحب الذي يريده لا وجود له...
و الشعور بالطمأنينة الذي يبحث عنه...لا يكاد يحصل عليه...
و التفاؤل..والأمل..يبدوان و كأنهما شمس غاربة..
لا تلبث أن تموت..و أن تختفي عن سمائنا..
هذا الشعور بالغربة يتمكن منا عندما نتذكر بعض من غابوا عنا...
فما بالنا أن يكون هذا الغائب أبا..أو أن يكون
أما..أو أن يكون أخا عزيزا ...
نتذكر هذا الغائب ..فنبكي..نتذكره فنحزن..
نتذكره فتموت بداخلنا كل مباهج الحياة ..و بهارجها..
نتذكر هؤلاء الأحباب ..فتطفو صورهم "الغائبة"فوق كل شيء..و يتلاشى أمام أحزاننا كل شيء...
و تموت داخل مشاعرنا كل مظاهر الحياة الجميلة..
غير أن الحزن وحده لا يكفي ..و الأمل وحده لا يكفي..
و الصبر وحده لا يكفي..
فالغائب ذهب ولن يعود ..و الحزن و الألم..و الأمل..لا يستطيعون أن يعيدوا إلينا بهجتنا مع من فقدنا ...
.:.
الشيء الوحيد الذي يعيدهم إلى نفوسنا فيملؤها اطمئنانا ..
هو أن نتذكرهم بالوفاء لهم و تجسيد وصاياهم في حياتنا...
وعندما نكون صورة أمينة لما تمنوه لنا ..فإننا نجسد بذلك وفاءنا
لهم وحبنا لكل ما غرسوه فينا ...
و تمنوه لنا .