مرحلة جديدة بدأت
بقلم: روحي فتوح
حتى
لا يكون هناك تناقض بين نتائج المؤتمر الحركي العام السادس، التي أفرزت
لجنة مركزية جديدة، وما تبعها من إستكمال بنية اللجنة التنفيذية في الدورة
الطارئة للمجلس الوطني، وما بين تنفيذ المهام الملقاة على عاتق القيادتين
بالرغم من صعوبتها. ندرك أن الحمل ثقيل، ولكن النتائج الإيجابية المزدوجة
للحركة والمنظمة، رسمت مبكراً إمكانية ضبط إيقاع العمل المشترك بين
القيادتين. ولم يعد من الصعب وضع الخطط التي تتصدى لصعوبات القادم،
ومعالجة سلبيات الماضي. فمرحلة جديدة بدأت، يجب أن يُقدم لها الدعم اللازم لإنجاحها.
فمطلوب بداية، إعادة تقييم للمرحلة السابقة، وتشخيص
علاتها وسلبياتها، والثغرات التي تفشت أثنائها، ووضع المعالجات التي لا
تعيدها إلى الساحة الوطنية مجدداً. والتركيز على لملمة البيت الوطني
الفلسطيني بكل مكوناته الفصائلية والمستقلة.
الرأي
العام، يراقب بجدية غير مسبوقة تحرك القيادتين بالرغم من حداثة إنتخابها.
كما أنه يرصد بدقة التصريحات التي تصدر عن أي من القيادتين. وهذا يعني أن
هناك آمالاً كبيرة معلّقة على دور القيادة الفلسطينية مجتمعة. الشعب
الفلسطيني في الوطن والشتات ينتظر من قيادته معالجة كل أزماته وقضاياه
الوطنية والمصيرية.
* * *
على
القيادة أن تُنهي حالات الخصومة، وإغلاق ملفات الخلافات البينية، والتطلع
إلى المستقبل بقيادة جماعية، والتخلي عن العقلية التي سادت لسنوات، التي
نتمنى أنها بادت بعد النتائح المحترمة للمؤتمر الحركي العام، وإجتماع
المجلس الوطني في دورته الطارئة.
فالقائد
عليه أن يتحلى بالشجاعة، وبمناقبية الفرسان. ولا يجوز لأي قائد فلسطيني أن
يستمر في التمسك بالمواقف المسبقة، أو أنه دائماً على حق، وغيره على باطل.
فعقلية الإستبداد مرفوضة ، والغرور مرفوض، والإبتعاد عن الناس مقتل له.
فحذارِ من القائد المتعالي، المفتون بذاته، والمأخوذ بعزة الإثم. حذارِ من
هذا النوع، فالقائد الحقيقي من يتعايش مع هموم الناس ويعمل لمعالجتها، ولا
يميز بين هذا وذاك إلا بمقدار أولوية الإستحقاق. وحذارِ للقيادة أن تعيش
مع الأوهام أو مع التقييمات الخاطئة أو التقارير الكاذبة. وعليهم الإقتراب
من الناس، وكلما غاصوا أكثر في عمق المجتمع وقاع المخيمات والريف والمدن،
يحققون النجاح القيادي الذي يصفق له الناس ويقدرونه ويحترمونه، ويجعلهم
مطمئنون على حياتهم ومستقبلهم، وأكثر قدرة على تقديم الدعم والتعاون.
وستكشف
المائة يوم الأولى من عمر القيادة الفلسطينية الجديدة أو المجددة، مدى
جديتها وتعاملها مع الأحداث والوقائع اليومية للحالة الوطنية في الوطن
والشتات. وبالتأكيد لن تكون المائة يوم الأولى هي المقياس النهائي
لقدرتها، ولكن ستعطي الرأي العام الذي يراقبها ويرصد
أعمالها المؤشرات الأولى على مدى جديتها وقدرتها في تحمل أعباء ومهام
القيادة الوطنية الفلسطينية. فالناس متفائلة ومستبشرة بالخير، ونتمنى أن
لا يخيب ظنهم. واللّه من وراء القصد.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/