ليس كل من يقرأ ببطئ يفهم أكثر
بإمكانك أن تزيد سرعة قراءتك 50% بدون أن يتأثر فهمك
تزايدت أهمية القراءة السريعة وأصبحت من الأمور المطلوبة في عصرنا الحاضر؛ لأنها توفر الكثير من الوقت، وعليه فقد ظهرت العديد من الكتب والدراسات المتخصصة التي تبارت في تقديم أفضل وأسرع الطرق فى أساليب القراءة السريعة، والتي أصبحت من الحاجات الملحَّة في عصر يتميز بالتدفق الهائل للمعلومة؛ مما أوجد الحاجة إلى معرفة طرق جديدة وسريعة للحصول على المعلومة.
وقد أثبتت الأبحاث أنَّ الشخص العادي يستطيع أن يُحدث تحسنًا يتراوح فيما بين 50% إلى 100% في سرعته في القراءة دون أن يفقد شيئًا من فهمه للمعاني التي يقوم بقراءتها، وثبت أيضًا عدم صحة الاعتقاد الشائع بأن مَن يقرأ ببطء يفهم أكثر، بل على العكس يتفوق سريع القراءة عليه بأنه يحصل على أفكار ومعلومات أكثر ممن يقرأ ببطء في وقت محدد، ويتيح التمرين على القراءة السريعة والتعليم المتسارع وتدريب الذاكرة للمرء أن يقرأ أسرع من المعتاد بنسبة تتراوح من 5 : 10 مرات.
تدريبات القراءة السريعة
وتذكر الدراسة التي نشرها موقع (الحصن النفسي) على الإنترنت عدة طرق للتدريب على القراءة السريعة، وهي:
1- إجبار النفس على القراءة السريعة، ومحاولة بذل مجهود أكبر في هذا الصدد، وتنصح بالبدء من اليوم في إجبار نفسك على القراءة بسرعة، مع العلم بأنك لن تفهم كل ما تقرأ، ولكن بالتمرين اليومي ستتعلم بسرعة أن تلم الأفكار بطريقة خاطفة، وسوف تحدث أخطاء، وهذا شيءٌ طبيعيٌ في البداية، فلا تهتم بالأخطاء واستمر في التمرين، ثم اقرأ الموضوع نفسه بسرعة مرتين أو ثلاث إذا لزم الأمر للحصول على الأفكار الرئيسة وبعد ذلك اقرأ بعناية للوقوف على التفاصيل.
2- احرص على قراءة العبارات والجمل ولا تقرأ الكلمات، فمن الأخطاء الشائعة أن تقرأ مثل الكثير من الناس الذين ينطقون بالكلمات بتحريك شفاههم، ويجب عليك ألا تحرك فمَك أثناء القراءة، فعليك أن تتعلم أن تقفز من عبارة إلى أخرى ومن جملة إلى جملة، وثق أن الجمل التالية ستوضح النقاط التي تظل غامضةً.
3- اقرأ للوقوف على المعاني لا الكلمات، وحاول أن تتوقع أثناء القراءة معرفة ما يريد المؤلف أن يقوله، وبعد ذلك ما عليك إلا إلقاء لمحة سريعة على المكتوب بالدرجة التي تكفي فقط لكي ترى ما إذا كنت مصيبًا أم لا، ثم عدِّل توقعاتك متى كان ذلك ضروريًّا.
4- تعلم أن تقفز في القراءة، وضع علامات على النقاط البارزة، ولا تخش من أن تقفز على بعض العبارات والجمل ما دمت قد حصلت على نبذة عامة عن الأفكار المكتوبة.
5- اختبر نفسك من حين لآخر؛ لترى مدى ما أحرزته من تقدم في سرعة القراءة، وذلك بحساب عدد الكلمات التي تستطيع قراءتها في الدقيقة الواحدة.
اقرأ كتاب في دقيقة!!
هل بإمكان دماغنا الذي لا نستخدم من سعته المعلوماتية سوى نسبة 5- 7% فقط أن يبدأ بالعمل بشكلٍ أنشط ويقرأ كتابًا كاملاً خلال دقيقة واحدة..؟ الإجابة: نعم، فببساطة كما يقول موقع (النبأ المعلوماتي) إن العلماء يرجِّحون أن ذلك بالإمكان إذا ما كان الشخص قادرًا على العمل بالوسائل الحديثة للمعلومات والقراءة السريعة والتعليم المتسارع وتدريب الذاكرة، فالعديد من الروس على سبيل المثال أصبح يقرأ بـ 5: 10 مرات أسرع من السابق, وتعتبر سفيتلانا أرخيبوفا التلميذة بالصف العاشر في موسكو خير مثال على إمكانية تحقيق ذلك فبإمكانها معرفة محتويات كتاب من 865 صفحة خلال دقيقتين، وتمَّ إدراجها في موسوعة جينيس للأرقام العالمية!.
وقد وصلت سرعة القراءة لدى هذه التلميذة عند تسجيلها الرقم القياسي العالمي 550 ألف حرف في الدقيقة، بينما تبلغ لدى القارئ العادي 60 حرفًا في الدقيقة، ويقتضى الوصول إلى نتيجة كهذه اللجوء إلى طريقة القراءة السريعة التي ابتكرها عالم النفس الروسي أوليج أندرييف.
طريقة القراءة السريعة
وسر هذه الطريقة يكمن في تجاوز النواقص العادية, ففي البداية يجب أن نتعلم عدم العودة بعيوننا ناحية ما قرأناه، وكذلك عدم الهمس؛ لأنَّ ذلك يبطئ القراءة، ووضع العالم أيضًا المعادلة الأفضل لتلقي المعلومات والتى يبدو المقروء بواسطتها وكأنه ينتشر في الوعي ضمن خطوط ويمكن تذكره بسهولة.
ومن المدهش للوهلة الأولى أنَّ المادة عندما تُقرأ بسرعة يتم استيعابها بشكلٍ أفضلٍ، وهنا بالذات قيمة ناو- هاو التي تعود للعالم الروسي، ويعد هذا الأمر نتيجة طبيعية جدًا، كما يوضح المبتكر وذلك لأنَّ القدرة على الإدراك تنمو بفضل تنشيط الفكر.
يقول أوليج أندرييف الذي درس بعمقٍ كافة برامج القراءة السريعة الموجودة حاليًا في العالم: ليس لبرنامجنا مثيل آخر، ولعل ما يؤكد كلامه هو أنَّ الكتاب الذي وضعه قد تمَّت ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، ويندهش الاختصاصيون الأجانب من وجود برنامجٍ فريدٍ كهذا في موسكو؛ فهذا البرنامج بفعاليته يتفوق على طرق القراءة الدينامية الأمريكية التي هي بإمكان القليلين.
وحسب طريقة أندرييف، تبدأ عملية تدريب الذاكرة ورفع مستوى القراءة السريعة إلى حدود عشرة آلاف حرف في الدقيقة، وهذه الطريقة تمثل المرحلة الثانية في تعلم القراءة السريعة على طريقة أندرييف، وبتنفيذ تمارين بسيطة باستطاعة الشخص أن يعيد تحويل الوعي لديه وأن يتوصل إلى نتائج عالية من الممكن أن تصل لقراءة 20 ألف حرف في الدقيقة وبسرعة كثيفة كهذه، أما المرتبة الثالثة فهي فهم محتويات صفحة كاملة خلال ثانية واحدة.
ويحصل الطلاب في فرع المراسلة التابع لأندرييف وكذلك سكان المدن أو القرى الأخرى والبعيدة عبر البريد على كاسيتات أو أسطوانات تحمل دروسًا لمدة 20 دقيقة.
ويشتهر مركز القراءة السريعة في موسكو جدًا في أوساط التلاميذ والطلاب بسبب الطرق الفريدة المعتمدة للإعداد للامتحانات وتقديمها، فتلاميذ أندرييف يفدون إلى الامتحانات بروحٍ معنوية مرتفعة ويحصلون على درجات امتياز دائمًا.