اسرائيل شرعت في إعادة ترسيم حدودها الشرقية وتحاول السيطرة على المنطقة بين مسار الجدار وخط هدنة 1949
المصدر : القدس المقدسية
التاريخ :27/8/2009
اكد
معهد الابحاث التطبيقية - القدس «اريج» ان اسرائيل تحاول السيطرة على
الاراضي الفلسطينية الواقعة غرب جدار الفصل وهي المنطقة بين خط الجدار وخط
الهدنة للعام 1949 او ما يطلق عليه الخط الاخضر .
جاء
ذلك خلال تقرير مطول للمعهد اسند بالعديد من الخرائط والجداول وقال " انه
على أرض الواقع, تبلغ مساحة الاراضي الفلسطينية التي سوف يتم عزلها ما بين
الجدار الفاصل وخط الهدنة للعام 1949 (الخط الاخضر) 733 كلم مربع, أي ما
نسبته 13% من المساحة الكلية للضفة الغربية هذا بالاضافة الى ضم 107
مستوطنة اسرائيلية تضم أكثر من 80% من عدد المستوطنين الاسرائيليين
القاطنين في المستوطنات الاسرائيلية في جميع انحاء الضفة الغربية المحتلة
وهو عكس ما تدعيه اسرائيل بان الهدف من وراء بناء الجدار الفاصل في
الاراضي الفلسطينية المحتلة يعود لاسباب أمنية بذريعة حماية المواطنين
الاسرائيليين, واشار الى انه " في تحليل للغطاء الطبيعي للاراضي
الفلسطينية المعزولة غرب الجدار, يظهر بشكل واضح بان اسرائيل قامت و بشكل
متعمد وتكتيكي بانتزاع اكبر قدر ممكن من الاراضي الفلسطينية, الزراعية
منها والغابات والمناطق المفتوحة مع اقل عدد ممكن من التجمعات الفلسطينية
هناك حيث تسعى اسرائيل الى دفعهم للخروج من مناطق سكناهم في منطقة العزل
بشكل طوعي بعد تضييق الخناق عليهم من خلال اجراءات العبور عبر البوابات
الجدارية للوصول الى مناطق المدن الرئيسية حيث الخدمات, الامر الذي يدفع
بالعديد من السكان الفلسطينيين الى نقل سكنهم الى مراكز المدن وبالتالي
ترك الاراضي الزراعية مباحة للمستوطنين الاسرائيليين
هل تجمع نيريت هو البداية ؟؟؟
واشار
التقرير بهذا الاتجاه الى تجمع نيريت الاسرائيلي غرب الخط الاخضر (خط
الهدنة للعام 1949). ووفقا لمركز الاحصاء الاسرائيلي للعام 2007, يبلغ عدد
القاطنين فيها 1,100 اسرائيلي. تم اقامة تجمع نيريت في العام 1981 وتوسعت
مساحتها خلال الاعوام 1986, 2000, 2004, 2006 و 2009 على التوالي لتتغلغل
داخل الاراضي الفلسطينية الامر الذي عمل أيضا على زيادة عدد السكان
الاسرائيليين القاطنين فيها.
توسيع رقعة تجمع نيريت الى داخل الاراضي الفلسطينية
واوضح
معهد اريج في تقريره الى سكان تجمع نيريت الاسرائيليين انفسهم قد فوجئوا
من قرار السلطات الاسرائيلية الذي يقضي بتوسيع رقعة تجمعهم ليمتد الى داخل
اراضي الضفة الغربية المحتلة وذلك من خلال بناء حي سكني جديد أطلق عليه
اسم "نوف هشارون" و الذي بحسب الادعاءات الاسرائيلية سوف يتبع مستوطنة
الفيه ميناشيه الواقعة شمال شرق الحي الاستيطاني الجديد.
هذا
وقد ابدى سكان تجمع نيريت الاسرائيلي رفضهم القاطع للانضمام للبرنامج
الاستيطاني الاسرائيلي داخل الضفة الغربية المحتلة باعتباره جزءا من
الاحتلال الاسرائيلي. ووفقا لذلك، فقد قام سكان تجمع نيريت الاسرائيلي
بتقديم التماس الى السلطات الاسرائيلية المختصة تطالبهم بالوقف الفوري
لكافة المخططات والاجراءات الميدانية لتوسيع تجمعهم ليمتد الى داخل
الاراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا
ورغم المعارضة الشديدة لسكان تجمع نيريت للمخطط المقترح من قبل السلطات
الاسرائيلية، فقد شرعت الجرافات الاسرائيلية بتجريف وتجهيز الارض المخصصة
لتوسيع التجمع وبناء الحي الجديد "نوف هشارون" حيث تم بناء حتى تاريخ
التقرير 42 بناية جديدة داخل اراضي الضفة الغربية المحتلة.
وشدد
التقرير الى ان اسرائيل تقوم باستغلال وضع المساحات غير الماهولة بالسكان
وضمها الى اسرائيل وذلك باتباع نفس النمط الذي تم فيه بناء المستوطنات.
غير ان اسرائيل هذه المرة تسعى الى ربط المستوطنات الاسرائيلية في الضفة
الغربية بالمدن والتجمعات الاسرائيلية المحاذية للخط الاخضر في مسعى منها
الى تقويض وضع الخط الاخضر واعادة ترسيمه ليتناسب مع ما تفرضه على الارض
من وقائع مثل الجدار الفاصل والذي تسعى اسرائيل من خلاله الى ترسيم الحدود
الشرقية لها ضمن ما تقوم به من خطوات احادية الجانب لفرض رؤيتها ومخططاتها
على عملية السلام.
وان
قرار دولة الاحتلال الاسرائيلي باقامة الجدار الفاصل في الاراضي
الفلسطينية المحتلة يهدف اساسا لنهب اكبر مساحة ممكنة من اراضي المواطنين
الفلسطينيين و فرض واقع جديد على الارض يقضي بعزل 733,000 دونم من اراضي
المواطنين الفلسطينيين تقع بين الجدار الفاصل والخط الاخضر حيث, ستكون في
المستقبل و بحكم الامر الواقع و فرض الوقائع على الارض, جزءا من دولة
الاحتلال الاسرائيلي علما بان الاراضي المعزولة تعتبر من اخصب الاراضي
الزراعية الفلسطينية حيث يمنع اصحابها من الوصول اليها الا بعد استصدار
تصريح خاص من الادارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي مع ملاحظة
ان المخطط الاسرائيلي لتوسيع تجمع نيريت الاسرائيلي لتمتد الى داخل الضفة
الغربية المحتلة و ربطها مع مستوطنة "الفيه مينيشيه" لا يعدو كونه خطوة
لفرض الواقع على الارض من خلال السيطرة احادية الجانب على منطقة العزل
الغربية ( الاراضي الفلسطينية المعزولة بين الجدار الفاصل و بين الخط
الاخضر).
ونوه
التقرير بأن المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون داخل المناطق المعزولة
ينتشرون على 3.5 % فقط من مساحة منطقة العزل الغربية حيث يخضعون لسيطرة
الادارة المدنية الاسرائيلية التي من جهتها تفرض قيودا عديدة على تنقل
العمال واصحاب هذه الاراضي للوصول اليها وادخال المعدات الزراعية للعناية
بالمحاصيل واستصلاح الاراضي الامر الذي يحد بشكل كبير من القدرة على
الزراعة في تلك المناطق.وقد ضاق بهم ذرعا من الاجراءات والقوانين المجحفة
التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي باذرعها المختلفة و التي تمس
حقوقهم الطبيعية في العيش والتنقل بحرية وزراعة اراضيهم بالاضافة الى
حقوقهم في العمل والوصول الى الاماكن المقدسة للعبادة والتي اصبحت عبارة
عن حزمة من الانتهاكات الاسرائيلية الممنهجة لحقوق المواطنين الفلسطينيين
و التي تتعارض بشكل مباشرمع الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني في
اوسلو والذي يشترط حرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين وعدم قيام اي جانب
باتخاذ اية اجراءات من شانها احداث تغييرات على ارض الواقع تؤدي الى
التلاعب بمعطيات القضايا العالقة والتي سيتم بحثها في مفاوضات الحل
النهائي.
كما
شدد معهد اريج على ان كل ما تقوم به اسرائيل من اجراءات بحق الفلسطينيين
يعتبر من ضمن الانتهاكات الصارخة التي تنتهجها اسرائيل تجاه الفلسطينيين و
تعتبر ايضا انتهاكا صريحا لحقوقهم المدنية و مخالفة لجملة من قواعد
القانون الدولي والانساني وخرقا للعديد من الاتفاقيات و العهد الدولية
المتعلقة بحقوق السكان ومنها المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام
1949 والتي تنص على انه يحظر على القوة المحتلة ان تقوم بنقل جزء من
سكانها الى الاراضي التي احتلتها بالقوة العسكرية".والمادة 23 من اتفاقة
لاهاي و التي تنص على انه يحظر على القوة المحتلة ان تقوم بهدم او مصادرة
املاك المواطنين الذين وقعوا تحت الاحتلال باستثناء وجود الضرورة العسكرية
الملحة لذلك".والقرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي التابع للامم
المتحدة( 237-1967) ، (271-1969)، (446-1979)، (452-1979)، (465-1980) قد
دعت اسرائيل لوقف كافة الاجراءات التي اتخذتها على الارض و التي من شانها
تغيير الوضع الجغرافي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما في ذلك
مدينة القدس.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/