بقلم : وضاح الزقزوق
نائب رئيس مجلس الشباب الفلسطيني
اللهم
إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، كنت واحداً من ملايين الناس ،
فلسطينيين بالدرجة الأولى ،وعرب و أجانب بالدرجة الثانية يتابعون بجد
وحذر المؤتمر العام السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، و بكل
انتباه و ساعة بساعة عبر كل الشاشات و الفضائيات التي أطلت علينا من بيت
لحم المسيح عليه السلام ، الذي ما إنفك شهيدنا الرمز أبو عمار يقول عنه ،
المسيح الفلسطيني نعم بمدينة المسيح عليه السلام عقدت فتح مؤتمرها السادس
الذي طال انتظاره و سمعنا الكثير عبر هذه الشاشات و الاستضافات و
التحليلات ، فمنها ما كان محط فخر و منها ما كان مهبط للهمم و منتظر
الفشل ، و رأينا جميعا فتح و قد جاءت بالشعب الفلسطيني كله ، تمثيلا
قطاعيا وجغرافيا فجاءت بالشتات واللجوء والاغتراب ، وجاءت بالضفة بكل
مدنها ومخيماتها وريفها ،وجاءت بغزه هاشم المكلومه التي تأن من جراح معركة
صفين والجمل .
وجاءت بالفقراء و المسحوقين ، الفلاحين والطلاب والعمال والمدرسين ورؤساء
الجامعات ، وجاءت بالموظفين والطبقات الوسطى وأيضا جاءت بالأغنياء والتجار
والملاك وفوق هذا كله جاءت بالعالم حضوراً ومتابعة.
جاءت
بالصين وروسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ، جاءت بالدنيا ، ولذلك قررت أن
اكتب ما طاف به ذهني على مدار أيام المؤتمر، وتابعت الوقائع والجلسات
والمؤتمرات الصحفية وقررت أن أكون صريحا مع نفسي بعيدا عن الفئوية الضيقة
واعبر عما يجول في خاطري ،ولأن الحدث كان كبير جدا ويستحق الكتابة
والمكاشفة ، ولأن أوضاع فتح الداخلية جزءاً منا وتجربتها تستحق الوقوف
والتمحيص فهي تجربة مليئة بالعبر والاعتبارات ، وأن ما جرى في مؤتمر فتح
كان مكاشفةً علانية وجريئة ، فقد شرعت فتح أبوابها لكل الدنيا ووضعت نفسها
ليس فقط للنقد الذاتي بل للنقد والتمحيص من كل الاتجاهات ، والمراكز
الاعلاميه والفكريه والسياسية ، وأشبعت تحليلاً ونقداً وهذه حقيقة لا بد
من الإقرار بها واحترامها بصرف النظر عن كل الملاحظات ، وهذا أولاً .
ثانيا : كشف مؤتمر فتح وبما لا يقبل الشك أزمة القوى الأخرى من أقصى
يسارها الى أقصى يمينها ، فلم نسمع عن مؤتمرات لباقي القوى الفلسطينية جرى
فيها مكاشفه لأوضاعها الداخليه لا في فضاء العالم كما جرى مع فتح ، ولا
حتى في فضاء فلسطين التى أقول أن من حق الشعب الفلسطيني أن يشاهدها تناقش
أوضاعها وتصحح أخطاءها ، لأنها بالأصل انطلقت من اجل فلسطين وشعبها ، فهي
اليوم مطالبه أكثر من أي وقت مضى بوضع أوضاعها أمام الجماهير ، لان الشعب
صار يعرف جيدا كيف يحاسب وكيف يكافئ ، فقد ولى زمن الكوته وجاءت صناديق
الحق والحقيقة.
ثالثا : حجم المؤتمر الذي أثير حوله اللغط وقيل فيه الكثير ، وقد يكون بعض
هذا اللغط محقاً ، ولكن مؤتمر فتح كان بلا شك مؤتمر تمثيلي حاشد واقرب ما
يكون مهرجان شعبي وجماهيري مثل به الشعب الفلسطيني وفئاته الاجتماعية
، وانتخبوا قيادة وحاسبوا ، وبصرف النظر عن الرضا النسبي ، فالكمال لله وحده عز وجل.
رابعا : علمت حركة التحرير الوطني كل القوى الفلسطينية ، ولا أبالغ حين
أقول علمت قوى التحرر والأحزاب العالميه ، المكاشفة والنقد والمحاسبة
والمزاحمة والانتخابات الحره ،وأمام الأصدقاء والأعداء ، واتخذت قراراتها
بعيداً عن التأثير من أي كان ، فقد احتجت إسرائيل على بعض قرارات المؤتمر
وكذلك فعل بعض منا.
خامسا : عقدت فتح مؤتمرها رغم كل محاولات المنع والعراقيل من قبل قوى
إقليمية وفلسطينية للأسف ، ولكن عقد المؤتمر وصار واقعاً مرسماً على الأرض
وناقش المؤتمر أهم ملفين ، الداخلي والخارجي ، وأعادت فتح هويتها التي
ربما كانت متماهية وغير واضحة والتي كانت قد وصلت عند رأي البعض حد
التشكيك ، وقالت بالصوت والصوره ، دولة فلسطينيه بحدود الرابع من حزيران
1967 والقدس في القلب منها عاصمةً أبدية للدولة العتيدة ، وقالت بحق
العودة والتعويض حسب القرار الأممي 194 ، وفي الملف الداخلي قالت لا سلاح
لحسم الخلاف والحوار هو الاساس ، والانتخابات نتيجه طبيعيه للحوار ،
وحسماً للتشكيك لا عوده للمفاوضات مع الاسرائيلين دون الوقف الكامل
للاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية بمن فيها القدس ، وعليه أقول أن هذا
أساس صالح وقاعدة متينة تتوحد عليها كل القوى الفلسطينية ، وقاربت فتح
المسافات بين كل القوى بمن فيهم حماس عندما عادت التاكيد على كل أشكال
المقاومة المشروعة من اجل دحر الاحتلال ، رغم علمنا الاكيد بانها كانت اول
الرصاص ، وام الشهداء والأسرى والمناضلين ، وقائدة الانتفاضات ، وحركة
الشهيد الرمز ابو عمار ، وحركة قائد ألانتفاضه الثانية القائد الكبير
الأسير مروان البرغوثي ، وحركة الآف الالآف من المناضلين والشرفاء.
وكذلك علمنا الأكيد بان المقاومة لم تكن يوماً حكرا على احد او ماركه مسجله باسم هذا الفصيل او ذاك .
سادسا:
وهو رقم المؤتمر السادس ، مؤتمر المكاشفه والمحاسبه ولتحملني فتح على هذا
البند ، وهو مناقشة نتائج الانتخابات من الزاوية الداخلية والخارجية ،
كشعب ومراقبين ، فقد توحدت فتح عشية المؤتمر واثناء انعقاده ، ورأينا
الجميع الجميع ، المروانيين والعلائيين والدحلانيين والعرفاتيين ، رأينا
فتح كلها صغيرها وكبيرها مؤسسين وتابعين ، تغني بصوت واحد الى حد الطرب ،
على انغام السامبا الفتحاويه " انا ابن فتح ما هتفت لغيرها .... وطل
اسلاحي من جراحي ... وكان مشهدا رائعاً لوحدة الحركه ، رغم تحفظي على
الاغنيه فهي عصبويه نوعا ما ، هذا المشهد كان لا بد من استحضاره ، فقد شكك
الكثيرين من فتح وخارجها بالنتائج كل على طريقته ، فقد كان حجم الكادر
الفتحاوي المرشح كبيرا جدا ، فمئات المرشحين على مقاعد محدودة ، ومرشحين
بأوزان كبيرة ، مما أثقل على كاهل المؤتمر ، وجعل له تاثيراً كبيراً على
المؤتمر ونتائجه ، و شكك البعض بأعداد واعداد المؤتمر ، والبعض بالحضور
ومن يحق له ومن لا يحق ، والبعض طعن بنزاهة الانتخابات ، واخرين بالقصور
المتوقع والتشكيك بقدرة القياده المنتخبه على قيادة الحركه ، والحقيقه ان
من لم يحضر المؤتمر ربما يكون محقاً ، وقد لا يكون ، فعشرون سنه ما بين
المؤتمرين الخامس والسادس جعل استحقاقاته باهظه وكبيره ، اما الذين دخلو
حلبة الانتخابات وقواعد اللعبه وخسروا ، فكان عليهم اما المباركه
والمبايعه لمن فاز بروح اخويه ، او الانتظار لحين الانتهاء من الطعون
واحترام نتيجة هذه الطعون ، او على الاقل الصمت ، على قاعدة السكوت من ذهب
، على اية حال اعتقد ومعي الكثيرين الكثيرين ممن راقبوا وتابعوا مؤتمر
الاخوة في فتح ، كان همهم نجاح فتح ومؤتمرها ووحدتها وقد نجحت بلا شك ،
ولكن من حقنا بل من واجبنا ان نقول لمناضلين فتح وقيادتها الجديدة ،
هنيئاً لكم نجاحكم ، أنتم التزمتم ببرنامج نؤمن به جميعاً ، اصدقوا
وصادقوا مع برنامجكم وشعبكم ، قلتم وينتظر شعبكم فعلكم وعملكم ، وعودوا
بالحركه الى جماهيريتها ، ووحدوا شطري الوطن ، وهذا مرهون بقدرتكم على
الابقاء على التوازنات داخل حركة فتح ، وبقدرتكم على تغيير الانطباع
السائد في اوساط الرأي العام الفلسطيني والعربي ، وبعض شرائح المجتمع التي
تقول ان فتح ذهبت بعيدا وربما لا تعود ، وبصراحه اكثر خذوا مسافةً كافيه
وامنه في العلاقه مع الاحتلال ، مالم يقر بحق شعبنا في دولته وقدسه وعودته
، ومسافة نائيه بعيده عن مواقع الفساد والفاسدين ، بل قبضة حديدية ضد
الفساد والفاسدين ، وابتعدو ما امكن عن الكيدية والمناكفة ، والاعتقالات
غير الامنيه ، التي تسيئ الى الحركه وتقلب الرأي العام ، وتفسد الحريات
والتعددية التي نؤمن بها جميعا ، وانتم حركه تخوض غمار الديمقراطيه وتؤمن
بها اياً كانت ، وحركة ً يتسع صدرها لكل ابنائها ، الخاسرين قبل الرابحين
، ونعرف ان مساحات الحزن كانت اكبر من مساحات الفرح ، ولكن بعرفنا
الفلسطيني ، للحزن ايام معدودة .
وفي النهاية هذا رأى في حركة ، قد يسعد البعض ويحزن اخرين ، ولكنه يبقى
رأياً في حركة ، كنا وما زلنا نأمل منها الكثير الكثير ، وأختم بالقول
المعروف ، من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/