كانت تجلس أمام شرفة منزلها تنتظر من يمر ببابها ليخبرها بجديد يسر قلبها وعقلها ،علها تجده بين السحاب الذي يصول ويجول بحرية في السماء ،والذي أخبرت عنه ذلك الغائب بين الغمام، تمطر عيناها شوقا وحنين لعيناه، تتذكر لهفة قدماه عندما يتأخر عنها يوماً، أحبها بكل جوارحه، كيف وهي من حمل وربي ووهب؟لكن لسان حالها يقول ليته الآن معي ،أين هو؟ .
لا تدري بل تدري وتحسب أن مصيره الذي اختاره بيديه آت لا محالة طريق عبده بالشوك للجنه، لفه الحلم نحو التحرير، قرر أن يخوض غمار المعارك رافعا شعار الوحدة، دعت له ونادت عليه ،اختلطت عليها المشاعر.
ودعته لكي يعود حسب قلبها، لكن عقلها يقول هو اختار، أخذ فكرها يردد ترانيم النصر وشفاها تقرأ القرآن عله يعود ومعه أخباراً عن والده الذي استشهد قبل عقد ونيف، عله يمتعها بزيارة في الحلم يخبرها ان رئي مقعده وأبيه في الجنة ،حيث تحلم وحقق ابنها وزجها فالأخير فجر نفسه ثأرا لحرمة الديار وابنه انتصاراً للأقصى المهدد.
ومازالت تنتظر وهي تعلم أن الخمس سنوات الماضية لم تبشر بخير رجل وراء رجل يسلم المهمة تتذكر حيث اختاروا الرقود الأخير حيث الشهادة و الآن أجساد تتناثر هنا وهناك بأيديها قتلت نفسها راية ترفف وقلم يلوح ومذياع ينعق وفضائيات تفضح.
صرخت بصوت مدوي ألا يكفي، وأسرعت نحو الداخل بعدما تبللت تماما بمياه السحابة ، وتذكرت أن ما جال بخاطرها إنما هو حلم .
أخذت تنادي هنادي تلك الفتاة السمراء التي حملتها بأحشائها دون أن تري والدها أو حتى يعلم بنبأ حملها،
سألت من أين يأتي الصوت يا هنادي ردت مسرعة ماتت فتح وماتت حماس ومات الشعب رأيتهم ،كنا نلعب سويا ،نظرت الأم باستغراب ماذا؟ نعم يا أمي كنا نلعب أنا وجاراتي لعبة القاضي والجلاد والشعب لكن بعدما افتضح أمرنا وبعثرنا الأوراق أتي اليهود وقتلونا جميعاً ورددت باستغراب الشعب!!!!
وقالت الحمد لله إننا متنا علي يدي عدونا لأننا قاتلون ومقتلون وشفعت لنا موتتنا الأخيرة بشهادة مع نية القتل مع سبق الإصرار والترصد
ومن ثم عادت الأم لحاله الشرود الذي اعتادت.
وقالت في نفسها هذه قصتي مع ابنتي ومع فكري ومع بلدي فحري بي أن أموت خنقا بالتفكير وتبسما أمام وجه أي حقير قبحتم وجه الوطن مسحتم صورة التاريخ وصوت الشعب أصبح آلا شيء أفضل من أن أكون بشرا في فلسطين ، يجب أن نعود لساحت القتال بنية الشهادة لنعبر الطريق للجنة.
تبسمت هنادي عندما رأت وجه أمها مشرق بعد كآبة وسألتها عن السبب فقالت تردي الردي وسجي نفسه وابتعد لن يموت الشعب يا ابنتي غداً مشرق وتاريخ بطولاته تدفع الكتب شوقا للعودة .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/