هآرتس: حماس كانت تستخدم رجال السلفية لأغراضها والقيام بمهمات قذرة
- اعتبرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، أن حماس قلقة
الآن جدا من صعود نفوذ الجماعات الأشد تطرفا في نطاق سيطرتها.
وقالت 'هآرتس' تعقيبا على الأحداث الدموية التي جرت بمدينة رفح، 'بدون
محكمة العدل العليا وبدون 'بتسيلم'، سحقت حماس أول أمس، التهديد الذي
واجهته من إحدى الجماعات المسلحة في رفح'.
وأضافت، 'يخيل أن قادة حماس لا يحتاجون الآن إلى التخوف من التنديد العلني
من الأمم المتحدة بسبب القتل الذي نفذوه بحق نشطاء الفصيل المتطرف حتى
اكثر منهم، كما ليس من المعقول ان يندم أي من رجال الذراع العسكري لحماس
فيصدر اعترافا قريبا مليئا بالندم بشأن الهجوم على المسجد، الذي قتل فيه
ما لا يقل عن 24 شخصا، بينهم ستة مواطنين غير مسلحين وإصابة نحو 125'.
وأردفت ' ردت عليه حماس بوحشية على الفصيل المحدد الذي هوجم في رفح، والذي
بادر رجاله إلى محاولة المس الهاذية بعض الشيء ضد الجيش الإسرائيلي من
خلال 'حصان متفجر' في معبر كارني قبل نحو شهرين، وشدد المقت: إعلان زعيم
هذا الفصيل عن إقامة إمارة إسلامية في القطاع حيث كان التحدي المباشر لحكم
حماس في القطاع'.
وبينت أن الفصائل المختلفة تعمل في القطاع منذ بضع سنوات، وفي الغالب
تجاهلتها حماس بل واحيانا استخدمتها لاغراضها. مثل هذا الفصيل البارز،
'جند الاسلام' المرتبط بعشيرتي دغمش الكبرى في وسط القطاع، شارك في اختطاف
جلعاد شليت. وفقط عندما ورط نظام حماس باختطاف مراسل الـ بي.بي.سي الن
جونسون قبل نحو سنتين ردت أجهزة أمن الحكم بعنف قاتل (وانقذت المراسل في
النهاية).
ولكن نشاطات الفصائل اتسعت ففي العام 2008 فقط فجر رجالها 36 مقهى
للانترنت، احرقوا مؤسسات ترتبط بالمسيحية وهاجموا مدارس اجنبية، وفضلت
حماس بشكل عام التجاهل. بل ولم تتخذ خطوات ادعى المصريون ان منفذي العملية
في القاهرة، قبل بضعة اشهر، تدربوا على مهمتهم في غزة. والاسبوع الماضي
فقط نفت حماس تقريرا نشر في 'هآرتس' يقضي بانه ارتبط بالمجموعات المتطرفة
عشرات نشطاء الارهاب الاجانب الذين يتسللوا الى القطاع من سيناء – بعضهم
من خريجي المعركة ضد الامريكيين في العراق. عمليا، هربت الفصائل السلاح
الى القطاع عبر الانفاق واقامت معسكرات تدريب في خرائب غوش قطيف. في حالات
معينة واصلت حماس استخدام رجال القاعدة لاغراضها. فقد قاموا نيابة عنها
بالمهمات القذرة مثل التفجير في عرس ابن اخ محمد دحلان في غزة، الشهر
الماضي، حيث اصيب عشرات الاشخاص. وحسب التقارير من القطاع، فان قادة على
مستوى الالوية في حماس اقاموا تحالفات محلية مع رجال الفصائل المتطرفة.
ولكن أول أمس، في خطبة في مسجد ابن تيمية في رفح ارتكب زعيم احد الفصائل
والذي يسمى 'جند انصار الله' عبد اللطيف موسى خطأ فتاكا حين أعلن، امام
عدسات التلفزيون عن 'مولد امارة الاسلام في غزة'. وأدى هذا الخطأ الى هجوم
حماس وكلف موسى حياته.
وقالت الصحيفة، تفسير محتمل واحد للتطرف يرتبط بالحصار الشديد الذي تفرضه
اسرائيل، والحياة اليومية القاسية في قطاع غزة. ولكن هذا ليس تفسيرا
كافيا. اهم منه، على ما يبدو، حقيقة أن حماس – ولا سيما بعد فشلها في
'رصاص مصهور' في كانون الثاني وتمسكها بوقف اطلاق النار منذئذ – تظهر لدى
بعض من الغزيين كمنظمة شبه 'نباتية' لا تجرؤ على العودة للمواجهة مع
اسرائيل. ولحماس أسباب وجيهة لذلك: فهي تحتاج الى الهدوء كي تعيد بناء
القطاع وتعيد تثبيت حكمها فيه. ولكن عندما يتخذ المتطرفون كبحا نسبيا
للجماح، تكون هذه لحظة الذروة للمنظمات الاكثر تطرفا منه.
وبينت أنه في جهاز الامن الاسرائيلي تابعوا في نهاية الاسبوع عن كثب ما
يجري في القطاع، ومن الصعب الافتراض انهم ذرفوا الدموع – لا على الدم الذي
سفك ولا على النتائج.
وأضافت في نهاية المطاف، لم يكن انتصار حماس موضع استفهام ولو للحظة.
القوة بيدها – والفصائل غير قادرة على أن تواجهها بتحد عسكري حقيقي.
وبالمقابل، لا يزال من الصعب قياس الاثار بعيدة المدى للحدث: فهل القتل
الذي تتبعه حماس في القطاع (في الماضي استخدمت اساليب مشابهة ضد فتح) لن
يمس في النهاية ايضا بشرعيتها في نظر الغزيين؟ ما بدا قبل سنتين – ثلاث
سنوات كحكم الاغلبية، بلا منازع، يبدو اليوم أكثر فأكثر كحكم الخوف.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/