رحل العيد عن غزة مخلفاً وراءه عدداً ليس بهين من الإصابات لعشرات من الأطفال جراء استخدامهم للمفرقعات وللألعاب النارية، قلم تلق تحذيرات الأطباء المتكررة من مخاطر هذه الألعاب آذانا صاغية.
فلا يكاد يخلو شارع من شوارع قطاع غزة من البسطات المنتشرة علي المفترقات العامة ، لتجد العشرات من الأطفال متجمهرين لشراء المسدسات والكلاشينات وأنواع أخرى من الأسلحة البلاستيكية التي تطلق رصاص بلاستيكي يطلق عليه اسم 'الدمدم'.
فنجد مجموعة من الأطفال يحتشدون وبأعداد كبيرة يتناوبون في إطلاق أشكال متنوعة من هذه المفرقعات، ويقومون بإلقائها علي بعضهم البعض مما يؤدي الى وقوع إصابات بينهم سواء في الرأس وما يشمله من عينين وأذنين، إضافةً الى إصابات في الأطراف وخاصة في أصابع اليدين وحدوث تشوهات في الوجه، ناهيك عن الأصوات المزعجة التي تحدثها.
ويقف 'إيهاب 13 عاما ' أمام احدي البسطات المتواجدة علي مفترق شارع الوزير شمال قطاع غزة لشراء مسدس، ويقول ' لأمد' استلمت العيدية من والدي بعد إلحاح شديد ، وخرجت بسرعة لشراء مسدس وشريط الدمدم لنطلق حبات الدمدم في الهواء.
وابدي 'قاسم الكفارنة' تذمره الشديد من تلك الظاهرة، وطالب بفرض إجراءات مشددة علي تجار المفرقعات والألعاب النارية لأنها تسبب الضرر للأطفال، وتزعج الأهالي في المنازل والمارة، مستذكراً أكثر من مرة أصيب فيها أطفاله بجروح نتيجة هذه المفرقعات، وأضاف ، إنه يمنع أطفاله من اللعب بها بعد الإصابات التي تعرضوا إليها.
تقول أم محمد أم لخمسة أطفال انها في أول أيام العيد أوسعت ابنها ضربا، لأنه اشتري هو وإخوته الأسلحة البلاستيكية كبقية أصدقاءه ، إلا انه قام بتصويب احدي حبات الدمدم علي عين شقيقه، فلولا رحمة الله لفقد طفلي احدي عينيه موضحةً أن هؤلاء الباعة لا يكتفون ببيع المفرقعات والألعاب الخطيرة، إنما يقومون ببيع المسدسات البلاستيكية التي يمكن من خلالها إطلاق كرات صغيرة تصل سرعتها الى 50 مترا كل ثانيتين.
وعلى الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقتها المستشفيات وكذلك الفلسطينية بضرورة منع التجار من استيراد تلك الأسلحة والمفرقعات نظرا لما تشكله من مخاطر حقيقية على حياتهم مصائب قد تستمر لمدي الحياة ، إلا أن العديد من التجار يعتبرونها تجارة رائجة وتعود عليهم بالربح الوفير، هذا علاوة عن ما تخلفه من استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر والتي تعاني أصلا من ضائقة مالية كبيرة في ظل الحصار والفقر والبطالة المتفشية بين أوساط المواطنين العاطلين عن العمل.
من جانب أخر قال الدكتور ممدوح المصري أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال أيام العيد ، بلغت 150 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات وتركزت معظم الإصابات في الأطراف والتي تشكل خطورة بالغة خاصة على حياة الأطفال الذين لا يدركون آثارها المأساوية عليهم، مشيرا إلي أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق عند انفجار المفرقعة يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، إذ تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة، و قد يحصل تمزق في الجفن مما يتسبب في انفصال في الشبكية وربما يؤدي الأمر إلى فقدان للعين لا قدر الله'.
وأضاف المصري أن هذه المواد باتت تشكل خطرا ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/