sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32980 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: سيكولوجية الشباب في النضال السبت 10 مايو - 4:07 | |
| الشباب هم الشريحة الأكبر و الأهم في مجتمعنا الفلسطيني ونظرا لذلك يقوم مكتب أمد للإعلام بنشر دراسة بعنوان ' سيكولوجية النضال لدي جيل الشباب ' التي تناقش في مدى تأثير المواقف و الظروف في تشكيل شخصية الإنسان الفلسطيني و خطورة العوامل التي تهدد تلك الشخصية إبراز الدور النضالي الذي يمكن أن يلعبه في صناعة المستقبل.
دراسة : د. جليلة إدريس دحلان /
ملخص الدراسة: كثيرة هي الدراسات التي تؤكد مدى تأثير المواقف والظروف على شخصية الإنسان، ومدى تشابك تلك العوامل وتداخلها لتشكل معاً هذه الشخصية، وترسم الخطوط العريضة لحياتها ودورها. وإذا نظرنا إلى الشخصية الفلسطينية فالأمر يختلف، حيث تتجاذبها الظروف والمواقف لتشكل منها شخصية مميزة في تفكيرها وقدراتها ومكوناتها ومدى قدرتها على تحمل عوامل الضغط، ونقصد بهذه العوامل هنا ظروف الاحتلال، وكل ما تحمله من تداعيات.
فعلى مدى أكثر من خمسين عاماً، ظل الإنسان الفلسطيني يعاني ويلات الاحتلال الإسرائيلي، وبرغم ذلك بقي صامداً متمسكاً بحقوقه وثوابته، وكان هذا الإنسان يخرج من كل مرحلة من مراحل الاحتلال ومراحل النضال أكثر قوة وصلابة.
ونحن هنا لا نريد أن نستعرض إمكانات شعبنا وشبابنا، كما لا نريد أن نعرض حجم معاناتنا وكفاحنا، حتى لا يخرج هذا البحث عن مجاله الحقيقي وهو علم النفس، إنما لابد من إعطاء لمحة سريعة حول هذه الجوانب، بما يتناسب مع طريقة البحث العلمي الأكاديمي.
يعيش الشعب الفلسطيني هذه الفترة أصعب الظروف، حيث يواجه الهجمة تلو الهجمة، دون أن يتمكن من التقاط الأنفاس، لكن ذلك لم يفت في عضده، ولم يدفعه إلى الركوع؛ بل كانت تتولد لدى أبنائه طاقات الصمود ليواصل المسيرة النضالية، وينطبق هذا على كل شرائح المجتمع الفلسطيني؛ شيبه وشبابه ونسائه وأطفاله.
فالكل ذاق ويلات الاحتلال، وكل الأجيال بمختلف مراحلها أخذت نصيبها من القهر والقمع، مع التميز في حالات الشباب، الذين تتولد لديهم استجابات للقمع والقهر.
وينطبق على المجتمع الفلسطيني ما ينطبق على الشعوب الأخرى، كونه يعتمد على ركيزة أساسية تتمثل في شبابه وأطفاله وهو ما نقدمه في فرضية البحث الرئيسة، التي تعتمد على وجود علاقة ما بين خبرات الطفولة، التي هي المحدد الرئيسي لشخصية الإنسان، والاتجاهات والقيم التي يلجأ إليها الشباب الفلسطيني في ممارساتهم النضالية وتحديد شخصيتهم.
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أثر العنف السياسي على شخصية الإنسان الفلسطيني، حيث أشارت دراسة مارتين Martin (2002) إلى أن الصراع المستمر في المنطقة، بالإضافة إلى البيئة الاجتماعية والتعليمية والسياسية والدينية، التي تربى فيها الأطفال الفلسطينيون، هي التي تحدد شخصيتهم.
ويرى 'صلاح عبد الشافي' أن ما يؤثر على الطفل الفلسطيني انه يعيش العنف بشكل مباشر فهو شاهد عيان على حالات قتل ومشاهد مصابين وجنازات شهداء في الشوارع وان لم يعش العنف بشكل مباشر فهو يلمسه بطريقة غير مباشرة من قبل الأهل. إذ يلاحظ خوف أمه ووالده ومدرسه وعجز كل واحد من هؤلاء عن تقديم المساعدة له أو حمايته (www.daralhyayat.net).
حيث أشارت دراسة بوناماكي (1982) إلى وجود اختلاف ما بين الأطفال الفلسطينيين ونظرائهم الإسرائيليين؛ في أن الأطفال الفلسطينيين لديهم اتجاهات تفضل المعركة، والاندماج الشخصي العميق في الأحداث السياسية، والرغبة في لعب دور في الصراع، في حين أن الأطفال الفلسطينيين لم تسجل لهم أي مشاركات أو اتجاهات إلا ما ندر من خلال مشاركتهم في بعض المظاهرات مع ذويهم.
وهذا ما انتهت إليه نتائج دراسة كوفمان Kaffman عام (1984)، والتي أجريت على أطفال فلسطينيين وإسرائيليين، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال الفلسطينيين خبروا بعض الجوانب الإيجابية للحرب، كالرغبة في أن يكون لهم دور في الصراع والنشاط النضالي، على عكس خبرات الأطفال الآخرين، كما أشارت إلى وجود بعض المؤشرات الإيجابية، كضبط الانفعالات، وتحمل المسؤولية في القيام ببعض الأدوار التي كان يقوم بها الأب.
وفي دراسة إحصائية أجراها برنامج غزة للصحة النفسية بين الأطفال الفلسطينيين تبين أن 25% من الأطفال يريدون أن يصبحوا شهداء قبل سن 18 عاماً حيث يعلق 'صلاح عبد الشافي' الذي أشرف على هذه الدراسة بأن الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة الخطيرة تسير إلى الآتي : - 94,6% من الأطفال شاهدوا جنازات - 83,2% شاهدوا عمليات إطلاق نار - 66,9% شاهدوا أشخاصا من خارج العائلة يصابون أو يقتلون. - 62% شاهدوا أفراد من العائلة يصابون أو يقتلون. - 36% من الأطفال تعرضوا لغاز مسيل للدموع. ويقول عبد الشافي أن الحالة التي تطرأ على الطفل بعد مشاهدة حالات العنف ومعاناته النفسية الشديدة من دون تلقي العلاج اللازم تدفعه إلى حالة إحباط ويأس قد تكون السبب المشجع على العنف (www.daralhyayat.net).
كذلك أشارت دراسات كلٍ من Thabet, Yehia, Vostanis (2002) ودراسة أبو هين (2001-أ) ودراسة بوناماكي (1982) في نتائجها إلى أن التعرض للعنف الإسرائيلي هي التي شكلت تراكمات في الشخصية، تؤدى في المستقبل إلى خلق شخصية ذات أهداف وأبعاد معينة، كما أشارت إلى أن الأطفال الذين يتعرضون بصورة مباشرة للعنف، هم أكثر تعرضاً للصدمات من أولئك الأطفال الذين يتعرضون لتلك الأحداث من العنف من خلال الإعلام، أو من خلال حكايات وقصص كبار السن.
ويتعرض الطفل إلى العديد من الخبرات التي تشكل شخصيته، ومن أهمهـا: الخبرات الأسرية والخبرات الصادمة، ويشير سعيد التل إلى أن الحياة الأسرية هي أول وأهم الخبرات التي يمر بها الفرد في حياته مع المجموعات الإنسانية، ففي مرحلة الطفولة تحدد تلك الخبرات نمو الطفل، وقدراته، وتكيفه المستقبلي، وفي مرحلة المراهقة تحدد تلك الخبرة مستوى استقلاليته، ومفهوم الذات لديه، وتحديد أهدافه في الحياة (حمدونة: 2003، ص 3).
وهذا ما ظهر في نتائج دراسة فرحات (1992) التي أظهرت أن ظاهرة 'أطفال الحجارة'* في الأرض المحتلة، وأطفال 'الآر.بى.جي'* التي عرفت أثناء الغزو الإسرائيلي عام 1982، والتي استرعت انتباه القادة والمحللين النفسيين من الإسرائيليين، كل هذه الظواهر عكست مدى تأثير خبرات الطفولة ومضمونها في شخصية المناضل الفلسطيني، كما أظهرت نتائج الدراسة أن 95.5% من الأطفال أكدوا على أنهم يريدون لعب دور وظيفي للدفاع عن الوطن والاستشهاد والنضال من أجل تحرير فلسطين.
حيث نجد أنه ما من كتاب أو نظرية في علم النفس لم تعطِ لخبرات الطفولة وأثرها في حياة الفرد وتحديد شخصية الإنسان أهمية كبيرة. ويرى علماء النفس أنّ مرحلة الطفولة مرحلة هامة في تكوين ثقافة الطفل السياسية، في هذه المرحلة حيث يبدأ الطفل باستخدام العقل والمنطق في تفسيره للأشياء حوله، وكيفية التعامل معها.
وتُعتبر الخبرات الصادمة من أكثر الخبرات تأثيراً على الفرد، فالعنف السياسي له أثر بالغ في بناء شخصية الإنسان بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.
وأكبر دليل على دور خبرات الطفولة في تشكيل شخصية الشاب الفلسطيني هو ما أظهر بشكل واضح أن كثير من الشهداء الذين نفذوا عمليات خلال انتفاضة الأقصى الحالية كانوا أطفالا في الانتفاضة الأولى.
ويندرج العنف السياسي تحت شكلين رئيسين: هما العنف المباشر، ويشمل (القتل، الضرب، هدم البيوت، السجن، والعنف غير المباشر) ويشمل كافة الوسائل غير الواضحة التي يستعملها المحتل لإخضاع الشعب، مثل تقييد الحركة، الإهانة، الاضطهاد، الاستغلال بأنواعه والتجهيل عن طريق إغلاق المدارس والجامعات.
كما تؤكد لورا Laura، نقلاً عن هيثر نجتن Hetherington أنه لا يوجد وسط بيئي أقوى تأثيرًا على شخصية الأبناء من الأسرة، حيث إن تأثير علاقة الوالدين بالأبناء غالباً يدوم طول الحياة، كما أن الأبناء يتخذون من هذه العلاقة نموذجاً لهم في علاقاتهم الاجتماعية في المجتمع الكبير.
أما أركسون Ericson فيرى أن شخصية الإنسان تنمو عبر مراحل تمثل أزمات على الشخص أن يتغلب عليها بفاعلية (حمدونه، 2003، ص 4 ).
وتعتبر فترة الشباب بمثابة الجسر الذي يربط مرحلة الطفولة بمرحلة النضج، حيث إنها الفترة الحاسمة في حياة الإنسان، لأنها فترة الإعداد للمستقبل، فيها يتحقق اكتمال النمو الجسمي والعقلي، واكتساب الخبرات الضرورية للقيام بالدور العلمي والاجتماعي والمهني، ويحتاج الشباب في هذه المرحلة إلى الرعاية والتوجيه نحو القيم الأصلية في المجتمع، لذلك فإنهم يمثلون مادة خصبة للبحث والدراسة في شتى ميادين ومستويات المعرفة.
إن أي مجتمع يعتمد بدرجة كبيرة على شبابه، ويتطلع إلى أطفاله كونهم راسمي المستقبل ومحدديه، وتركز غالبية المجتمعات اهتمامها على الجيل الشاب، وتعلق عليه آمالها في المستقبل الواعد، وهذا ينطبق على المجتمع الفلسطيني لِكَوْنِهِ يعتمد على شبابه وأطفاله الذين لعبوا ومازالوا يلعبون دوراً في رسم خريطة المستقبل بدمائهم وأنفسهم .
هذا ما دفعني كباحثة لاختيار جيل الشباب لأجعله مجالاً لدراستي النفسية، حيث كثرت الدراسات النفسية التي تعرضت بالبحث والدراسة لمرحلة الطفولة المبكرة منها والمتأخرة، وفترة المراهقة وما تتعرض له تلك المراحل من تغيرات تؤثر تأثيراً كبيراً على شخصية الفرد، أما مرحلة الشباب، والتي قلما وجه علماء النفس اهتمامهم لها، فهي برأيي مجالٌ خصبٌ للدراسة، والأهم من ذلك ما يرتبط بتلك المرحلة من التحدي والتحرر والتجديد والتمرد والرفض والعنف.
وقد تولد لديّ الاهتمام بتناول تاريخ الشباب الفلسطيني النضالي، محاولة مني لربط الماضي بالحاضر والمستقبل؛ حيث إن تلك المراحل تتداخل في ظروفها، بعضها مع البعض الآخر.
إن مرحلة الشباب في المجتمع الفلسطيني، والذي يعتبر بمعظمه مجتمعًا فتيًا، لها دور كبير في تحديد العديد من المتغيرات التي يمر بها الشعب الفلسطيني، مثل المشاركة في الصراع، وعندما ننظر إلى تاريخ القضية الفلسطينية نجد أن المفاصل الرئيسة فيها حدثت على أيدي شباب؛ مثل انطلاق الثورة، والانتفاضتين الأولى والثانية. حيث تجلى ذلك واضحاً في الانتفاضة الأولى سنة (1987)، والانتفاضة الثانية سنة (2000)، فالشباب هم 'نصف الحاضر وكل المستقبل'.
ولو نظرنا إلى تأثير الثورة الفلسطينية، كعمل ثوري عنيف، على الشعب الفلسطيني لوجدنا أن الفلسطينيين قد تحولوا في ظل الثورة من جموع لاجئين يقفون أمام مراكز وكالة الغوث ينتظرون العون والمساعدة إلى شعب ثائر مقاتل، تحولوا من أناس اتكاليين لا يشاركون في صنع الحدث، بل مجرد متفرجين، إلى أشخاص فاعلين للحدث ومؤثرين فيه. (جاد الله: 1990، غير مطبوع).
وقد أدّى عدم فرض قيود على الممارسات التعبيرية الشبابية إلى جعل الشباب الفلسطيني في طليعة المحددين لكل مفاصل النضال الفلسطيني.
ويرى زهران أنه أصبح حتمياً على من يتناول موضوع الشباب أن يعتمد كلياً على ما يعايشه الشباب أنفسهم، فعالم الشباب يحتاج إلى فهم عميق، ولن يتم ذلك إلا من خلال وجهة نظر الشباب أنفسهم، ومن واقع إطار المرجع (زهران، وآخرون: 1988، ص 95).
وقد لعب الشباب الفلسطيني دوراً بارزاً في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ تأسيسها، فكان الاتحاد العام لطلبة فلسطين أحد أول وأهم المؤسسات الوطنية والنقابية التي تأسست في القرن الماضي (أبو عفيفة: 2004، ص 21).
وقد أثبت العديد من الثورات أن الفئات الطلابية في العالم- والشباب من بينهم- هم في الغالب طلاب ذوو عقلية أكثر حساسية لمشاكل وقضايا العالم المعاصر، هم أداة التغيير، ويختزنون الطاقة النضالية في المجتمعات كما تشير تجارب متعددة إلى مساهمة الحركات الطلابية في الهام الروح الوطنية أو اثارت الحماس للاحتجاج على أنواع الظلم والإطضهاد، وقد تمثل ذلك في ثورات عديدة، من بينها ثورة غينيا بيساو، والتي قادها لويس كابرال. (دويتشر: 1968، ص 62). وثورت شهر مايو 1968 بفرنسا والتي خير بعدها الجنرال بيقول في الابتعاد عن الحكم (يوسف:2006)
وعندما ندرس نفسية النضال لدى الشباب الفلسطيني، فلابد من أن ندرس انعكاس خبرات التنشئة، كأحد الخبرات التي أثرت فيهم، وبالتالي تدفع إلى موقف معين يؤدى إلى اكتساب شخصية معينة، والبحث في نفسية الشباب المناضل تكون خطوة لمعالجة مشاكلهم في الحاضر والمستقبل، وبناء مستقبلهم على أسس نفسية سليمة، فهذا الحاضر الذي يعيشه هؤلاء الشباب هو ميدان تجارب بالنسبة لهم يبنون عليه أهدافهم المستقبلية، ومن ثم المضي قدماً لمستويات أعلى من الفاعلية.
وما نحن بصدده في هذا البحث هو دراسة البعد النفسي، فمن الأهمية بمكان أن نعرف ما يدور بداخلنا والتفسيرات المختلفة لذلك، وأن نعرف ما يكتب عنا في هذا المجال، سواء من كتابنا الفلسطينيين، أو ما تكتبه عنا الجهات المضادة، مما يساعدنا على وضع الرواية الصحيحة، والوقوف على مجمل الأمور، ليس من وجهة نظر واحدة فحسب، وإنما من وجهات نظر مختلفة، لكي تكون الرؤية كاملة واضحة بحسناتها وسيئاتها، بإيجابياتها وسلبياتها.
وإذا كان البعد النفسي بالغ الأهمية بحد ذاته، فإن قدرتنا على التعامل معه بأسلوب علمي، مؤشر واضح ومقياس على مدى النضج والوعي لدينا، لكي نضاهي غيرنا من الأمم والشعوب، التي اهتمت بهذا الجانب وأعطته الكثير.
ومن هنا تولد لديّ كباحثة إدراك أهمية تناول نفسية الشباب الفلسطيني المناضل، في محاولة لربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
ولم يكن الاهتمام بالقضايا الطلابية المعروفة هو الدافع الرئيسي من وراء إنشاء الاتحاد، فقد كان الهدف هو تجميع شباب وطلاب فلسطين في شكل محدد من أجل الحفاظ على هويتهم الوطنية والقومية، والمساهمة العملية في النضال من أجل تحرير فلسطين.
أما الجامعات والكليات الفلسطينية في الأراضي المحتلة، فقد كانت مسرحاً لنشاط وطني واجتماعي بدأ يبرز منذ أواخر السبعينات، فإضافة إلى تنظيم الفعاليات الوطنية والمظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي، قامت الأطر الطلابية ومجالس الطلبة بتنظيم المهرجانات الفنية والتراثية السنوية والمبحثية، وتنظيم العمل التطوعي في قطف الزيتون، وكذلك إقامة المعارض الفنية والتراثية الفلسطينية. ومنذ أواسط السبعينات، بدأت تتشكل لجان العمل التطوعي في الأراضي الفلسطينية، وكان لهذه اللجان دور فاعل نحو تعزيز العمل التطوعي كأحد أهم أشكال المقاومة.
وقد لعب الشباب الفلسطيني دوراً هاماً في حمل أعباء المشروع الوطني النضالي، سواء داخل فلسطين أو في الشتات. ففي أوائل الثمانينات تشكلت 'لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي' في الضفة الغربية والقطاع من قبل حركة فتح، وفي خلال 3 سنوات انتشرت هذه اللجان في كل قرية ومخيم ومدينة، وكان لها الأثر في زيادة أعمال المقاومة ضد الاحتلال.
ولعل الانتفاضة الشعبية التي تفجرت في نهاية عام 1987، واستمرت لعدة سنوات، وانتفاضة النفق سنة (1996)، الذي حفره الاحتلال تحت المسجد الأقصى، وانتفاضة الأقصى التي تفجرت في تشرين أول عام 2000، قد بينت بوضوح هذا الدور؛ حيث كان الشباب عماد الميدان النشاطي ضد الاحتلال (تيسير: 2002، ص 23).
فقد شكلت تلك الانتفاضات نقلة نوعية لدى الشباب الفلسطيني ليس على مستوى الحس والوعي الوطني بل وعلى مستوى الدور المجتمعي الذي يجب أن يلعبوه، وبات الشباب هم قادة الشارع.
لذلك نجدهم الأقدر على التحسس، ورفض طبيعة الصراع بين المستغِل (بكسر الغين) والمستغَل (بفتح الغين)، كونه شكلاً من أشكال الصراع. (الزعبي: 1981، ص 172). ومن الأهمية بمكان أن نعرف أن القضية الفلسطينية التي بدأت تتبلور بعد عدوان 1956 كان من أهم عواملها: أولاً - ظهور جيل جديد لم يثقل كاهله عبء الهزيمة (نكبة 1948)، والفشل الذي أصاب القيادات الفلسطينية القديمة.
ثانياً - خيبة أمل الفلسطينيين من الأحزاب العربية التي جذبت إليها الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني. (سابيلا وعبد الله: 1984، ص 127).
وهكذا يهتم هذا البحث بشكل أساسي بدراسة نفسية الشباب الفلسطيني المناضل، من خلال معرفة الدور الذي تلعبه الخبرات النفسية والاجتماعية للإنسان الفلسطيني، خلال فترتين الطفولة والمراهقة، في تحديد ملامح بعض جوانب السلوك النضالي لديه، ومنها بصفة رئيسة دوافع النضال لديه والانتماء التنظيمي، والنشاطات النضالية ضد الاحتلال، ودرجة تأثرهم بالأحداث الصادمة، وذلك في محاولة لتحليل بعض جوانب هذا السلوك النضالي في المجتمع الفلسطيني، وربط هذا السلوك بماضيه وحاضره ومستقبله.
الأهداف العـام والفرعية: أ- الهدف العام: وتهدف هذه الدراسة الى هدف عام واهداف فرعية بشكل عام إلى معرفة الدور الذي تلعبه الخبرات النفسية والاجتماعية في الطفولة والمراهقة في تحديد كلٍ من طبيعة دوافع النضال، الانتماء التنظيمي، طبيعة النشاطات النضالية ضد الاحتلال، لدى المناضلين الفلسطينيين، ودرجة تأثرهم بالخبرات الصادمة في المجتمع الفلسطيني. ب- الأهداف الفرعية:
كما تهدف الدراسة للتعرف إلى: 1. الدور الذي تلعبه خبرات المناخ الأسرى العام، وخبرات العلاقة البين أسريه للمناضلين الفلسطينيين، في تحديد طبيعة دوافع النضال لديهم، ودرجة تأثرهم في الخبرات الصادمة، وانتماءاتهم التنظيمية ونشاطاتهم النضالية. 2. الدور الذي تلعبه الخبرات المدرسية، والخبرات المهنية للمناضلين الفلسطينيين، في تحديد طبيعة دوافع النضال لديهم، ودرجة تأثرهم في الخبرات الصادمة، وانتماءاتهم التنظيمية ونشاطاتهم النضالية. 3. الدور الذي تلعبه خبرات العلاقة بالأصدقاء، وخبرة الاندماج الايجابي للمناضلين الفلسطينيين، في تحديد طبيعة دوافع النضال لديهم، ودرجة تأثرهم في الخبرات الصادمة، وانتماءاتهم التنظيمية ونشاطاتهم النضالية. 4. الدور الذي تلعبه الخبرات المدرسية والمهنية للمناضلين الفلسطينيين في تحديد طبيعة دوافع النضال لديهم، ودرجة تأثرهم في الخبرات الصادمة، وانتماءاتهم التنظيمية ونشاطاتهم النضالية.
وقد تحددت الدراسة الحالية، في ضوء موضوعها والأهداف المحددة لها، بالعينة المستخدمة بالدراسة، وقوامها 425 شاباً مناضلاً.
كما تحددت الدراسة زمنياً، وذلك بإجرائها في العام 2004، ومكانياً في المجتمع الفلسطيني الغزِّي.
وقد تناولت الدراسة في المبحث الثاني خلفية تاريخية واجتماعية تناولت فيها الطبيعة الخاصة بالأسرة الفلسطينية والطفل الفلسطيني وخصوصية ودور الأم الفلسطينية في حياة الطفل الفلسطيني (مرفق ملف رقم 1 بهذه المواضيع).
وتناولت الدراسة في المبحث الثالث ضمن الإطار النظري للدراسة العديد من التعريفات خاصة النضال وجيل الشباب الفلسطيني (مرفق ملف رقم 2 بهذه المواضيع).
وقد أوردت الباحثـة في آخر هذه البحث مناقشة عامة للنتائج تناولت فيها: أولا: خلاصة نتائج الدراسة ثانيا: منطق الحروب ..و النزاعات.. وفلسفة مفتعليها في العالم , وفي فلسطين بالتحديد . ثالثا: طبيعة العلاقة النفسية بين اليهود و الفلسطينيين وما أفرزته من تأثيرات على المكونات الأساسية للشخصية الفلسطينية. رابعاً: الشباب الفلسطيني – خصوصية حياته – العوامل المؤثرة في تشكيل شخصيته - خطورة العوامل التي تهدد تلك الشخصية. (مرفق ملف رقم 3 بهذه المواضيع). | |
|
خرج ولم يعد المشرف المميز
عدد الرسائل : 3340 العمل/الترفيه : مدرس تربية فنية - الهوايات الفن التشكيلي والتصميم الجرافيكي - قراءة القصص والروايات - وسماع الاغاني المزاج : عالي والحمد لله - بس عيشة غزة عكرته نقاط : 8021 الشهرة : 0 تاريخ التسجيل : 24/09/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رد: سيكولوجية الشباب في النضال الأحد 28 سبتمبر - 7:55 | |
| مشكوووووووووووووووور ياكبير بس موضوع طويل وخط صغير بس حلو متلك | |
|