المواطن الغزي حائر ... هل أسلمة القطاع حقيقة أم شائعة
نساء محجبات فى غزة
غزة-
يتذمر أبو ماجد كثيرا من كثرة الشائعات التي يتداولها الكثير من الناس بالقطاع الغزى ,فيقول تارة نسمع أن حركة حماس ستعمل على أسلمه قطاع غزة أى تطبق منهج الشريعة الإسلامية وتارة نسمع أحاديث عن نشأة دولة خلافة وعبر عن حيرته إزاء هذه الشائعات.
ومن الصعب أن تظل علامة الاستفهام على جبين أبو ماجد وغيره من المواطنين إزاء هذه الشائعات التي هي بمثابة حرب الأعصاب وتعمل على دمار نفسية المواطن.
ولكشف النقاب عن آراء المواطنين وقلقهم إزاء هذه الشائعات جالت مراسلة " وكالة قدس نت للأنباء " ، نسرين موسى بين المواطنين لنقل مكنوناتهم إزاء زوبعة الشائعات التي يعايشونها.
مسالمة
يقول محمد سلامة من خانيونس" بالنسبة لى بمجرد أن سمعت الناس يتحدثون بهذا الكلام عن أسلمة القطاع بسرعة خفت وقمت بإزالة كل الملابس النسائية (الداخلية)من أمام المحل لاننى سمعت اننى سأعاقب لو لم أتصرف هكذا .
وأضاف قائلا " مش مستعد أتعاقب بسبب الملابس المعروضة إذا كانت تنافى الشرع فحراج علية إنى أحطها أسلمة والا مش أسلمة انا ما بحب المشاكل أنا مسلم ومسالم "..
تأييد
وبالنسبة لها توافق المواطنة ميس الفرا من خانيونس على هذه الشائعة قائلة" لو كانت فكرة أسلمة القطاع شائعة بأتمنى تطبيقها لأنه قطاعنا أصبح زى بلاد الأجانب من ناحية اللباس والمظاهر الأخرى التقليدية .
وواصلت قائلة" يا ريت يفرضوا علينا زى موحد الجلباب الاسلامى وليس بدل العرائس "العبايات"
وختمت حديثها " بأتمنى تكون حقيقة وليست شائعة لأنه نحن بحاجتها".
ويتخوف المواطن أسامة أبو ناموس من هذا قائلا" بالنسبة لى سمعت بهذا الخبر والتزمت حتى بذها بى للبحر لم أعد ألبس إلا لباس مكتمل حتى عند السباحة لاننى سمعت أن الحكومة ستعاقب من لم يلتزم".
ومن جانبها قالت وفاء عيسى من غزة" الشعب كله أصبح فاضي أشغال ليس ورائه إلا إصدار الشائعات وبالنسبة لى لم أحرك ساكنا عندما سمعت بهذا فانا لن أغير شيئا من عاداتي وكلها حريات شخصية ".
محللون
يرى محللون سياسيون فلسطينيون أن حكومة حماس تتجه بخطوات تدريجية و"منهجية" نحو "أسلمة" قطاع غزة، عبر ترسيخ مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية، لكن الحكومة تنفي ذلك وتؤكد إصرارها على احترام الحريات الشخصية.
ورأى المحلل السياسي ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر أن حماس "حركة دينية تستند إلى الدين، لذلك تبدأ بتطبيق أشياء صغيرة وتدريجية مدروسة لتصب في هدف كبير". وعبّر عن اعتقاده بأن الهدف "البعيد لحكومة حماس هو أسلمة غزة"، ووضح أن "هذه الإجراءات التي تتخذها ترمي الى اسباغ طابع إسلامي على القطاع" الذي تحاصره إسرائيل منذ سيطرة الحركة عليه..وأكد شراب أن "حماس تدرك صعوبة أسلمة غزة وخصوصية الأمر، وأن المحددات الإقليمية والدولية لن تسمح بذلك"، وأشار أن "الأمر يعتمد على النموذج الذي ستقدمه حماس لمجتمع مسلم.
ويوافق المحلل السياسي طلال عوكل على هذا الرأي، إذ يرى أن حماس "تقوم بإجراءات تدريجية لاسلمة المجتمع وتعزيز الثقافة والقواعد الإسلامية وهذه الإجراءات سياسة منهجية مقصودة من قبل الحركة".ولا يقلل عوكل من أهمية خطوات "مثل حملة نشر الفضيلة و قرار زي المحاميات"، مؤكداً ان "المساجد لها دور كبير أيضا في تعزيز هذه الرؤية بين الناس".إلا ان يوسف رزقة مستشار رئيس الوزراء المقال قال ان "كل ما تم تناوله مجرد إشاعات القصد منها الإساءة الى الحكومة"، نافياً وجود "أية محاولة من خلال الحكومة لأسلمة غزة". وأضاف بالنسبة لقضية فرض الحجاب على المحاميات داخل قاعة المحكمة ان "المحامية تستطيع ان تلبس ما تشاء ولكنها ملزمة بلبس رداء المحاماة فقط" أثناء العمل.
حملة نشر الفضيلة
تقوم وزارة الأوقاف التابعة للحكومة المقالة بتطبيق حملة أطلقت عليها اسم "حملة نشر الفضيلة" وتدعو الى تطبيق الشريعة الإسلامية في عدة مظاهر أبرزها حث الفتيات على ارتداء الحجاب والملابس المحتشمة، ودعوة الذكور الى ارتداء ملابس محتشمة على شاطئ البحر.ويشير وكيل وزارة الأوقاف المقالة عبدالله ابوجربوع إلى أن الحملة "جاءت بدعوة من مجلس الوزراء الذي اقترح عمل مشروع لحماية المواطن ,وكانت النتيجة الخروج بلائحة قانونية لحماية الناس وقال ان هذه الحملة "أمر طبيعي لأننا مجتمع مسلم محافظ كأي بلد عربي آخر". ويضيف ان "كل ما في الأمر ان هناك إفرازات للعولمة تمثلت بعضها في بعض العادات السيئة كانتشار المخدرات وازدياد نسبة المدخنين، وهذه الظواهر لم تكن من قبل، ولكنها برزت بعد الحصار".وتابع "نريد ان نعالج هذه الأشياء التي تضر بأبنائنا وبناتنا".
وأكد ابوجربوع "اما بالنسبة للبحر فهو المتنفس الوحيد للناس بعد الحصار والناس تتكدس فيه بكميات كبيرة، وهناك من تسول له نفسه بقلة الأدب على أخواتنا أو العكس من قبل البنات التي لا يوجد لديها حياء". ويتابع "لذلك نحض على عدم الاختلاط ولبس الزى الذي يحفظ الحياء للطرفين. وفي كل شاطئ شرطي من وزارة الداخلية لاستقبال أي شكوى من الجمهور وحمايتهم".ويضيف "بالنسبة لبناتنا في ما يتعلق باللبس والزينة نذكرهم بالموعظة بأن تلبس لبساً محتشماً حسب سنة الرسول".كما يستنكر ابوجربوع ان"يتم عرض دمية للعرض لأنثى عارية أمام المحال في مجتمع محافظ مثلنا، لذا نتوجه لأصحاب المحال بالمعروف ان يرفعها أو يرفع عنها الرأس على الأقل حتى لا يكون فيها روح حسب سنة رسولنا"، مؤكداً أن "الحملة تلقى قبولاً كبيراً لدى المواطنين
وهكذا يبقى القطاع الغزى ضائعا لا يعرف هل اسلمة القطاع حقيقة أم واقع وماذا من خفايا لم تظهر بعد لتتقولب بقالب الشائعات؟
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/