روى أبوداؤدفي سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن مرأة المؤمن المؤمن أخوالمؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه" قال الحافظ العراقي في تخريج الاحياء اسناده حسن .وقال المناوي في فيض القدير المؤمن مرأة المؤمن فأنت مرأة لأخيك يبصر حاله فيك وهو مرأة لك تبصر حالك فيه فان شهدت في أخيك خيرا فهو لك وان شهدت غيره فهو لك وكل انسان مشهده عائد عليه فالمؤمن يبصر بأخيه من نفسه مالايراه بدونه قال العامري معناه كن لأخيه كالمرأة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه من الكبر وتريه قبائح أمور بلين في خفية تنصحه ولاتفضحه هذا في العامة أما الخواص فمن اجتمع فيه خلائق الايمان وتكاملت عنده اداب الاسلام ثم تجوهرباطنه عن أخلاق النقس ترقى قلبه الى ذروة الاحسان. ومن ثم قالوا : من مشهدك يأتيك روح مددك (والمؤمن أخو المؤمن) أي بينه وبينه أخوه ثابتة بسبب الإيمان * (إنما المؤمنون إخوة) * (يكف عليه ضيعته) أي يجمع عليه معيشته ويضمها له وضيعة الرجل ما منه معاشه (ويحوطه من ورائه) أي يحفظه ويصونه ويذب عنه ويدفع عنه من يغتابه أو
يلحق به ضررا ويعامله بالإحسان بقدر الطاقة والشفقة والنصيحة وغير ذلك قال بعض العارفين : كن رداءا وقميصا لأخيك المؤمن وحطه من ورائه واحفظه في نفسه وعرضه وأهله فإنك أخوه بالنص القرآني فاجعله مرآة ترى فيها نفسك فكما يزيل عنك كل أذى تكشفه لك المرآة فأزل عنه كل أذى به عن نفسه (خد د) في الأدب (عن أبي هريرة) قال الزين العراقي : إسناده حسن. روى الترمذي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إن أحدكم مرآة أخيه وقال صاحب المرقات المفاتيح في شرح هذالحديث بكسر ميم ومد همز أي آلة لإراءة محاسن أخيه ومعايبه لكن بينه وبينه فإن النصيحة في الملأ فضيحة وأيضا هو يرى من أخيه ما لا يراه من نفسه كما يرسم في المرآة ما هو مختف عن صاحبه فيراه فيها أي إنما يعلم الشخص عيب نفسه بإعلام أخيه كما يعلم خلل وجهه بالنظر في المرآة فإن رآى أي أحدكم به أي بأخيه أذى أي عيبا مما يؤذيه أو يؤذي غيره فليمطه أي مليمطه كما في رواية الجامع الصغير من الإماطة والمعنى فليزل ذلك الأذى عنه أي عن أخيه إما بإعلامه حتى يتركه أو بالدعاء له حتى يرفع عنه وهذا وجه قول عمر رضي الله عنه رحم الله امرأ أهدى إلي بعيوب نفسي وفي إتيانه بصيغة الجمع إشارة إلى أن النفس معدن العيوب ومنبعها ولذا قيل وجودك ذنب لا يقاس به ذنب وفي شرح الطيبي قيل أي المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما يرسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء أقواله وأفعاله وأحواله تعريفات وتلويحات من الله الكريم فأي وقت ظهر من أحد المؤمنين المجتمعين في عقد الأخوة عيب قادح في أخوته نافروه لأن ذلك يظهر بظهور النفس من تضييع حق الوقت فعلموا منه خروجه بذلك عن دائرة الجمعية فتنافروه ليعود إلى دائرة الجمعية قال رويم لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا فإذا اصطلحوا هلكوا وهذا إشارة منه إلى حسن تفقد بعضهم أحوال البعض إشفاقا من ظهور النفس يقول إذا اصطلحوا ورفع التنافر بينهم خاف أن يخامر البواطن المساهلة والمرآة ومسامحة البعض البعض في إهمال دقيق آدابهم وبذلك تظهر النفوس وتتولى وتصدأ مرآة القلب فلا يرى فيها الخلل والعيب قال عمر رضي الله عنه في مجلس فيه المهاجرون والأنصار أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ماذا كنتم فاعلين مرتين أو ثلاثا فلم يجيبوا قال بشير بن سعد لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح قال عمر أنتم إذا أنتم كذا
احوالهم في صفاء حاله وسوء ادابهم في حسن شماءله. المرقات المقاتيح