لا تقول لله يا محسنين..حكاية فاطمة:أتسول بطفح الدم لأوفر لقمة عيش لزوجي المريض و7من أطفالي
كحرارة الصيف كان وقع كلماتها فكل كلمة تجعل الوجه يشتد إحمرارا جراء ما تنطقه من كلمات .إيابا وذهابا تراها متقوقعة بنفس المكان هناك بشارع الرمال بغزة.
ما يلفت الانتباه طريقة جلوسها التي تثير الجدل لماذا ومن هي وما قصتها؟....
لا تبث بحرف ولا تنادى بكلمة ولا تقول كغيرها بعض الكلمات مثل "لله يا محسنين أو أعطني الله يعطيك "وغيرها من كلمات التسول المهنية المعروفة.
ولكشف غموض تقوقع هذه السيدة على رصيف الرمال بمدينة غزة وهى مرتدية لباس الخجل تقوقعت مراسلة " وكالة قدس نت للأنباء " نسرين موسى بجانبها مستمعة لقصتها عل في نقل حذافيرها من هبة لبعض المؤسسات التي تتصف بالركود مع أنها تواجدت من أجل خدمة هذه السيدة وغيرها ممن أصبحوا بين قوسين "متسولين"
أخجل من نفسى...
تقول السيدة فاطمة محمد بركات والتي تقطن شرق مدينة الزهرة ,عند سؤالها لماذا تجلسين وهل تجلسين للتسول " أنني اخجل من نفسى وانا أجلس وأفترش بعض الوريقات المهملة والتي كانت متطايرة على الرصيف .
وتواصل حديثها " ماذا يجبرني على أن أجلس منذ الصباح وانا لم احصل للان إلا على شيكلا ونصف وهذا يتضح من خلال اللفة المتواجدة بيدها".
وتتساءل بركات " وهل المتسول يبقى صامتا فأنا لا أتحدث لأي مار بالشارع بل أجلس وبسري أدعو ربى ان يرزقني هذا خلافا عن الكلمات التي اسمعها من كل مار ومارة بالشارع مع أنني لا أتعرض بالسؤال لأي من كان".
ولها قصة....
ولكل قصة خلفية وكل خلفية تختلف عن أخرى أو قد يكون هناك وجه تشابه فبصوتها المكبوت قالت السيدة فاطمة" لدى زوج وسبعة من البنات .
وأضافت " زوجي يعانى من مرض خطير وهو سرطان بالكبد وقام بعمل عملية جراحية لكن لم يتم له الشفاء..وبعد ذلك مكث في بيته وترك عمله ولم يتسنى له العمل بأى مكان نظرا لتردى حالته الصحية ".
وواصلت سردها لقصتها قائلة" لم أعرف بعد ذلك من أين احصل على وسيلة للرزق ولم يكلف أحدا من أقربائي نفسه بمساعدتنا .
فوقفت حائرة وأصبحت نظراتي تراودني تارة على بناتي التي أصبحن بسن كبيرة ويحتجن لأي شيئا يسد رمق الحاجة وتارة لأي منفذ يساعدني .وقالت" ذهبت لكل المؤسسات وقدمت كل أوراقي الثبوتية لمرض زوجي وسوء حالتي المعيشية"..لكن لا حياة لمن تنادى وأضافت ساخرة باكية " حينما ساعدوني أعطوني غطاء ((حرام خفيف)).
وعن تلقيها مساعدات من الشئون الاجتماعية أوضحت بركات " بصراحة أحصل من الشئون الاجتماعية على مساعدات لكنها لا تكفى فأحيانا أقوم ببيع هذه المساعدات لشراء الملابس لبناتي وبعدها لم أجد شيئا يسد حاجة الأكل.
وكانت البداية....
وتقول بعد هذا نظرت حولي فلم أجد منفذا لمشكلتي فقررت الخروج من باب هذه المؤسسات للشارع عل به الرحمة فلبست النقاب خوفا على مشاعر بناتي اللواتى بسن الزواج وافترشت الرصيف دون مد يدي فقط انتظر الرحمة من ربى بصدقة من هذا أو ذاك.
وختمت حديثها قائلة" أعرف أن التسول منبوذ لكن حاجتي وظروفي دعوني للجوء للشارع فطرقت باب المؤسسات فما كان منهم غير الوعود إلى أجل غير مسمى..متسائلة" هل وعودهم ستجلب العلاج لزوجي؟ وهل ستستر بناتي من أعين الناس وهل ستقيتنا من الجوع وهل وهل ؟... وطأطأت رأسها باكية.......
وبدموع فاطمة محمد بركات نكتب حروف التساؤل هل من مسئول يرى في نفسه الأهلية ليرد على تساؤلاتها لماذا أنشأت المؤسسات الاجتماعية ولماذا تلبس هذه المؤسسات طاقية الإخفاء عند طرق فاطمة وغيرها أبوابها للمساعدة.؟؟..
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/