ذكر رئيس جهاز الإحصاء الفلسطيني د. لؤي شبانة، اليوم، أن نسبة المسنين في الأراضي الفلسطينية خلال العام 2007 بلغت 4.3%، نصفهم يعانون من الفقر.
وأشار د. شبانة، في تقرير صحفي أصدره اليوم عشية اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف يوم الاربعاء المقبل، استعرض فيه واقع كبار السن في الأراضي الفلسطينية، إلى أن نحو 14.7% من المسنين يشاركون في القوى العاملة، و65.5% مصابون بأحد الأمراض المزمنة.
وأفاد بأن الأراضي الفلسطينية شهدت تحسنا ملحوظا في معدلات البقاء على قيد الحياة منذ بداية العقد الماضي، حيث ارتفعت معدلات البقاء على قيد الحياة إلى نحو 5-6 سنوات خلال العقد ونصف العقد الماضيين، إذ ارتفع من نحو 67.0% لكل من الذكور الإناث عام 1992 إلى 72.0% سنة للذكور و73.5% سنة للإناث مع التوقع بارتفاع هذا المعدل خلال السنوات القادمة ليصل إلى نحو 73.0% سنة للذكور و74.5% سنة للإناث لعام 2015.
وتابع أن ارتفاع معدل توقع البقاء على قيد الحياة عند الولادة في الأراضي الفلسطينية، أدى إلى ارتفاع أعداد كبار السن، ما يستدعي ضرورة البحث والدراسة في مجال أوضاع المسنين.
وقال 'أن مرحلة الشيخوخة لم تحظ بالاهتمام الكافي خاصة في البلاد النامية. ونظراً لارتفاع نسبة كبار السن في العالم نتيجة لانخفاض نسبة الوفيات وارتفاع معدلات توقعـات الحيـاة، سيؤدي إلى انعكاسات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية مما يحتم الاهتمام بقضية الرعاية المتكاملة لكبار السن'.
واستعرض د. شبانه رئيس الإحصاء الفلسطيني واقع وظروف كبار السن في الأراضي الفلسطينية على النحو التالي:
الأوضاع الديمغرافية لكبار السن في الأراضي الفلسطينية
يمتاز المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بأنه مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن حوالي نصف المجتمع في حين لا تشكل فئة كبار السن أو المسنين سوى نسبة ضئيلة من حجم السكان. ففي منتصف العام 2007 بلغت نسبة كبار السن (الأفراد 60 سنة فاكثر) 4.3% من مجمل السكان، مع العلم أن نسبة كبار السن في الدول المتقدمة مجتمعة قد بلغت نحو 16% من إجمالي سكان تلك الدول، أعلاها في اليابان بنحو 22% من إجمالي سكانها، في حين تبلغ نسبة كبار السن في الدول النامية مجتمعة حوالي 6% فقط من إجمالي سكان تلك الدول. رغم الزيادة المطلقة لأعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات القادمة إلا انه يتوقع أن تبقى هذه النسبة منخفضة وفي ثبات أي لن تتجاوز نسبة 4.4% خلال السنوات العشر القادمة في حين من الممكن أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد عام 2020، ويعزى ثبات نسبة المسنين من إجمالي السكان خلال السنوات القادمة إلى استمرار تأثير معدلات الخصوبة المرتفعة على التركيب العمري للسكان في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.
بلغت نسبة الأفراد الذكور 60 سنة فأكثر في الأراضي الفلسطينية لعام 2007 حوالي 3.7% مقابل 4.9% للإناث، بنسبة جنس مقدارها 76.9 ذكر لكل 100 أنثى. إن ارتفاع نسبة الإناث مقابل الذكور لدى كبار السن تعود لأسباب بيولوجية وصحية، حيث يزيد العمر المتوقع للبقاء على قيد الحياة للإناث مقابل الذكور في معظم دول العالم.
الأسرة وكبار السن
رغم أن نمط العائلة الممتدة اخذ بالانخفاض ليسود مكانة نمط العائلة النووية، إلا أن العائلة في الأراضي الفلسطينية لا تزال تحافظ على ترابطها الأسري وعلى محبة واحترام ورعاية المسن بالرغم من التحولات الكبيرة التي طرأت على نمط حياة العائلة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، إذ أظهرت نتائج المسح الفلسطيني لصحة الأسرة 2006 أن نسبة الأسر الممتدة في الأراضي الفلسطينية قد انخفضت لتصل إلى 18.3% في عام 2006، (بواقع 15.0% في الضفة الغربية و24.6% في قطاع غزة).
كما بلغت نسبة الأسر التي يرأسها رب أسرة مسن 14.6% من الأسر الفلسطينية. وتشير البيانات إلى أن متوسط حجم الأسر التي يرأسها مسن تكون في العادة صغيرة نسبيا إذ بلغ متوسط حجم الأسرة التي يرأسها مسن في الأراضي الفلسطينية 4.3 فردا مقابل 6.6 فردا للأسر التي يرأسها غير مسن، مع العلم أن متوسط حجم الأسرة الفلسطينية لعام 2006 قد بلغ 6.1 فردا.
وعند توزيع كبار السن حسب حالتهم الزواجية نجد أن 89.7% من كبار السن الذكور في الأراضي الفلسطينية هم متزوجون مقابل 41.7% من الإناث متزوجات، في حين بلغت نسبة الأرامل من كبار السن 8.7% للذكور، مقابل 52.2% للإناث وذلك حسب بيانات المسح الفلسطيني لصحة الأسرة 2006، ويمكن تفسير ارتفاع هذه النسب لكبار السن الذكور عنها للإناث إلى احتمال زواج الذكر بعد وفاة زوجته اكبر من احتمال زواج الأنثى، وارتفاع العمر المتوقع للإناث مقابل الذكور.
الحالة العملية
يرتبط تعريف المسن في كثير من الدول بسن التقاعد فيها وقد تم اعتماد سن التقاعد في الأراضي الفلسطينية بلوغ العامل الستين من العمر، حيث يفترض بالأفراد الذين يبلغون الستين من العمر فاكثر أن يكونوا خارج القوى العاملة، لكن للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها كبار السن أو من يعيلوهم قد تدفعهم أن يكونوا داخل القوى العاملة لسنوات إضافية أخرى قد تصل حتى بداية عقد الثمانينات من العمر أحيانا، فقد بلغت نسبة مساهمة كبار السن من إجمالي المشاركين في القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية حوالي14.7% لعام 2007، كما يلاحظ ان هناك فروقا واضحة ما بين الحالة العملية لكبار السن على مستوى المنطقة والجنس، ففي حين ترتفع نسبة مساهمة كبار السن في القوى العاملة في الضفة الغربية إلى 16.6% مقابل 10.6% في قطاع غزة، وتنخفض نسبة البطالة فيما بينهم على مستوى الضفة الغربية لتصل إلى 6.8%، مقارنة مع 7.5% في قطاع غزة، بينما بلغت نسبة العاملين الذكور من كبار السن 8.7% في حين لم تتجاوز هذه النسبة للإناث كبيرات السن 1.9%. ومن جانب آخر تشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من كبار السن العاملين يعملون لحسابهم 60.6%، في حين أن هناك نسبة بسيطة من كبار السن يعملون كمستخدمين بأجر.
الحالة التعليمية
عند دراسة الواقع التعليمي لكبار السن فان الإحصائيات تشير إلى أن هناك نسبة عالية منهم أميون، إذ بلغت نسبة كبار السن الذين لـم ينهوا أيـة مرحلة تعليمية 68.4% من مجمل كبار السن (منهم 49.3% أميون وهم بذلك يمثلون نحو 63% من الأميين البالغين في المجتمع الفلسطيني ككل)، في حين لم تتجاوز نسبة كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية في العام 2007 سوى 6.4%، حيث أن التعليم في الماضي لم يكن متوفرا للجميع وخاصة في التجمعات الريفية، ولم يكن يولي الأهل الأهمية اللازمة لتعليم أبنائهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية للأسر آنذاك، فضلاً عن عدم توفر المدارس ودور التعليم. كما أظهرت بيانات التعليم أن هناك تمايزا واضحا بين الذكور والإناث في التحصيل العلمي، حيث أن نسبة كبار السن الذكور الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية بلغت 11.4%، وانخفضت لدى كبار السن من الإناث لتصل إلى 2.5% فقط، مع العلم أن نسبة الأمية بين الأفراد 15 سنة فاكثر في الأراضي الفلسطينية لا تتجاوز 6.1% (2.8% للذكور مقابل 9.5% للإناث)، كما بلغت نسبة الأفراد 15 سنة فاكثر الذين يحملون الدبلوم المتوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية 13.1% من مجمل السكان 15 سنة فاكثر (14.9% للذكور و11.3% للإناث).
أما بالنسبة لمن لم ينهوا أية مرحلة تعليمية، فبلغت النسبة لدى كبار السن الذكور في العام 2007 في الأراضي الفلسطينية 51.0% مقارنة مع 81.7% للإناث. وقد يعزى الفرق في التحصيل العلمي بين الذكور والإناث في الأراضي الفلسطينية إلى تفضيل الأهل لمواصلة تعليم الذكور على الإناث، كما أن نسبة كبيرة من الإناث تنقطع عن مواصلة الدراسة بسبب الزواج المبكر.
الحالة الصحية
تشير البيانات المتوفرة لعام 2006 أن 65.5% من كبار السن مصابون على الأقل بأحد الأمراض المزمنة، كما يبدو أن نسبة كبار السن المصابون بالأمراض المزمنة المقيمين في الضفة الغربية أعلى من نظرائهم المقيمين في القطاع، إذ بلغت 66.3% لكبار السن في الضفة الغربية في حين كانت في قطاع غزة 63.2%. كما كانت نسبة كبيرات السن المصابات بأحد الأمراض المزمنة أعلى بشكل واضح من نسبة الإصابة بين كبار السن من الذكور، فبلغت لكبار السن من الذكور 56.5% مقابل 72.5% للمسنات.
وحول اكثر الأمراض المزمنة المنتشرة بين كبار السن فقد أظهرت النتائج أن أمراض ضغط الدم، السكري، أمراض المفاصل، أمراض القلب، هي الأكثر انتشارا بين كبار السن ومن المعلوم أن هذه الأمراض تنتشر بشكل كبير بين المسنين ومع تقدم العمر، فبلغت نسبة إصابة كبار السن بضغط الدم 35.3%، 24.9% للسكري، 16.4% للإصابة بأمراض المفاصل، و12.2% للإصابة بأمراض القلب، مع العلم أن نسبة إصابة الأفراد بالأمراض المزمنة على مستوى الأراضي الفلسطينية قد بلغت للسكري 2.6%، ضغط الدم 3.3%، أمراض القلب 1.2%، أمراض المفاصل 2.1%.
الإعاقة الحركية أكثر انتشارا بين كبار السن
وعند دراسة نمط الإعاقة أو الصعوبات بين كبار السن أظهرت بيانات عام 2006 أن نسبة كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل بلغت 14.8% من مجمل كبار السن، مع عدم وجود فروقات واضحة ما بين الذكور والإناث كما هو متوقع، إذ أن الذكور اكثر عرضة للإصابة أو التعرض للإعاقة نتيجة العمل أو الحوادث المختلفة، فبلغت نسبة الذكور كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل 15.4% مقابل 13.3% للإناث كبيرات السن، في حين بلغت نسبة وجود صعوبات في الأراضي الفلسطينية ولمختلف الأعمار 2.7% وذلك من مجمل السكان. وعند دراسة أنواع الصعوبات وأكثرها شيوعا بين كبار السن فكانت الصعوبة الحركية ومن ثم الفهم والتواصل تليها الصعوبة البصرية إذ بلغت على التوالي 44.7%، 22.9%، و14.7% من مجمل كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل، بينما كانت الصعوبات الحركية والبصرية بين السكان في الأراضي الفلسطينية ككل قد بلغت 1.3% و0.8% فقط من مجمل السكان.
الأحوال المعيشية
يرتبط الفقر في المجتمعات النامية على مستوى الأسر مع جنس رب الأسرة، إذ نلاحظ ارتفاع نسب الفقر بين الأسر التي ترأسها امرأة مقابل الأسر التي يرأسها ذكر، وعلى مستوى الأفراد هناك علاقة ما بين كبر السن والفقر فترتفع معدلات الفقر للكبار مقارنة بالشباب، فتشير البيانات إلى أن نسبة الفقر بين كبار السن لعام 2007 قد بلغت 49.8% من مجمل كبار السن، وهذه النسبة تشكل 3.2% من مجموع الفقراء في الأراضي الفلسطينية، مع العلم أن نسبة كبار السن في المجتمع لا تتجاوز 4.3% من مجمل السكان، ويلاحظ أن هنالك فروق كبيرة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة إذ بلغت نسب الفقراء من كبار السن في الضفة الغربية 39.5% في حين بلغت هذه النسبة في قطاع غزة 75.3%.
الرضى عن الظروف المعيشية والصحية
أشار 60.3% من كبار السن انهم راضون عن أوضاعهم الصحية (52.1% راضون و8.2% راضون جدا)، في حين أشار 27.7% من كبار السن انهم غير راضين عن أوضاعهم الصحية (23.1% غير راضين و4.6% غير راضين جدا)، وعلى مستوى الجنس كانت نسبة كبار السن من الذكور الذين أشاروا بعدم رضاهم عن أوضاعهم الصحية 27.1% مقابل 28.1% من الإناث كبيرات السن وذلك بناءً على نتائج المسح الفلسطيني لصحة الأسرة 2006.
وعند سؤال كبار السن عن مستوى رضاهم عن الخدمات التي تقدمها الحكومة والجهات غير الحكومية أظهرت النتائج انخفاض مستوى الرضى بشكل واضح إذ أن من كل أربعة من كبار السن هناك ثلاثة غير راضين عن مستوى الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية لكبار السن ، مع العلم أن مستوى الرضا عن هذه الخدمات من قبل كبار السن المقيمين في قطاع غزة أعلى منه في الضفة الغربية (19.6% في الضفة الغربية، و35.7% في قطاع غزة). ولم تتجاوز نسبة الرضا عن الخدمات المقدمة لكبار السن من قبل الجهات غير الحكومية عن 9% فقط، من الملفت للنظر انخفاض نسبة الرضا عن هذه الخدمات في قطاع غزة إذ لم تتجاوز نسبة الرضى عن الخدمات المقدمة من الجهات غير الحكومية في قطاع غزة عن 3.0%.
وسائل الإعلام
من الواضح أن هناك نسبة جيدة من كبار السن يقضون وقتا طويلا في البيت، وهذه فرصة للاستماع إلى الراديو ومشاهدة التلفاز وحتى قراءة الصحف اليومية أو المجلات، إذ أظهرت نتائج المسح الفلسطيني لصحة الأسرة 2006 أن 74.0% من كبار السن (79.6% في الضفة الغربية، و62.3% في قطاع غزة) يشاهدون التلفاز مرة واحدة على الأقل أسبوعيا، منهم 62.4% يشاهدونه بصوره يومية.
كما بلغت نسبة استماع كبار السن إلى الراديو على الأقل مرة واحدة أسبوعيا اكثر من نصف كبار السن (47.7%) مع ملاحظة ارتفاع نسبة الاستماع للراديو للمسنين المقيمين في قطاع غزة مقارنة بالمسنين في الضفة الغربية، 65.5% في قطاع غزة و39.4% في الضفة الغربية، وارتفاع نسبة الاستماع للراديو للذكور المسنين مقارنة بالإناث المسنات إذ بلغت 57.3% و40.7% على التوالي.
وحول قراءة الصحف والمجلات، فقد بلغت نسبة كبار السن الذين يقرؤون الصحف والمجلات مرة واحدة على الأقل أسبوعيا نحو 34.3% وذلك من مجمل المسنين الذين يستطيعون القراءة والكتابة حاليا، منهم 14.6% يقرؤون الصحف والمجلات يوميا، مع ملاحظة وجود فروقات حول قراءة الصحف اليومية والمجلات ما بين كبار السن المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة فبلغت للمسنين في الضفة الغربية 35.9% و30.4% في قطاع غزة، وللمسنين الذكور 38.3 % وللمسنات 24.4%.
وحول الاعتقاد بان وسائل الإعلام المختلفة تقدم صورة دقيقة لأوضاع ومشاكل المسنين، فقد أفاد 42.5% من كبار السن الذين يشاهدون البرامج التلفزيونية أنها كذلك منهم 44.7% في الضفة الغربية 36.8% في قطاع غزة.
وأشار 37.7% من المستمعين للراديو إلى أن الراديو يقدم صورة دقيقة لأوضاع ومشاكل المسنين (45.1% في الضفة الغربية و28.2% في قطاع غزة)، ولفت 28.4% فقط من قراء الصحف اليومية والمجلات إلى أن هذه الصحف والمجلات تقدم الصور الدقيقة لأوضاع ومشاكل المسنين وبدون اختلافات واضحة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.