بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين
عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله الذي يقول(( ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )).
قال مولانا ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (( اخبروا شيعتنا انه لاتنال شفاعتنا من استخف بصلاته)).
إن قول النبي (ص) عام يشمل جميع أهل الكبائر, و أما قول الامام الصادق (ع) فهو خاص ينحصر بالمستخف بالصلاة أي المتهاون بها, فيحمل العام على الخاص, كما هو متعارف عليه عند الأصوليين في مثل هذه الحالة, و تسمى بالتعارض غير المستقر و تجمع جمعاً عرفياً, ذكر بشكل مفصل في بحوث اصول الفقه مبحث ( التعارض والتراجيح ).
اٍن شفاعة أهل البيت عليهم السلام لها منازل متعددة, فيمكن حمل قول النبي صلى الله عليه وآله على منزل منها, كأن يكون آخر المراحل في يوم القيامة, و يحمل قول الامام عليه السلام على عدم نيل الشفاعة في منزل آخر, كأن يكون في البرزخ مثلاً أو غيره.
وهنالك ما يؤيد ما ذكرناه و هو قول النبي: ( ادخرت ), اٍذ أنّ الادخار يفيد معنى عدم الاعطاء في أول أزمنة الحاجة والحفاظ عليها اٍلى الازمنة المهمة جداً.
يمكن أن يكون الفرق هو أنّ الامام الصادق ينفي الشفاعة عن المستخف بالصلاة على النحو الفعلي وواقعاً, وهذا لاتعارض له مع قول النبي, اٍذ أن النبي(ص) لم يقل اني اشفع فعلاً لأهل الكبائر, بل قال اني أدّخر شفاعتي لهم, و معنى الادخار هو الحفاظ عليها اٍلى وقت الشدة, والحفاظ لايعني اعطاؤه بشكل قطعي, فربما يعطي الشفاعة وربما لا يعطيها.