'القدس العربي' من زهير اندراوس: قال رفيق النتشة، رئيس المحكمة الحركية لحركة فتح، رئيس المجلس التشريعي السابق، في حديث خصّ به 'القدس العربي' أمس الثلاثاء، حول ما صرح به رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية عن تورط محمود عبّاس ومحمد دحلان في قتل الرئيس ياسر عرفات، إنّه لم تمر فترة في تاريخ فتح بدون إشكالات، من يريد أن يسمى ما قاله القدومي بالقنبلة أو بالبركان فليفعل، إنّها مشكلة بالنسبة لحركة فتح التي تواجهها، وبتقديري أنّ الحركة استوعبت هذه المشكلة، والأمور سائرة بشكل طبيعي نحو عقد مؤتمر فتح السادس في بيت لحم.
أما بالنسبة لمقاضاة القدومي داخل مؤسسات حركة فتح، كما صرح العديد من أقطاب حركة فتح، وفي مقدمتهم رئيس السلطة عبّاس فقال النتشة: الكثيرون الذين صرحوا بهذا الأمر لم يصلنا منهم أي دعوى أو شكوى ضد الأخ القدومي (أبو اللطف)، ولم تقدم أيّ شكوى ضد القدومي من قبل أي فرد أو كادر أو قيادة أو مؤسسة حول هذا الموضوع.
وفي ما يتعلق بعقد المؤتمر في بيت لحم وليس في الخارج، وهل هذا الأمر سينتقص شيئاً من القرارات التي سيتخذها مؤتمر حركة فتح السادس قال النتشة: أستطيع أن أؤكد بل وأراهن وأتحدى أنّ عقد المؤتمر في بيت لحم لن يؤثر على فكر أيّ من كوادر حركة فتح، وستكون هناك حرية مطلقة في اتخاذ القرارات اللازمة الواجبة والوطنية التي ستنهض بحركة فتح إلى ما يجب أن تكون عليه، نعم لقد قلت في السابق إننّي أؤيد عقد المؤتمر في الخارج، ولكن في نفس الوقت قلت أيضاً إنني سألتزم بقرار القيادة، وبالتالي حينما درس المجلس الثوري هذا الموضوع، كان المطروح عقده في الداخل في بيت لحم، ولم يتقدم أحد من أعضاء اللجنة المركزية، وأكثريتهم أعضاء في المجلس الثوري، ببديل لا في الداخل ولا في الخارج، وبالتالي لم يكن أمام الإخوان في المجلس الثوري إلا اعتماد عقد المؤتمر في الداخل، واعتبر أنّ القرار الذي اتخذ في المجلس الثوري لحركة فتح لعقد المؤتمر في بيت لحم كان قراراً ديمقراطياً، لا بل أروع أنواع الديمقراطية، لأنّ المجلس الثوري قام بواجبه، بديلاً للجنة المركزية التي لم تستطع اتخاذ هذا القرار، وصوت إلى جانب عقد المؤتمر في الداخل 66 عضوا، ومعارضة 10 أعضاء فقط، أي أنّ القرار اتخذ بأغلبية كبيرة جداً لعقده في بيت لحم.
وحول المطالبة من قبل جهات عديدة في أوساط الشعب الفلسطيني بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في أسباب وفاة الرئيس الشهيد عرفات قال النتشة: أولاً، أنا أرفض رفضاً قاطعاً تبرير لجنة التحقيق بما قام الموساد الإسرائيلي بتسريبه إلى وسائل الإعلام لكي نشكل لجنة تحقيق دولية، لن نتخذ من تقرير الموساد وسيلة للتغيير داخل الحركة، وأنا لا أرضى بذلك، وأرفض أن نصبح أداة بأيدي الموساد الإسرائيلي من حيث لا ندري، هذا كلام معلن، أي تقارير صحافية، وبالتالي لا يجوز أن نتخذه على أنّه قرآن مسلم به ونبني عليه، الأخ أبو اللطف سبق أن اجتمع مع إخوانه في اللجنة المركزية أكثر من مرة، ويقول إنّ هذا التقرير لديه منذ عدة سنوات، لماذا الآن نشره؟ من الطبيعي أنّ نشره في هذه الفترة بالذات فتح المجال لأي شخص يتابع هذا الأمر ليقول إنّ ذلك نابع من عقد المؤتمر السادس لحركة فتح. أما بالنسبة للجنة التحقيق فقال النتشة إنّه شُكلّت لجنة تحقيق برئاسة ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل عرفات، التي تتولى هذا الأمر، وعندما ترى هذه اللجنة أنّه لا بدّ من إدخال جهات دولية في الموضوع فلها الحق في أن تطلب ذلك، كنت أتمنى أن يقوم الأخ أبو اللطف بتقديم هذا الموضوع إلى اللجنة المذكورة لكي تقوم بدراسته دراسة موضوعية وعلمية، ولكنّ هذا الأمر لم يحصل. أما بالنسبة لمطالبة رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، إسماعيل هنية، وهو من حركة حماس، بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في ظروف استشهاد الرئيس عرفات، فقال النتشة ان له الحق أن يطلب، ولكن ممن يطلب ذلك؟ يطلب من محمود عبّاس وهو لا يعترف به؟ يطلب من السلطة الفلسطينية وهو لا يعترف بها؟ أنا أقترح على السيد هنية ألا يستعمل هذه القداسة للرئيس ياسر عرفات، كونه شهيداً وكونه رمزاً للشعب الفلسطيني، هذه مجرد ترهات سخيفة يتناولها البعض.
وهل القرارات التي ستتخذ في مؤتمر فتح السادس والأقوال الكثيرة التي قيلت إنّ المؤتمر سيتخذ قرارات منها إسقاط خيار المقاومة واعتماد أسلوب المفاوضات مع الدولة العبرية، قال النتشة: أرجو أن تبلغ هؤلاء الواهمين أو من العملاء أنّ هذا لن يحصل، ونحن وإياهم في المؤتمر، ليسمعوا أنّ المؤتمر من المسؤولية العالية، أنّه سيتخذ القرارات التي فيها مصلحة لحركة فتح ولمصلحة الشعب الفلسطيني، ولن تتخلى حركة فتح ولا الشعب الفلسطيني عن المقاومة بكل أشكالها طالما بقي الاحتلال، ونحن وإياكم في المؤتمر لنجد من هو الذي يسقط في تصريحات الأوهام من العملاء. حركة فتح في المؤتمر ستتمسك بكل الخيارات النضالية، بما في ذلك المقاومة. وحركة فتح لا تعترف بإسرائيل، ولم تطلب من أحد الاعتراف بإسرائيل، وكل هذه الترهات التي تقال من أطراف عديدة أنّه طلب منهم الاعتراف بإسرائيل هي كذب في كذب، كل ذلك عبارة عن نوع من المسخرة الإعلامية، نحن لا نطالب الفصائل بالاعتراف بإسرائيل، لأننّا نحن في فتح لم نعترف بها، لكنّ الحكومة التي تمثل الشعب الفلسطيني يجب أن تلتزم بالاتفاقيات، وإلا لن نستطيع خدمة الشعب الفلسطيني.
أما بالنسبة لتعثر الحوار بين فتح وحماس فرأى النتشة أنّ الحوار أخذ منحى قبلي، عشائري، فصائلي حزبي على حساب مصلحة الطرفين، والسبب الأساسي في ذلك يعود إلى الانقلاب العسكري الذي حصل في غزة، وأنا قلت منذ البداية، لا يجب أن نبني على الانقلاب أيّ شيء، ليس لأنّه من قبل حماس، لا يجوز في الشعب الفلسطيني أن نسمح بأيّ نوع من أنواع الانقلابات العسكرية، فنحن شعب متحضر يعتمد على الحوار، وبالتالي أنا أرى الحل أنّ الشعب الذي أتى بنا إلى السلطة هو الشعب الذي يجب أن نعود إليه والالتزام بذلك، وهناك ضرورة ملحة لإجراء انتخابات في الشارع الفلسطيني.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/