ابي وسيدي ..يا سيد الموقف وكل الكلمات...سلام عليك!
إلى كوفيتك وجبهتك السمراء ..الى أطياف روحك ..وهي تناجي قباب
القدس...فسلام عليك!
هنيئا للتراب وحباته الذي يضمك..هنيئا للمجد الذي لونته بيديك !
ياسر...يا سرّ بقائنا ونور ضيائنا ....سلام عليك!
من وجعنا..من جرحنا ..من صبرنا...من عجزنا..نحنّ إليك!
سيدي...عذرا لروحك ومثواك ...فنحن اتون اليك فرادا..دون امام كما في الصلاة عليك
سيدي ومولاي..واصل الرحيل عنا..ولا تطل من خلف ستائر الموت لترانا...لأنك حينها لن ترانا مثلما ودعتنا كبارا !
سيدي الرئيس..وما تنفع الكلمات المارقة أمام قبحنا الذي ذرفناه بحرابنا يوم مزقت سكون بيتك !
ماذا نقول أمام قبرك؟؟ أوَ عدنا أوفياء لعهدك؟؟؟؟
أَما زلنا نقسم قسمك؟؟؟؟ونرفع علمك؟؟؟ونعز وطنك؟؟؟!!
لا والذي خلقك!!
ما عدنا نحن كما أسلفت فينا ظنك!!
لم نعد نوفي لقدسك!!
ولم نعد نهتز لصوتك..وصمتك ..وموتك!!
أيها الغائب بين النجوم..سائرا تحاكي الضمائر الحية...فتش عن الياسين والقاسم حولك!
ابحث هنا وهناك..علك تجد كنفاني غائرا بين السطور يكتب وصية لشعب سائر الى الموت دون وصية!
يا سيد الموقف!
بيديك لا زال الموقف!
ولا زلت ضاغطا بكلتا يديك على كابح القنبلة لدرء الانفجار!
سيدي..أطلق إلينا من وسط القبور حوار...
ولا تنتظر صنعاء والقاهرة ..ولا حتى مكة.. بقدسية اليمين تحت ستار الكعبة!
أيها القائد.....!
رفاقك القادة يتراءون إليك من الميسرة والميمنة...نحيل إليكم رقابنا من جديد!
أغيثونا برب السماء!!!
ولا تلوحوا لنا بأكف الرحيل!
ليس فينا - يا سيدي- من يمتلك القرار...وليس فينا من يريد حوار..!!
أبا عمار...!! عانق الياسين والشقاقي..وعمر القاسم وأبا علي
مصطفى...تعانقوا ...وأعلنوا من عندكم بدء الحوار!
أعلنوا من مرقدكم ميلاد الانتصار !
و وحدة القرار !
إنّا سئمنا أن نُقتل كل يوم بقرار.. إنّا سئمنا الانتحار!
ضجرنا من كل الشاشات الزائفة ...وكرهنا نشرات الأخبار!
يا قادتي الشرفاء...إني استصرخ قبوركم الثائرة ..وقاماتكم العالية..وضمائركم التي أبت الموت رغم أجسادكم الراحلة!:
استصرخكم انتم وحدكم ...لأن ما لدينا كلٌ له قبلته التي ينحني خشوعا لها كل يوم خمسين مرة!
و يطيب لهم قرع الكؤوس على مذابح حرية ما تبقى من الوطن الذي ورثناه بشرع الله والتاريخ!
يا أحبتي...إننا نتوق إلى الرحيل إليكم..كل لحظة!
علنّا نتبارك من وحدتكم ..ونجد فلسطين واحدة كما انتم!
أبا عمار...يا صوتنا الشجي الغائب منذ سنين أربع..نستميح ترابك عاذرا للذي اقترفته أيدينا ولازالت منذ حزيران الأسود!
أبي ومولاي؟؟؟ ابلغ عنا السلام غالى من أحب قلبنا ضمائرهم من حولك....وقل لهم أننا لم نعد بخير!
قل لهم أن الوطن لم يعد بخير...وفلسطين ليست بخير!
اسمحوا لنا - سيدي - أن نهمس في آذانكم عتابا غصّت به أفئدتنا ..لنقول لكم بكل ألم ..أنكم تشاطروننا جزءا من الهم والسؤال!
بهؤلاء الذين أورثتمونا!
وماذا أورثتمونا ؟؟
قادة من خلفكم صنعوا لنا مُلكا في غزة؟؟؟ وأخر في الضفة؟؟؟ ولا زلنا نبحث عن المملكة!
اعذرونا يا سادتي..وبكل كبرياء ومجد تركتموه خلفكم...نزفه الآن إليكم وردا وياسمينا..وننثر عليه رشفات من الدعاء الخالص لأرواحكم بالخلد في الجنة...بعيدا عن جحيمنا ألتناحري!!!!
أبا عمار....
كثيرا ما اختلفنا معك...لكننا يوما لم نختلف عليك