الاحترام والصراحة بين الزوجين يؤديان إلى حياة مستقرة
كثيراً ما نسمع عن زيجات موفقة وأيضاً نسمع عن صداقات موفقة.. ولكن هل سمعتم عن علاقة زوجية كانت الصداقة بين الشريكين هي أساس نجاح هذه العلاقة؟
فالصداقة بين الزوجين تحتاج إلى بعض الشروط والأسس على كلا الطرفين اتباعها منها الصراحة واحترام الخصوصية، فهل مجتمعنا الشرقي وخاصة المجتمع السعودي يعرفون أبسط ضوابطها؟ كم عائلة سعودية تعتمد الصداقة الزوجية؟ وإذا وجدنا مثل هذه العائلات فهل ترتكز صداقة الزوجين على الصراحة والاحترام حتى في ساعات احتدام النقاش؟ هل تنجح صراحة الأصدقاء في استمرار علاقة الزواج؟ أسرار الصديقين المتزوجين هل يمكنها ان لا تتعدى عتبة باب منزلهما؟
أسئلة كثيرة طرحتها «الرياض» على متزوجين ومتزوجات وأصحاب اختصاص وكانت النتيجة كالآتي..
حفظ الأسرار
عبدالله عسيري، موظف يقول: الصداقة بين المتزوجين تحتاج إلى وضوح وصراحة منذ بداية الحياة الزوجية. ولكن ذلك لا يعني ان تعلم الزوجة كل شاردة وواردة عن زوجها.. فأنا لا أؤمن بمسألة صداقة الزوج والزوجة وايداع كل أسرار الزوج لدى الزوجة لأن لذلك سلبيات منها ان الزوج أو الزوجة قد يمسك بأحد هذه الأسرار ويستغلها ضده إذا ساءت العشرة بينهما.
أو ان لا يكون أحدهما أهلاً لتحمل وحفظ هذه الأسرار وخاصة إذا ابتلي الرجل بامرأة ثرثارة لا تحفظ سرها فما بالك بسر زوجها.
دبلوماسية
أما حمد المنصور، موظف: فيعتقد أنه من الصعب وجود علاقة صداقة بين الزوجين.. لأن ذلك صعب التطبيق وخاصة إذا لم يكن هناك اتفاق من بداية الزواج فزيجاتنا تقليدية روتينية لا ننظر من خلالها إلى الصداقة بل ننظر للتفاهم وإلى إنجاب الأبناء وطريقة تربيتهم.. وإذا أتى الوضوح والصراحة بيننا كان ذلك من أساسيات استمرار الزواج ولا أعتقد أنه يمت للصداقة بصلة.
لأنني عندما أصادق زوجتي يجب ان أكون على قدر كبير من الذكاء والدبلوماسية حتى لا تتعارض صداقتنا مع حياتنا الزوجية فأنا أفضل ان نكون أزواج على ان نكون أصدقاء.
خصوصية
إبراهيم عبدالله معلم متزوج منذ خمس سنوات يعلق على الموضوع بقوله: هناك الكثير من الأسرار التي لا أحب اطلاع زوجتي عليها لا لشيء ولكن لأنها تخصني وحدي.. وأفضل ان يكون لي خصوصيتي التي لا أسمح لأحد باختراق تفاصيلها ولكن هذا لا يعني ان لا أتكلم مع زوجتي بأشياء تهمنا نحن الاثنين بكل صراحة ووضوح مع مزج روح التفاهم والاحترام حتى تبقى صورة كلامنا محفوظة لدى الآخر بشكلها الجميل دون تنغيص بسبب صراحة الأصدقاء.. فالبعد عن الصداقة بين الزوجين أفضل لاستمرار الزواج.
عادل سعيد، طالب جامعي متزوج ويقول: برأيكم كيف أعقد صداقة مع من هو دوني في التعليم أو ليس بيننا تقارب في المستوى الاجتماعي أو الفكري؟! فالزواج قسمة ونصيب، فقد يكون نصيبي مختلفاً تماماً عما كنت أتمناه في شريكة الحياة من ثقافة وفكر.. فإذا كان طموح الزوجة وتفكيرها ينحصران في زينتها ومظهرها كيف لي ان أصادقها وأجعل منها مخزناً لأسراري.. ويضيف للأسف الصداقة بين الزوجين قد تصبح مستحيلة وخصوصاً في بيئتنا الشرقية لكنها موجودة بلا شك لدى من لديهم توافق فكري واجتماعي.. لأن العلاقة الزوجية من أكثر العلاقات البشرية حساسية وتأثراً بالعوارض الخارجية أكثر من تأثرها بالعوامل الداخلية مثل الحب والراحة المادية والصحية.
تكوين فسيولوجي
ماجد المخلافي، معلم: يرى ان الزوجة لا تصلح لأن تكون صديقة لكل الأوقات وخاصة ان تكوين المرأة الفسيولوجي والهرموني بشكل مستمر لا يجعلها تحتوي زوجها باستمرار، فأنا أفضل إيداع أسراري والفضفضة لصديقي الرجل لأنه يشعر بي أكثر من زوجتي أحياناً وخاصة في الأوقات التي أشعر ان زوجتي ليست بحالة مزاجية جيدة.. فذلك سيؤثر على طريقة تفهمها لمشكلتي.
آراء الزوجات
كانت آراء الرجال متقاربة تقريباً بأنهم قد يعتبرون الزوجة صديقة لبعض الوقت وليس لكل الوقت.. وأنهم يفضلون عقد صداقات خارج المنزل.. لأنها أضمن في الاستمرارية.. أما آراء النساء في الصداقة بين الزوجين فكانت كالآتي..
الصداقة مع الزوج قد تؤدي إلى المشاكل المستمرة.. بهذه المقولة علقت أم خالد على موضوعنا وأضافت ان الزوج يريد المرأة دائماً حاضرة بكل جوارحها ولا تخفي عنه أي شيء وهذا ليس في صالح الزوجة فهي قد تقول له شيئاً لا يعجبه في ساعة تقارب الأصدقاء فيكون ما لا يحمد عقباه فالصراحة والصداقة والبوح بالأسرار قد تؤدي إلى نتائج لن تكون في صالح الزوجين فهي قد تظهر للشريك الآخر عيوب لم تكن ظاهرة له منذ البداية فتؤثر بالتالي على علاقتهما الزوجية أو تؤثر في علاقتهما بإحدى أسرتي الزوج أو الزوجة.
وتشير إلى ان الصداقة لا تصلح مع الرجال في مجتمعنا لأن الرجل الشرقي ليس متفهماً لما قد تقوله الزوجة بحسن نية.
ترحيب
عبير محمد، معلمة تقول: أرحب بصداقة زوجي لي وخاصة ان النساء يحتجن للتنفيس عما بداخلهن أكثر من الرجل وخاصة في أوقات شعورهن بالضيق.. فأفضل متلق لها في هذه الحالة هو زوجها لأنه الوحيد الذي لن يستغل كلامها ضدها.
ولكن يجب ان يكون لصداقتنا حدود لا يتجاوزها الشريك مثل علاقتي بأهلي وما يدور بيني وبينهم وأيضاً علاقته بأهلة كذلك.
وتضيف برأيي ان من أسس نجاح الصداقة بين الزوجين واستمرارها هودعم كل طرف للآخر واحتماله له والتماس العذر له.
اما خلود سالم معلمة أيضا فتشارك زميلتها عبير بالحديث وتضيف أرى ان من المفروض ان يكون هناك قدر ولو بسيطاً من الصداقة بين الزوج وزوجته وأن يعاملا بعضهما معاملة الأصدقاء.. من احترام بعضهما والبوح بكل ما لديهما من اسرار مراعين خصوصية كل طرف وما يود الاحتفاظ به لنفسه لأن ذلك يساعد في زرع الثقة أكثر بينهما واحتواء كل طرف للآخر في وقت الأزمات.
وتشير قد أكون بالغت كثيرا ولكن هذا ماأود ان تكون عليه علاقتنا الزوجية.. فإذا طبق هذا الموضوع ستقل نسبة الطلاق لدينا.
هدى اسماعيل منسقة اعلامية تقول: الصداقة بين الزوجين ممكنة ولكن يجب ان يكون هناك قدر كاف من المصارحة والمكاشفة بينهما لأنه لا يوجد أي سبب يجعل احد الزوجين يخفي عن الآخر شيئاً وخاصة اذا كان بينهما قدر ولو بسيطاً من المودة والتفاهم.. وبرأيي ان النساء ترحب بفكرة الصداقة مع الزوج في حين ان الزوج يحب ان يحيط نفسه بهالة من الغموض والأسرار.
وتضيف ولكن هذا لا يمنع من وجود صداقة بينهما اذا كانت الرغبة من الطرفين.
استنتاجات
ردت أم محمد موظفة على تساؤلنا قائلة: قرأت عن اهمية المصارحة والمكاشفة وعقد صداقة مع الزوج حتى لا تحدث مشاكل بسبب اخفاء بعض الأشياء عن الزوج، وأن ذلك يساعد في زرع الثقة بين الطرفين ولكنني عندما اريد ان اخبره بما يحصل معي لا يعيرني انتباهاً ولكن عندما يتعلق الموضوع بأهله او أهلي فإنه يصغي جيدا لما اقول.. ويبدأ بالاستنتاجات من خلال حديثي عن الموضوع وقد حصلت مشاكل كثيرة بيننا والسبب هذه الاستنتاجات التي قد تكون خاطئة وتخضع لفرض الرأي اكثر من رأي صديق.
فقررت ان اخفي بعض الأسرار عنه لنصبح زوجين وندع الصداقة للآخرين.
غيرة وملل
منى عبدالكريم.. مدربة كمبيوتر تعلق على الموضوع بقولها: كلما كانت عائلتا الزوجين كبيرة كانت صداقتهما اكبر.. وذلك من خلال وجود حديث متجدد عن الأهل والأصدقاء.. وأيضا تبعد عن الزوجين الملل والغيرة المفرطة لدى الزوج او الزوجة لأن كلاً منهما كتاب مفتوح للآخر فلا مجال للشك في سلوك الآخر وهذه من حسنات الصداقة الزوجية.
قلة احترام
خديجة الصالح.. ربة منزل ومثقفة.. تقول الصداقة تحتم علينا كأزواج احترام بعضنا البعض والمكاشفة والمصارحة ولكن مع طول العشرة والتعود على بعضنا البعض والاختلافات في الآراء احيانا ينقص من احترامنا لبعضنا قليلا وخاصة في اوقات التمسك بالرأي.. فالصداقة بين الزوجين ليست مستحيلة بقدر ماهو صعب المحافظة عليها.
وتضيف خديجة فأنا مثلا احب ان احتفظ بمعلومات دخلي المادي وبعض المعلومات الخاصة لنفسي دون اطلاع زوجي عليها.. وهو ايضا كذلك.. فلا تصدقي اي امرأة او رجل يقول ان شريكه صديقه الودود ومخزن اسراره لأن هناك أموراً واضحة وضوح الشمس لا يمكن للزوجة مصارحة زوجها بها وأيضا هناك امور قد تحصل للزوج لا يمكنه من البوح بها لزوجته.. في حين ان الغريب قد يحفظها لكليهما افضل من الشريك.