عادات وطبائع عربية !! بقلم ،،،
صالح القلاب
مضحكة حتى حدود الإستلقاء على الظهر
هذه الإدعاءات التي تحدثت عن لقاء بين أميركيين وإسرائيليين من جهة
وبين {أبومازن} ومحمد دحلان من جهة أخرى والإتفاق على التخلص من ياسر عرفات
{أبوعمار} وقتله بواسطة دس السم له في طعامه فهذا كلام مفلِسٍ لا يصدقه أي عاقل
والواضح أن هدفه هو محاولة تفجير مؤتمر ''فتح''
الذي تقرر عقده في بيت لحم في فلسطين
في الرابع من آب {أغسطس} المقبل .
إن مثل هذه الإتهامات والإفتراءات ليست
غريبة لا عن الساحة الفلسطينية ولا عن العمل الفلسطيني لا في السابق ولا في اللاحق
ولقد تأكد أن الذين إغتالتهم مجموعات ما سمي ''الكف الأسود'' في ثلاثينات وأربعينات
القرن الماضي قد أغتيلوا لأسباب شخصية وفي إطار النـزاعات العائلية والجهوية
والتمحورات التنظيمية والسياسية وأن وطنيتهم كانت صادقة وأن التهم التي وجهت إليهم كانت
ظالمة وغير صحيحة .
الإختلاف في العمل السياسي غير مستغرب بل هو ضروري ولابد
منه وبخاصة عندما يتعلق الأمر بقضية كالقضية الفلسطينية لكن إنه عيب ما بعده عيب
أن يدفع الإختلاف في وجهات النظر البعض إلى تجاوز الخطوط الحمراء وإلى إتهام
الذين يختلفون معهم بوطنيتهم وبأنهم عملاء للإستكبار والصهيونية
العالمية .
وحقيقة أن هذا التحامل بلا حدود وبلا
كوابح لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم فحتى عندنا هنا في
الأردن فإن بعض الذين لا يجدون ما يردون به على من يختلفون معهم لا
يتورعون عن إلصاق تهم الخيانة الوطنية والقومية بهم ثم وحتى بالنسبة إلى الدول فإن
الذين عاصروا تلك الفترة من خمسينات وستينات وحتى سبعينات القرن الماضي يذكرون
صولات وجولات طيب الذكر أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب .
في فترة سابقة تعود لما بعد حركة
الثالث والعشرين من شباط في سوريا ترأس وزير الخارجية الأسبق إبراهيم
ماخوس إجتماعاً لعدد من ''كوادر'' حزب البعث، الذين فرَّوا من العراق بعد إنقلاب
العام 1968 على عبدالرحمن عارف الذي قاده أحمد حسن البكر وصدا م حسين، تحول إلى
مهاترات وإلى إتهامات متبادلة بالخيانة والجاسوسية لم يسلم أي واحدٍ من الحضور منها وقد
أدى هذا إلى أن يترك ماخوس الإجتماع ويغادره مهرولاً وهو يردد : إنني لا أقبل أن
أحضر إجتماعاً كله جواسيس وخونة !! .
هناك الآن مشكلة مستفحلة في السودان
وبالطبع فإن هناك وعلى الطريقة العربية المعروفة إتهامات متبادلة من
العيار الثقيل حيث الحكم يتهم المعارضة التي كان يتحالف بالأمس القريب بالخيانة
والتآمر وبتنفيذ أوامر خارجية وبالعمل للدول التي تستهدف الوطن ووحدته ومستقبلة
وهناك مثل هذه الإتهامات المتبادلة في اليمن وفي العراق وفي موريتانيا .. وفي بلاد
العرب الواسعة من المحيط إلى الخليج .
إن هذه هي إحدى مآزق العمل السياسي
العربي إن على مستوى الأفراد او على مستوى الأحزاب والتنظيمات وإن على مستوى الدول أيضاً
ففي لبنان كان هؤلاء، الذين يتحاورون الآن على طريقة غزل قيس بليلى، قبل أسابيع
قليلة يتهمون بعضهم بعضاً بالخيانة والجاسوسية وبما يغضب وجـه الله ويتنافى مع أبسط
الطبائع الإنسانية والقيم النبيلة .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/