--------------------------------------------------------------------------------
.
.
.
يوم إغتصاب عروس الدنيا فلسطين
كل إنسان له دار وأحلام ومزهر
وأنا الحامل تاريخ بلادي أتعثر
وعلى كل طريق لم أزل أشعث أغبر
يا فلسطين، ولا أحلى ولا أغلى وأطهر
كلما حاربت من أجلك، أحببتك أكثر
كيف لي، تقول نفسي التواقة للعودة، والمعبأة بكل مشاعر الحنين، والمملؤة بكل أشواق الروح التي تأخذني إلى هناك، إلى فلسطين الأرض، والسماء والهواء والماء! كيف لي - وهل في مقدوري - أن أنسى داري وأحلامي، ومزهري! ومرتع صباي!
ايه فلسطين
يا أيها الوطن الساكن فينا أبداً
ننام على صوتك يا وطني
ونصحو على أناشيدك
ونعيشك في وجداننا، وتعيش فينا، نحن الذين مازلنا نتواصل معك بالحلم وبالحقيقة، أنت يا وطني، لست قطعة أرض، أو مساحة أو ساحة بلا معنى! أنت هويتنا، وهواؤنا، أنت ثقافتنا وانتماؤنا، أنت لغتنا وغايتنا، فالوطن هو التاريخ والجغرافيا، والهوية والانتماء والثرى والانغماس ولحظة الإبداع، ولحظة الفرح، ودموع الفراق، واللقاء ولحظة السعادة والحزن ومتعة التأمل، إنه ملاعب الصبا، إنه جلسة تحت ظل شجرة وارفة في لحظة حوار مع الطبيعة أو كتاب!
إنه الذكرى والتذكار، إنه الذكريات المحفورة وشواهد الأمجاد والمعارك والانتصارات والفتوحات المحفورة في كل مكان، إنه الآثار والمقامات إنه عظام الآباء والأجداد، إنه مأوى الأنبياء والرسل والصحابة وأهل التقوى، إنه بيت صانعي التاريخ، ومسجلي الانتصارات، إنه موكب الأبطال.
وطني، فيك إبداعي، ومنك إبداعي، وأنت إبداعي، وملهمي للإبداع، أحاول أن أهدهد دمعة أو جموع الدموع التي تترقرق من عيوني، وأنا مازلت أطل على حيفا ويافا
أطل من علٍ في ذكزى نكبتنا فأتمثل جموع أهل بلدي - نعم بلدي، بل جموع أهل فلسطين، وقد شردتهم العصابات الصهيونية بقوة النار والحديد، فأرى المشهد ماثلاً أمامي، مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، يهيمون على وجوهم في ضياع، تلاحقهم طائرات ودبابات ومدافع وسفاكو الدم من بني صهيون.
أتمثل الآن المشهد، والناس يمشون على أقدامهم يحملون أطفالهم وما تيسر من أمتعتهم لا يلوون على شيء ولا يعرفون إلى أين هم ذاهبون، المهم أن يهربوا من الموت الزؤام الذي يلاحقهم، من الإرهاب الصهيوني، الذي استخدم المجازر والمذابح والتطهير العرقي بل والإبادة للتخلص من شعب فلسطين، كي يسلبوننا وطننا ويغتصبونه ويحتلونه ويزعمون أنه لهم!.
أتمثل الآن مجزرة دير ياسين فيتردد صدى صوت الإرهابي المجرم "بيغن" صاحب مجزرة دير ياسين، وهو يقول: لو لا مجزرة دير ياسين لما قامت دولة إسرائيل!.
أتمثل وأستعيد الذكرى، وأعيش النكبة لحظة بلحظة،
حين كان شعبي يستجير فلا مجير
ويستصرخ فلا من سامع
ويطلب السلاح فلا من مجيب
ورغم قلة الإمكانات، باعت نساء فلسطين ذهبهن وحليهن من أجل شراء بندقية أو مسدس أو وسيلة من وسائل القتال، مع ندرتها في ذلك الوقت، كي يدافع المدافعون عن الأرض، والعرض والوطن والشرف العربي من الماء إلى الماء
يا أيها العالم!
يا أيتها الدنيا!
أعلن في ذكرى النكبه أن اغتصاب وطني فلسطين، أن لا سلام ولا أمان في هذه الدنيا، طالما بقيت لاجئاً مشرداً
أنا لن أعيش مشرداً
أنا لن أظل مقيداً
أنا لي غد
وغدا سأصرخ
عائداً متجدداً
إنني مازلت أحمل أنشودة العودة، التي أرددها ليل مساء في كل أحلامي وحالاتي وأحوالي:
عائدون عائدون
إننا لعائدون
فالحدود لن تكون
والقلاع والحصون
فاصرخوا يا لاجئون
إننا لعائدون!
صباح الخير يا وطني فلسطين!
انظر إلى السماء، تزحف إلينا من سماء القدس غيمة محملة بالمطر، تتساقط مطراً ورذاذاً جميلاً جميلاً، كأنها رسالة خير تبدد كل الجفاف الوجداني، بعدها يطل علينا القمر بهياً بهياً، يحمل كل الأمل، والرجاء فينطلق صوت ملائكي من السماء والأرض:
سنرجع يوماً إلى حينا
ونغرق في دافقات المنى
سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحى
وهذا هو حلمنا الذي لا ينقطع
والذي سيصبح حقيقة
وعندها يعم السلام الدنيا!!
كل الود