3- بالزنبق امتلأ الهواء
بالزنبق امتلأ الهواءُ،
كأنّ موسيقى ستصدحُ.
كلُّ شيء يصطفي معنى،
ويرسلُ فائض المعنى إليَّ.
أنا المعافى الآن،
سيِّدُ فُرصتي في الحب.
لا أنسى ولا أتذكّر الماضي،
لأني الآن أولدُ،
هكذا من كلّ شيء..
أصنعُ الماضي
إذا احتاجَ الهواء إلى سلالته
وأفسدَه الغبار.
وُلدتُ دون صعوبة،
كبناتِ آوى،
كالسمندلِ،
كالغزال..
ولم أهنئ والديَّ
بصحتي وسلامتي.
والآن،
أقفز ُصاحياً
وأرى وأسمع.
كلُّ هذا الزنبق السحريّ لي:
بالزنبقِ امتلأ الهواء
كأنّ موسيقى ستصدح.
كلُّ ما حوالي يهنئني:
خلاءُ السقف من شبحٍ
ينازعني على نفسي.
وكرسيّ
يرحّبُ بالتي تختار إيقاعاً
خصوصيّاً لساقيها.
ومرآةٌ أمام الباب
تعرفني
وتألف ُوجه زائرها.
وقلبٌ جاهزٌ للاحتفال
بكلّ ِشيء.
كلُّ شيء
يصطفي
معنى لحادثة الحياة،
ويكتفي
بهبات هذا الحاضرِ البلّور.
لم أعرف ْولم أسألْ:
لماذا أحتفي بصداقةِ اليوميّ،
والشيء المتاح،
وأقتفي إيقاع
موسيقى ستصدح من زوايا الكون؟
لا أنسى ولا أتذكّر ُالغد...
ربما أرجأتُ تفكيري به،
عن غير قصدٍ،
ربما خبّأتُ
خوفي من ملاكِ الموت،
عن قصدٍ،
لكي أحيا الهنيهةَ بين منْزلتين:
حادثة الحياة
وحادث الموت المؤجّل
ساعةً أو ساعتين،
وربما عامين...
يفرحني تَذكُّر ُما نسيتُ:
نسيتُ أن أنسى
غناء الناي للأفعى.
بلا سببٍ
يفيضُ النهرُ بي،
وأفيض حول عواطفي:
بالزنبق امتلأ الهواء
كأن ّموسيقى ستصدح