كم كانت الأمسية جميلة الروح، والتقينا بعد آن، ووجهنا الخجول منذ غياب الشمس لا يتنفس الهواء، وارتفع ستار البدء، فإذا بسلامنا الوطني يطربنا كحلم مر منذ أزمان، ويبعث موجته الثانية، أن قفوا لقراءة الفاتحة دقيقة للشهداء، الذين تؤكد الفاتحة شهادتهم من جديد في مواجهة النسيان والتناسي ، وتشتعل الشعلة في وطني من جديد ، هي ثقافتنا تلمح في عيوننا رسائل كثيرة قد تورات وتراكمت في إنبوكس إيميلنا العقلي لانقطاع التيار الوطني فجأة، وعندما دبت الروح تفاجئنا في الجنك برسائل عدة تشتاق جميعا لدبكة الجفرا فتدك أرجلهم الأرض، ها نحن هنا في ثقافتنا نقيم، لم تمت، بل غُيبت بسحابة الانقسام عنوة، وتنطلق الأكف مع الذات الدابكة تصفق من جديد مع لحن الخلود، وضارب العود يشجينا بذاكرة ملؤها الحياة كانت هنا حياة وستبقى، وتنساب كلمات ظاهرة حنجورية التلويح، فتدمعنا قوة الكلمات، فنصفق، وبقايا الرجال الصابرين في غزة ترنو أينهم، وكيفهم، إنا اشتقنا هم، فمتى تعودون لنغنى على ذات الخشبة من جديد، لنعلي الكوفية نعلي ونلولح بيها، وتعلو راياتك يا أم الجماهير، ها قد سقيناك بود، فاسقيني ها،
ومن القلب شوق أحياها الكتاب والمثقفون الوطنيون، سلم سلم سلملي على من صافح الأمسية الجميلة مع روحنا القادمة.